فضت الشرطة الروسية مظاهرات مناهضة للحكومة في وسط موسكو الاثنين، واعتقلت عشرات المتظاهرين، بعد القبض على زعيم المعارضة أليكسي
نافالني بينما كان يهم بمغادرة منزله.
واحتشد عدة آلاف من المحتجين، بينهم الكثير من الشباب وسط موسكو؛ استجابة لدعوة من نافالني، وهتفوا: "
روسيا بلا بوتين" و"روسيا ستتحرر".
وأجرى صحفيون من "رويترز" إحصاء للمحتجين الذين رأوا الشرطة تلقي القبض عليهم، وقالوا إن عددهم وصل إلى 206.
ودعا نافالني، الذي يسعى للإطاحة ببوتين في انتخابات الرئاسة المقررة العام المقبل، لاحتجاجات حاشدة في موسكو ومدن أخرى ضد ما يقول إنه نظام فاسد للحكم يشرف عليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ورفض
الكرملين مرارا تلك المزاعم، واتهم نافالني بإشاعة الاضطرابات.
وقال شهود إن الشرطة اعتقلت أكثر من 100 شخص وسط موسكو. وقال شاهد من رويترز إن عشرات المتظاهرين اعتقلوا أيضا في مظاهرة مماثلة في سان بطرسبرج.
وتجاهلت وسائل الإعلام الروسية الرسمية المظاهرات.
ويشير نطاق الاحتجاجات إلى أن نافالني استغل نجاح احتجاج مشابه نُظم في مارس/ آذار، حيث خرج الآلاف إلى الشوارع في أنحاء روسيا.
وكانت هذه الاحتجاجات هي الأكبر منذ موجة مظاهرات مناهضة للكرملين في 2012، وجرى اعتقال أكثر من ألف شخص فيها، ما سبب ضغطا داخليا نادرا على بوتين، الذي من المتوقع أن يرشح نفسه ويفوز بفترة ولاية جديدة في الانتخابات العام المقبل.
وقالت السلطات في موسكو، أمس الاثنين، إن المظاهرات غير قانونية، ونشرت مئات من أفراد قوات الأمن التي تحركت لاعتقال مشاركين ونقلتهم في حافلات.
ووافقت السلطات في موسكو في البداية على تنظيم الاحتجاج في مكان بعيد عن وسط المدينة.
ولكن نافالني قال، في وقت متأخر الأحد، إن السلطات ضغطت على الشركات؛ لرفض تزويده وحلفائه بمعدات صوت ومعدات تصوير فيديو.
وأضاف أنه لهذا السبب غيّر مكان الاحتجاج إلى شارع تفيرسكايا، وهو الشارع الرئيسي في موسكو القريب من الكرملين، دون الرجوع لأي جهة. وحذر مكتب المدعي العام من أن أي احتجاج ينظم هناك سيكون غير قانوني، وأن الشرطة ستتخذ "كل الإجراءات اللازمة" لمنع حدوث فوضى.
وقال إنه يجري إعداد "تحذير" قانوني لنافالني. وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، لتلفزيون رين، إنه من المهم تفادي ما وصفها "بالاستفزازات".
وأمس الاثنين كان عطلة بمناسبة العيد الوطني الروسي.
وقاطع الاحتجاج احتفالية رسمية في شارع تفيرسكايا، الذي تحول لمنطقة مشاة، حيث يعيد ممثلون تجسيد فترات من التاريخ الروسي بأدوات، مثل سيارات جيب ومدفعية تعود لفترة الحرب العالمية الثانية.
وقالت زوجة نافالني على "تويتر" إن الشرطة اعتقلته بينما كان يهم بمغادرة منزله.
وقالت متحدثة باسم نافالني، في تغريدة منفصلة، إنه جرى قطع الكهرباء عن مكتبه في التوقيت ذاته الذي ألقي فيه القبض عليه تقريبا.
وقال متحدث باسم الشرطة لوكالات أنباء روسية إن نافالني متهم بانتهاك القانون؛ بسبب تنظيم تجمعات عامة، وعدم الامتثال لأوامر ضابط شرطة، مشيرا إلى أن قضيته ستحال للمحكمة للبت فيها.
وكان نافالني سجن 15 يوما، ودفع غرامة؛ لدوره في احتجاجات مارس/ آذار.