هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لا جدال بأن تنظيم الدولة الإسلامية بات يتمتع بجاذبية إيديولوجية في العالم العربي تتفوق على جاذبية تنظيم القاعدة والحركات الجهادية الوطنية فضلا عن الحركات الإسلامية السياسية والدعوية، ولا تنفصل هذه الجاذبية عن مسارات الربيع العربي وبنية الدولة القطرية الراهنة، ففي سياق مناهضة الدولة القطرية لمخرجات الثورات العربية السلمية والانقلاب على نتائج الديمقراطية والتعددية والعدالة الانتقالية، عادت الدولة الوطنية بصورة فائقة لطبائعها السلطوية الخالصة، وأصبحت أجهزتها الإيديولوجية تتبع آليا أجهزتها القمعية دون مسائلة، فقد تطلبت عملية إعادة السلطوية عمليات قمع مضاعفة لما قامت به في نشأتها الأولى التي اعتمدت على قيام جزء من الجهاز القمعي بالانقلاب على جزء آخر بعيدا عن الأطر المجتمعة، وكونت طبقة مهيمنة تحتكر العنف والمقدس، أما في استئناف السلطوية الثانية فقد كانت الوصفة غاية في البساطة وتتمثل بإعادة بناء جدار "الخوف"، عبر الكشف عن وجهها القمعي دون مواربة.