سياسة عربية

هل دقت ساعة الصفر؟.. نداء فوري لإخلاء الموصل القديمة

يأتي النداء الأخير بالتزامن مع ما كشفته مجلة دير شبيغل الألمانية من وقوع "فضائع" ارتكبتها القوات الأمنية بحق مدنيين بالمدينة- أ ف ب
يأتي النداء الأخير بالتزامن مع ما كشفته مجلة دير شبيغل الألمانية من وقوع "فضائع" ارتكبتها القوات الأمنية بحق مدنيين بالمدينة- أ ف ب
فيما بدا أنه النداء الأخير لأهالي المنطقة القديمة في الموصل قبل بدء الهجوم الواسع والوشيك لاستعادتها كاملة، دعا قائد الحملة العسكرية العراقية لتحرير الموصل، اليوم الخميس، سكان المناطق التي لا تزال خاضعة لتنظيم "داعش" وأبرزها المنطقة القديمة (وسط الجانب الغربي) إلى مغادرتها "فورا".

وخاطب الفريق الركن رشيد يار الله، عبر بيان بثه التلفزيون الحكومي، سكان أحياء "الزنجيلي"، و"الصحة الأولى"، و"الشفاء"، فضلا عن المدينة القديمة؛ المكونة من "باب سنجار"، و"الفاروق"، و"رأس الكور"، و"الميدان"، و"باب الطوب"، و"باب جديد"، و"باب البيض".

وقال يار الله: "أكملت قواتكم المسلحة، بعون الله وهمة الأبطال، تدمير العدو الداعشي في عموم مناطق الساحل الأيمن (الجانب الغربي)، وما تبقى شراذم تحاول العبث بأرواح المدنيين في مناطقكم واستخدامكم دروعا بشرية".

وتابع: "الحكومة والقائد العام (للقوات المسلحة حيدر العبادي)، حريصون عليكم، ومسؤولون عن سلامتكم، ومُصرون على إكمال التحرير لكل شبر من أرض العراق".

اقرأ أيضا: العراق يرد على مجلة ألمانية كشفت "فظائع" ارتكبت بالموصل

وخاطب يار الله، السكان قائلا: "ولتحقيق هذه الغايات وتجنيبكم أية خسائر يريدها العدو حجة لاضطهادكم، ولفسح المجال إلى قواتكم المسلحة لإكمال مهامها في التحرير سريعا، نطلب منكم جميعا الخروج والتوجه على الفور إلى الممرات الآمنة التي سنحددها لكم ميدانيا. وستجدون بانتظاركم أدلاء وحمايات وسيارات توصلكم إلى الأماكن الآمنة".

ويأتي النداء الأخير بالتزامن مع ما كشفته مجلة دير شبيغل الألمانية من وقوع "فضائع" ارتكبتها القوات الأمنية العراقية بحق مدنيين في الجانب الأيمن من المدينة، في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة عن تشكيل لجنة للتحقيق.

وكانت مجلة "دير شبيغل" الألمانية فتحت، الثلاثاء الماضي، ملف جرائم وفضائح القوات العراقية في الموصل، بروايات موثقة من مصور رافق اثنين من الضباط.

وعلى مدى الأيام القليلة الماضية حشدت الحكومة العراقية قواتها في محيط المنطقة القديمة، لشن هجوم واسع، بغية انتزاعها من قبضة "داعش" الذي يتحصن مسلحوه بين آلاف المدنيين في أزقة ضيقة يتعذر على العربات العسكرية دخولها.

اقرأ أيضا: حوار مثير للصدر عن الحشد والمالكي والقتال بسوريا (شاهد)


وفي هذه الأثناء، قال مصدر أمني عراقي إن تنظيم "داعش" اعتقل عشرات الأشخاص من المنطقة القديمة وسط توقعات بإعدامهم في الساعات المقبلة.

وأوضح النقيب فهد عبد الخالق، في جهاز الرد السريع (قوة تابعة لوزارة الداخلية) للأناضول، نقلا عن مصادر استخباراتية، أن "عناصر التنظيم اعتقلت 150 رجلا تتراوح أعمارهم ما بين 17 – 40 عاما من المدينة القديمة، إثر اتهامهم بالتعاون مع القوات الأمنية العراقية وتقديم المعلومات لها ضد أهداف داعش، وتحركاته في المنطقة".

وتابع: "التنظيم وحسب المعلومات الواردة من المصادر الخاصة سيحاول قتل المعتقلين لديه خلال الساعات القليلة القادمة، لأنه لا يملك مواقع لاحتجازهم، ولا يملك الغذاء والماء الكافي لتقديمه لهم من أجل إبقائهم على قيد الحياة".

ولفت إلى أنه جرى تزويد القيادات العسكرية بهذه المعلومات من أجل الإسراع في اتخاذ خطوات عاجلة ربما تساعد في إنقاذ حياتهم.

وأضاف عبد الخالق، أن "القوات العراقية تواصل تضييق الخناق على عناصر التنظيم فيما تبقى من الجانب الغربي للموصل، ومعارك الزنجيلي، والشفاء، غربي المدينة ستكون سهلة للغاية، إلا أن معارك المنطقة القديمة ستحتاج لقوات خاصة تمتاز بتنفيذ حرب الشوارع على مستوى عال".

اقرأ أيضا: طائرات أمريكية انتحارية ستُستخدم ضد "داعش".. تعرّف عليها

وتشن القوات العراقية منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عملية عسكرية واسعة لطرد "داعش" من الموصل، وهي آخر المعاقل الكبيرة للتنظيم في العراق.

واستعادت القوات العراقية النصف الشرقي من المدينة في يناير/كانون الثاني الماضي، ومن ثم تقاتل منذ فبراير/شباط الماضي، لانتزاع النصف الغربي.

ووفق مصادر عسكرية عراقية فإن مساحة سيطرة تنظيم "داعش" في الجانب الغربي للموصل، تقلصت إلى 5% فقط، متوقعة حسم القوات العراقية للمعركة بحلول النصف الأول من فبراير/شباط المقبل.
التعليقات (0)