سياسة عربية

هكذا تحدث السيسي برمضان عن الرفق بشعبه: مش طبطبة (شاهد)

 السيسي دعا إلى تفهم قراراته الاقتصادية الأخيرة- ا ف ب
السيسي دعا إلى تفهم قراراته الاقتصادية الأخيرة- ا ف ب
قال رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي إن الرفق الذي طالب به سابقا للشعب المصري، ليس معناه "الطبطبة"، وإنما هو "الإجراء السليم اللي بيتعمل لأجل ينصلح حالنا"، مضيفا أن "إجراءات الإصلاح الاقتصادي تم اتخاذها لكي يكون الشعب في أمان، وستؤدي لتحقيق الإصلاح والخير في المستقبل"، بحسب تعبيره.

جاء ذلك في كلمة ألقاها السيسي بحضور زوجته انتصار عامر، في أحدث ظهور إعلامي لها، بمأدبة "إفطار المرأة المصرية"، التي نظمتها الرئاسة المصرية بأحد فنادق القاهرة، مساء السبت، الثامن من رمضان الجاري، ضمن الاحتفال بعام المرأة المصرية (2017)، بمشاركة رئيسي مجلسي النواب والوزراء، ووزراء ومسؤولين، وأعضاء في "مجلس نواب ما بعد الانقلاب"، وإعلاميين، وشخصيات عامة.

وفي كلمة استغرقت قرابة عشر دقائق، دافع السيسي عن القرارات التي اتخذتها حكومته في تشرين الثاني/ نوفمر الماضي، بتحرير سعر صرف الجنيه أمام الدولار الأمريكي مما أدى إلى وصوله إلى 18 جنيها للدولار حاليا، وتسبب في موجة غلاء وتضخم ضربت المصريين، وزادت معدلات الفقر في البلاد، إلى معدلات غير مسبوقة.

وفي بداية كلمته قال: "اللي إحنا ماشيين فيه (يقصد الإجراءات الاقتصادية) قد يكون قاسيا، وصعبا"، مضيفا: "إمبارح كنت قاعد مع نفسي، وقلت: أنا مرة كتبت، وقلت إن الوطن والشعب المصري لم يجد من يرفق به، أو يحنو عليه".

وتابع السيسي: "قلت: طب فين وبعدين؟.. وأنت يا عم عملت ليهم إيه؟". وأجاب: "قلت في عقلي: "الرفق مش بس "طبطبة".. الرفق هو الإجراء السليم اللي بيتعمل من أجل أن ينصلح حالنا (يقصد القرارات الاقتصادية).. ودائما ما نعتمدش غير على الله سبحانه وتعالى، وعلى أنفسنا، وده أمر مش يسير"، بحسب قوله.


وأردف السيسي: "ونحن نعمل هذا الإجراء (يقصد القرارات التي تضمنت تعويم الجنيه) كنت أقول دائما إنني سأكلم الست المصرية".

وتابع: "أنا بأقول للمرأة المصرية.. من فضلك ساعديني، وساعدي مصر"، وهنا وقفت امرأة من بين الحضور، هاتفة: "معاك يا ريس".

واستطرد أن مسار إجراءات الإصلاح الاقتصادي الأخيرة، كان صعبا وقاسيا ومؤلما، إلا أنه تم اتخاذها حتى يتم وضع أساس حقيقي لدولة حقيقية من أجل أن يعيش المصريون في أمان واستقرار، وفق قوله.

وبحسب تعبيره: "مسار مؤلم.. لكن نحن نضع مسارا حقيقيا لدولة حقيقية".

وثمَّن السيسي في كلمته، التي قوطعت بتصفيق الحضور مرات عدة؛ تضحيات المرأة المصرية، قائلا إنه: "في كل بيت لي سند.. بل لمصر سند".

ودعا إلى تفهم قراراته قائلا إنه يجب على المرأة المصرية أن تساعد مصر نظرا لدورها الكبير في المجتمع.

