صحافة دولية

يوم على متن مدمرة أمريكية تقود حرب تنظيم الدولة (صورة)

ديلي بيست: حاملة الطائرات غادرت قاعدة نورفولك لدعم عملية العزم التام في الحرب على تنظيم الدولة- أرشيفية
ديلي بيست: حاملة الطائرات غادرت قاعدة نورفولك لدعم عملية العزم التام في الحرب على تنظيم الدولة- أرشيفية
نشر موقع "ديلي بيست" تقريرا لمراسلته جنيفر هلاد، تصف فيه الحياة على حاملة الطائرات الأمريكية "جورج أتش دبليو بوش"، المسماة على اسم الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب.

وتصف الكاتبة في تقريرها عملية تحميل الطائرات "أف-إيه 18" المقاتلة بالقنابل مع بزوغ الشمس في مياه الخليج، مشيرة إلى أن مساحة السطح الذي تطير منه الطائرات على هذه المدينة العائمة هو 18 ألف متر.

وتقول هلاد إن العمليات ستبدأ قريبا، حيث تطير سلسلة من الطائرات كل عدة ساعات، لتقوم بمهمات فوق العراق وسوريا في الحرب ضد تنظيم الدولة.

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن حاملة الطائرات غادرت قاعدة نورفولك في فرجينيا، في اليوم الذي تلا تنصيب الرئيس لدعم عملية العزم التام في الحرب على تنظيم الدولة، لافتا إلى أنه منذ بدء العمليات في شرق المتوسط، فإن طائراتها قامت باستخدام 915 قطعة سلاح في أكثر من 387 ضربة جوية.

     

ويتحدث الموقع عن روتين الطيارين، الذين يعملون ستة أيام في الأسبوع، ولديهم يوم واحد للاستراحة، في الوقت الذي تبقى فيه الطواقم على متن السفينة، تعمل من الصباح وحتى بعد غياب الشمس، ويقوم الطيار في المعدل بمهمة طيران أو مهمتين في اليوم.

وتكشف الكاتبة عن أن سفينة "بوش" كانت هي من أطلقت الضربات الجوية الأولى ضد تنظيم الدولة عام 2014، مستدركة بأن القتال تقدم منذ ذلك الحين، بحسب ما أفاد به ضابط البحرية كينيث وايتسيل، قائد المجموعة الضاربة الثانية، الذي قال: "أصبح تنظيم الدولة محاصرا في ثلاث مناطق: حلب والرقة والموصل".

وأضاف وايتسيل أن "القتال هنا يختلف عن أفغانستان، حيث كان القتال في مساحات واسعة في جميع أنحاء البلاد، وعندما كانت المدمرة بوش هنا في 2014، فإن المنطقة كانت مفتوحة وواسعة، حيث كان كل هدف عسكري على الأرض وكان تابعا لتنظيم الدولة يمكن ضربه"، لافتا إلى أن "الحرب الآن انتقلت إلى مناطق مدنية، وأصبح تنظيم الدولة محاصرا من الجهات جميعها، وأصبحت الحرب تحتاج إلى صبر وتشاور، فعلينا تحقيق مكاسب سريعة، وعلينا وقف مد تنظيم الدولة".

ويورد التقرير نقلا عن الملازم أشلي بيلزيك، وهي ضابط الأسلحة، التي تجلس في الكرسي الخلفي من طائرة "أف إيه- 18 أف سوبر هورنيت"، قولها إن الحرب تختلف في العقلية عن غيرها من الصراعات الحديثة، وتضيف أن الأمر في أفغانستان كان يتعلق "بحماية جنودنا على الأرض، فكان موقفا دفاعيا.. بينما الآن نحن نعمل بهدف حماية الناس الذين يعيشون هنا".

وتتابع بيلزيك قائلة إن "العراق أصبح مكانا يختلف تماما عما كان عليه عندما كنت هناك قبل ست سنوات، حيث كان قاحلا في وقتها، فقد تعرض للنهب، لكن الآن هناك مدن مآهولة رئيسة، تمت إعادة بناؤها، وجيد أن نرى ذلك".

ويعلق الموقع قائلا إن الفرق الآخر هو أنه كان على المدمرة أن تواجه تحرشات البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني في السنوات الأخيرة، حيث قال وايتسيل إن جزءا كبيرا من تدريب البحارة على تلك السفينة يركز على تدريبهم على سيناريوهات مختلفة، من "الأكثر احتمالا إلى الأكثر خطورة"، مشيرا إلى أن ذلك التدريب ضروري جدا، خاصة عند المرور من خلال مضيق هرمز، وأضاف أن الإيرانيين يستخدمون القوات الحوثية "وكيلا لهم الآن، ولذلك يقومون بتقييم إمكانياتهم في باب المندب".

وتلفت هلاد إلى أنه عندما أبحرت "بوش" عبر المضيق، فإنها واجهت ما أسماه وايتسيل تصرفات "غير مهنية" من الجيش الإيراني، مشيرا إلى أنهم وضعوا سفنهم في الخطين الدوليين لإبحار السفن في الخليج، وبدأوا بإطلاق التحذيرات باللاسلكي، حيث قالوا: "أنتم في المياه الإقليمية الإيرانية، أنتم غير مرحب بكم هنا، استديروا وعودوا إلى بلدكم".

