سياسة عربية

قبطي وراقصة يترشحان واتهام السيسي بإفساد الانتخاب (شاهد)

 كتاب حذَّروا من قيام السيسي بتأميم الانتخابات الرئاسية المقبلة - ا ف ب
كتاب حذَّروا من قيام السيسي بتأميم الانتخابات الرئاسية المقبلة - ا ف ب
أعلن محام قبطي، وأكاديمية تتبنى الرقص، اعتزامها الترشح للانتخابات الرئاسية المرتقبة بمصر العام المقبل، معلنين برنامجيهما. وقال المحامي إنه يرفع شعار "ترسيخ مبادئ الدولة المدنية"، بينما قالت "الأكاديمية الراقصة": "هدلع الشعب".

يأتي ذلك في وقت حذَّرفيه أحد الكتاب من قيام السيسي بتأميم الانتخابات الرئاسية المقبلة، بحيث تفرغ الساحة أمامه من وجود مرشحين جادين أو أقوياء، فيما تواصل وسائل الإعلام الموالية للسلطات، تجييشها لتلك الانتخابات، التي اعتبرها السيسي السبيل الوحيد للتغيير السياسي، ورهن ترشحه ثانية برغبة الشعب في استمراره.

قبطي يعلن الترشح.. وهذه الأسباب

وأعلن المحامي القبطي ممدوح رمزي عزمه الترشح للانتخابات، رافعا شعار: "القضاء على فكر الدولة الدينية، والاضطهاد، وترسيخ مبادئ الدولة المدنية".

وقال رمزي، البالغ من العمر 64 عاما: إنها "ليست المرة الأولى التي يعتزم فيها الترشح للرئاسة المصرية"، مشيرا إلى أنه كان في عهد الرئيس الأسبق (المخلوع) حسني مبارك، ضمن ثمانية مرشحين، قرروا خوض الانتخابات ضد مبارك عام 2011، ولكن قيام ثورة يناير منعه من استكمال ترشحه، وفق قوله.

وأكد أنه لا يختلف سياسيا مع السيسي لكن لكل منهم طريقته لدعم الدولة المدنية، مشددا على رفضه التام لشتى أنواع التمييز عن طريق العرق أو الدين أو اللون.

وفي تصريحات لصحيفة "صوت الأمة"، قال رمزي: "إن المواطنين إذا وجدوا برنامجي جيدا سيقومون باختياري دون أي اعتبارات دينية، وكوني قبطيا فهذا شرف كبير، ووسام على صدري".

منى البرنس تنافس وتتعهد

في السياق نفسه، أعلنت أستاذة اللغة الإنجليزية بكلية الآداب بجامعة قناة السويس، الدكتورة مني برنس، المعروفة إعلاميا بـ"صاحبة فيديوهات الرقص"، ترشحها في الانتخابات الرئاسية.

ودشنت صفحة: "منى برنس رئيسة مصر 2018"، وصرحت عبرها بأنه يقوم على ثلاثية "العلم و الفن و الحرية".

وأعلنت أن شعار حملتها "بالعلم والفن والحرية هترجع شمسك الذهب تاني يا مصر، ويرجعوا المصريين شعب منتج ومساهم في الحضارة الإنسانية"، دون أن تكشف عن أي برامج أو سياسات أو ممارسات تنفيذية، غير أنها قالت إنها ستعيد حصص الموسيقى والرقص والأشغال الفنية للمدارس.

وطالبت الشعب المصري بالصبر، وقالت": "عشان أكون أمينة، ما أقدرش أوعد إني هحل مشاكل مصر والمصريين في سنة ولا اتنين ولا عشرة".

وأردفت، في تدوينة عبر "فيسبوك: "التغيير الحقيقي بياخد وقت، بس أوعد إني هجتهد، واشتغل مع الشباب الكفء أن نحط الأساسات السليمة لبناء الدولة المصرية الحديثة، وإعادة الهوية المصرية للمصريين في الأربع سنين".

وتعهدت بعدم الترشح لفترة رئاسية ثانية إذا فازت، وقالت: "أكيد مش هطالب بمدة تانية، من مبدأ تداول السلطة، ولأني هبقى عايزة أعمل حاجات تانية في حياتي غير العمل العام، اللي هيلغي حياتي الخاصة، ولأني شخص مرح بطبعي، وبحب الحياة، فهبقى ريسة دمي خفيف، وهدلع الشعب من باب لاقيني، ولا تغديني.. أنا واضحة".