وأشار إلى أن المرأة أثبتت قدرتها على التحمل والتضحية والصبر برغم قسوة الإجراءات، مؤكدا أنها تدبر حاليا ميزانية بيتها كي تستطيع تلبية طلبات أسرتها برغم الموارد المالية المحدودة لديها.

وخاطب الحاضرات قائلا: "تقدمون تضحيات من أجل حماية البلاد"، موجها الشكر "على التضحية، والتحمل، مرة أخرى، من أجل أن نعبر بالسفينة في ظروف صعبة اقتصاديا"، مردفا: "كل التضحية، والتقدير لكم".

ومرجعا التدهور الاقتصادي إلى الزيادة السكانية، واصل السيسي القول: "إحنا عدد سكان ضخم.. محتاج كثير.. علشان مطالبه المناسبة تُلبى".

واختتم كلمته بتحريض المصريين، بعضهم على بعض، عبر ما وصفه بتقديم الأسر للشهداء من أجل حماية الوطن، مشيرا، في الوقت نفسه، إلى أنه "فيه ناس مش عايزة أمان يتحقق عندنا".


وكان السيسي قال في بداية كلمته هذه إنه كتب (من قبل) أن الشعب المصري لم يجد من يرفق به، أو يحنو عليه، مشيرا بذلك إلى البيان الذي تم إلقاؤه باسم القوات المسلحة في الأول من تموز/ يوليو 2013، بعد ساعات من انتهاء تظاهرات 30 حزيران/ 2013، وقبل ساعات من انقلاب 3 تموز/ يوليو 2013، على الرئيس محمد مرسي.

وجاء في البيان حينها العبارة التالية، على لسان القوات المسلحة، التي كان وقتها هو وزير الدفاع: "لقد عانى هذا الشعب الكريم، ولم يجد من يرفق به، أو يحنو عليه، وهو ما يلقى بعبء أخلاقي ونفسي على القوات المسلحة التى تجد لزاما أن يتوقف الجميع عن أي شىء بخلاف احتضان هذا الشعب الأبي الذي برهن على استعداده لتحقيق المستحيل إذا شعر بالإخلاص والتفاني من أجله".


وفي خطاب ألقاه في أوائل تموز/ يوليو 2014، وفي كلمة وجهها للشعب المصري، بمناسبة ذكرى حرب العاشر من رمضان، ألقى السيسي بيانا كرر فيه عبارته: "هذا الشعب لم يجد من يحنو عليه"، مستنكرا "زيادة الأسعار من قبل التجار بعد زيادة أسعار الوقود".

كما كررها في خطاب آخر ألقاه في كانون الثاني/ يناير 2016، إذ قال: "الشعب المصري آسى (عانى) كتير، وحقه عليَّ أن أكون رقيقا معه"، مشيرا إلى أن القوة هي بالقرار والوقفة والرجولة والجدية والالتزام.

وأشار إلى أن نسبة كبيرة من المصريين "حالتهم رقيقة"، مردفا: "بأحاول أن أكون رفيقا معهم، ومستدركا: "اوعوا تفتكروا أن لين الكلام وحسن الخلق يعني حاجة ثانية غير: "قمة البأس".



وكان البنك المركزي المصري، أقدم في خطوة مفاجئة، في 3 تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، على خفض قيمة الجنيه المصري بنسبة 48% مقابل الدولار، ومنح البنوك الحرية في تحديد سعر الصرف.

وجاء ذلك ضمن حزمة من القرارات التي اتخذتها الحكومة وقتها، وتضمنت خفض دعم السلع التموينية، وزيادة أسعار الكهرباء والمياه والوقود، في ما قالت الحكومة إنه "برنامج إصلاح وطني"، بينما قال خبراء إنه تنفيذ لمطالب صندوق النقد الدولي للحصول على قرض الإثني عشر مليار دولار الذي كانت مصر قد طلبته منه، محذرين من أنها ستزيد الفقراء فقرا، وتفاقم الأزمة الاقتصادية والديون والعجز.
التعليقات (0)