ويستدرك التقرير بأن عُمان أرسلت سفينة بحرية من طرفها من المضيق، وقالت للإيرانيين إنهم في المياه الدولية، ورحبت بالسفينة الأمريكية، منوها إلى أن الإيرانيين يقومون الآن، مع وجود المدمرة في الخليج، بإرسال دوريات لمشاهدة ماذا تفعل، ويقول وايتسيل إن "تصرفهم كان حتى الآن مهنيا وطبيعيا"، وأضاف وايتسيل أنه كلما يحصل ذلك عن طريق قارب، أو طائرة دون طيار، أو طائرة عادية، فإنه يهيئ طاقمه ليكون على أهبة الاستعداد لأسوأ الاحتمالات.

وينقل الموقع عن قائد المدمرة ويليام بننغتون، قوله: "يجب علينا أن نكون دائما مستعدين في حال تطورت التفاعلات بين الفريقين إلى عدوانية ومستويات خطيرة".

وتذكر الكاتبة أن ميزة حاملة الطائرات هي أن حمايتها أسهل؛ لأن كل شيء تحتاجه السفية لحمايتها موجود على متنها، من المعلومات الاستخباراتية، إلى الصيانة، إلى إعداد الطعام. 

وينوه الموقع إلى أن الكاتبة تحدثت للضابط ريلين رودريغز  والضابط اريك ليتشتسين، وهما شخصان من 4800 شخص يعيشون على متن السفينة، ويقومان بوظيفتين مهمتين، هما غير معروفتين إلى حد كبير من بقية الطواقم، حيث تقوم رودغريز بإصلاح وصيانة الأجهزة المتخصصة التي يستخدمها قسم المعلومات كلها، في الوقت الذي يعمل فيه ليتشتسين في قسم المفاعل النووي، وهو واحد من عشرة مسؤولين عن الكهرباء المولدة على السفينة.

وتقول رودريغز، التي تبدأ عملها منتصف الليل، للموقع إن لا أحد يراها؛ لأنها في الغالب مشغولة بإصلاح جهاز، أو صيانة آخر، أو تفعل شيئا طلب منها، أما ليتشتسين فيعمل من السابعة صباحا وحتى السابعة مساء، وأحيانا مع مهمة خفارة ليلية، ويقول إن وظيفته متعبة.

ويقول بننغتون للموقع إن كل شخص على متن المدمرة يشكل جزءا من فريق كبير، وتحاول القيادة أن تشعر كل شخص بأهمية الإسهام الذي يقدمه للسفينة.

وتفيد هلاد بأنه يتم تقديم أكثر من 18 ألف وجبة كل يوم لمن هم على متن السفينة في أربع قاعات، بالإضافة إلى غرف الطعام للضباط، بالإضافة إلى أنه يمكن للجميع زيارة مقهى "ستاربكس" وشراء القهوة والشاي والتسالي، لافتة إلى أنه للتخلص من سعرات تلك التسالي، فإن البحارة يقومون بإجراء التمرينات ورفع الأثقال في صالات رياضية على السفينة، ويقوم البعض بالتمارين في السفينة، في الوقت الذي يقوم فيه رجال الصيانة بالعمل على متن الطائرات وطائرات الهيلوكبتر. 

وبحسب التقرير، فإنه في الطابق الأعلى تقوم الطائرات المحملة بالقنابل بالانطلاق، حيث يقول بننغتون إن المهمات تتطور، وكذلك عملية الاستهداف، موضحا أنهم أصبحوا أكثر دقة، ولم يعن بالدقة المكان الذي تصيبه القنابل، بل المكان الذي يجب إصابته.

ويبين الموقع أن السفينة قامت في شهر نيسان/ أبريل بتنسيق الضربة بصواريخ توماهوك للمطار العسكري السوري؛ ردا على استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية، ما جعل روسيا توقف التنسيق بخصوص الطيران في الأجواء السورية.

ويورد الكاتبة نقلا عن القائد جيمس ماكول، قوله إن ذلك لم يغير كثيرا من العمليات، حيث يتم إخبار الطيارين بوجود توتر، وتنبيههم لتجنب أي خطأ في الحسابات، مستدركا بأن "معظمهم لا يشعرون بأن هناك تغيرا، ولو سألتهم لقالوا لم يتغير شيء، وهذا جزء من العمل، حيث يطير الطيار مئات الأميال بعيدا عن القيادة، وفي الوقت ذاته تبقى في باله الاعتبارات الوطنية الاستراتيجية أثناء قيامه بواجبه".

ويضيف ماكول للموقع أن الطيارين يقومون باتخاذ قرارت متميزة، ويحاولون منع وقوع ضحايا مدنيين، مشيرا إلى أن السفينة لم تصل بعد إلى نصف مدة المهمة، التي تستمر سبعة أشهر.

ويختم "ديلي بيست" تقريره بالإشارة إلى قول ماكول إن أخطر عدو الآن هو الرضا عن النفس، حيث يشعر الجميع بالزهو والثقة الكبيرة، لكن "هذه البيئة خطرة جدا، ويجب علينا إبقاء الجميع على أهبة الاستعداد".
التعليقات (0)