وهاجمت الإسلاميين بالقول: "بالطبع ظهور التيارات المتأسلمة بكثافة علي السطح، واللجوء إلى الخطاب الديني لإقناع البسطاء أو عامة الشعب كان محور نقاش. لكنني رفضت فكرة التعامل مع الناس على خلفية دينية.. لن أضع أي قناع كي أصل للجماهير.. لن أرتدي حجابا، ولن أتحدث بالقرآن الكريم، ولن أقول: "قال الله، وقال الرسول".. سأقدم نفسي كما هي: امرأة شابة، روائية، وأستاذة، و متحررة".

وكانت البرنس أثارت جدلا واسعا عقب نشرها مقطع فيديو، وهي ترقص على سطح منزلها، وعلقت قائلة إنها ليست نادمة، ولها الحرية الكاملة ما دامت خارج الجامعة، ثم نشرت فيديوهات رقص أخرى، مؤكدة عبر الفضائيات أنها تحب الرقص.

هكذا سخروا من ترشحها

لكن إعلان منى البرنس اعتزامها الترشح للانتخابات لقي سخرية لاذعة من عدد من الإعلاميين، لا سيما الأذرع الإعلامية لسلطات الانقلاب.

وقال نشأت الديهي، في برنامجه "بالورقة والقلم"، فضائية "ten": "لعن الله الديمقراطية اللي تخلي راقصة تترشح للرئاسة".



وعلق عزمي مجاهد، في برنامجه "الملف" عبر فضائية "العاصمة"، قائلا: "خليها تسخن بقى وتولع.. لازم تدور لها على مصحة نفسية تدخلها"، مضيفا أن "أمثال منى البرنس وسما المصري من الممكن أن يشكلوا ائتلافا جديدا بعنوان "ائتلاف الرقص".



في المقابل، سخرت فريدة الشوباشي، في برنامج "كل يوم"، عبر فضائية "on e"،  من مطالبة البعض للداعية عمرو خالد بالترشح، قائلة: "إحنا مش عايزين دولة دينية.. الله يخليكوا.. أنا بحب الريس، وما حدش هيترشح ضد السيسي، بسبب الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد".



أما الكاتب أنور الوراقي فخاطب البرنس: "بدل ما حضرتك ترقصي على أغاني (روبي).. خلي رقصِك وطني وارقصي على "بشرة خير" مثلا".

وأضاف ساخرا: "حضرتك قلتي بإعلان الترشُح إنك هتضعي الأساسات السليمة لبناء الدولة المصرية الحديثة.. يا ريت نراعي، وإحنا بنعمل الأساسات أن أكيد فيه ناس هترقص على سطوحها، فنزوِّد الخرسانة شوية، أو نعملها على سوست".

"تأميم انتخابات الرئاسة وتخريب مصر"

ومعلقا على المشهد بمجمله، كتب أشرف البربري، بالعنوان السابق، في جريدة "الشروق"، الخميس، قائلا: "لا يمكن لعاقل إلا أن يتوقف أمام تحركات السلطة الحاكمة في مصر بذراعيها التشريعية والتنفيذية نحو تأميم الانتخابات الرئاسية المقبلة التى يفصلنا عنها نحو عام، في ظل تراجع شعبية الرئيس".

ورأى البربري أن المفارقة أن السلطة الحاكمة تتحرك لقطع الطريق على احتمال إجراء انتخابات رئاسية نزيهة، في حين لم يظهر على الساحة أي مرشحين محتملين لمنافسة السيسي الذي أقسم بالله أن الانتخابات المقبلة لن تشهد أي تزوير.

وشدَّد على أن نزاهة الانتخابات لا تعني فقط مجرد ضمان عدم التلاعب بصناديق الانتخابات، وإنما تعني توافر البيئة التشريعية والأمنية، التي تتيح لمنافسي الرئيس وأنصارهم حرية الحركة والكلام.

وحذر من أن "محاولات تأميم الانتخابات الرئاسية المقبلة، وتفصيلها على مقاس المرشح الأوحد المطلوب نجاحه، خطيئة كبيرة، وتخريب لحاضر البلاد ومستقبلها".

وأكد أن غياب الأمل في إمكان التغيير عبر صندوق انتخابات حقيقي، يعني فتح الباب على مصراعيه أمام سيناريوهات لن تجني منها البلاد غير الخراب.
التعليقات (0)