أطلقت جماعة
الإخوان المسلمين نداءً تعقيبا على الأزمة الخليجية القطرية، داعية لرأب الصدع والحفاظ على وحدة الصف، مستشهدة بقوله تعالى: "وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ".
وقالت الجماعة -في بيان لها اليوم- إنها "تابعت -بكل أسف- التطورات الأخيرة على الساحة الخليجية والعربية، من قطع للعلاقات مع دولة قطر الشقيقة، وما ترتب عليه من تمزيق لأواصر الأخوة بين شعوب المنطقة".
وأضافت: "جماعة الإخوان إذ تدعو الله سبحانه وتعالى أن يعجل بكشف هذه الغمّة، فإنها تثمن التحركات السريعة التي بادرت بها دولة الكويت وتركيا وعدد من الدول العربية للعمل على إعادة العلاقات بين الأشقاء داخل البيت العربي والخليجي إلى سابق عهدها الأخوي".
اقرأ أيضا: أزمة الخليج مع قطر تتجاوز السياسة لتهدد النسيج الاجتماعي
ودعت جماعة الإخوان جميع من وصفهم بالعقلاء وأصحاب الرأي إلى "ضمّ جهودهم إلى هذه الجهود الطيبة، سعيا للجلوس إلى مائدة الحوار وحلّ كافة الخلافات التي لن يخرج منها أي منتصر، بل ستدفع ثمنها شعوب المنطقة لصالح أعداء الأمة".
وذكرت أن "قطر ودول الخليج قد عُرف عنها طوال تاريخها مناصرة القضايا العادلة والوقوف إلى جانب الشعوب المقهورة واحتضان أصحاب القيم والمبادئ".
وتابعت: "هذه الأزمة تضع الجميع أمام مجموعة من التحديات، فهي تؤسّس لحالة غير مسبوقة من العداء بين
دول الخليج، وتمزيق أواصر الأخوة العربية والإسلامية بين شعوب المنطقة التي تجمعها الأرحام والأنساب والدين الواحد واللغة الواحدة والتاريخ والمصير المشترك".
وأردفت: "كما أنها تؤدّي إلى إضعاف التركيز والاهتمام بالأزمات المشتعلة في سوريا والعراق وليبيا واليمن وفلسطين، ما يقدم فرصة سانحة للأطراف المتحكمة أو المتوغّلة فيها لتحقيق ما تخطط له من فوضى أو توسّع أو تقسيم، وهو ما يزيد من معاناة شعوب هذه الدول ويضعها أمام مستقبل غامض".
وأشارت جماعة الإخوان إلى أن الأزمة الراهنة تفتح "الطريق لكارثة جديدة تضاف إلى الكوارث التي تعاني منها المنطقة، وللمزيد من الاستقطاب وخطر تشكيل محاور جديدة سيكون للأطراف المتربّصة بالمنطقة الكلمة الأولى فيها".
اقرأ أيضا: الأردن والمغرب يدخلان على خط أزمة مقاطعة مع قطر
واختتمت بقولها: "نسأل الله العظيم في هذا الشهر المبارك، أن يؤلّف بين قلوب العرب والمسلمين حكاما ومحكومين، وأن يجنّبهم الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يجمع كلمتهم ويبصّرهم بالحق والهدى".