هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يمثل كتاب "لماذا هذه حالنا؟" للطفي المرايحي محاولة جريئة للإجابة عن سؤال يبدو بسيطاً في ظاهره لكنه يتجاوز في عمقه حدود التاريخ والسياسة والاجتماع إلى تخوم الفلسفة والأنثروبولوجيا: لماذا تردّت أوضاع العرب والمسلمين إلى ما هي عليه من انحطاط حضاري وتخلّف تاريخي؟ إنّه سؤال يختزل همّاً وجودياً ظل يلاحق أجيالاً من المفكرين العرب منذ صدمة الحداثة، من جمال الدين الأفغاني إلى محمد عبده، ومن شكيب أرسلان إلى مالك بن نبي، ومن عبد الله العروي إلى هشام جعيط. لكن المرايحي، القادم من خلفية سياسية وطبية وثقافية مركبة، يعيد طرح السؤال من زاوية جديدة تجمع بين الحسّ النقدي والتحرر من هيمنة الأطروحات الكلاسيكية التي عادة ما تتأرجح بين تبريرات استعمارية أو سرديات قدرية دينية.
ابتداء يصف خضر أحداث السابع من أكتوبر بالحدث غير المسبوق منذ قيام إسرائيل، والأهم أنه كان مهينا لإسرائيل بشكل "أسطوري"، ليس فقط بسبب اختلال موازين القوى بين المهاجمين وإسرائيل، ولكن أيضا لأن الإسرائيليين لديهم "حساسية مرضية" تجاه كل ما يمكن أن يضر بصورة دولتهم كقوة لا تقهر.
تركز الورقة على فهم النهج التدميري الإسرائيلي من خلال مقاربتين رئيسيتين: الأولى، عقيدة "الضاحية" التي طورها قائد الاحتلال السابق جادي آيزنكوت، والتي تعتمد على القوة المفرطة والدمار الشامل كوسيلة للردع؛ والثانية، عقيدة "الصدمة" لنعومي كلاين، التي توضّح كيف يتم توظيف الصدمات الجماعية لإعادة تشكيل وعي الشعوب وتطويعها سياسياً.
كان عام 1967 عام النكسة الفلسطينية. ويمكن ترجمة النكسة على أنها انتكاسة أو تراجع أو هزيمة وهو مصطلح يستخدمه الفلسطينيون للإشارة إلى النصر الإسرائيلي في حرب يونيو/ حزيران 1967 (الاسم الأكثر شيوعاً في الأوساط العربية أو ما يعرف بحرب الأيام الستة (الاسم الأكثر شيوعاً في إسرائيل وشمال الأطلنطي). بدأت هذه الحرب القصيرة في 5 يونيو/ حزيران 1967. في ذلك اليوم، شن الجيش الإسرائيلي هجوماً وقائياً ضد مصر والأردن والعراق وسوريا، وسرعان ما تمكن من تحييد الدفاعات الجوية لهذه الدول.
في سياق عرض السردية التاريخية لفلسطين، يبدأ الكاتب بالعقود الأخيرة من فلسطين العثمانيةـ حيث شكلت فلسطين في نهاية القرن التاسع عشر جزءا من السلطة العثمانية التي كان يُطلق عليها بشكل عام الإمبراطورية العثمانية، وإن كان يمكن اعتبار هذه التسمية أقل صرامة من الناحية العلمية، كما أنها صيغة أوروبية المركز ، ذلك أنه كان على رأس أعلى سلطة عثمانية سُلطان. تأسست السلطنة العثمانية عام 1299، وكانت تحكمها على وجه الدوام الأسرة العثمانية، وكانت القسطنطينية - إسطنبول هي عاصمة تلك السلطنة منذ عام 1453.
في جدل الخطاب والخطاب المضاد، لا يمكن ضبط المحتوى التواصلي، ويحدث لاعتبارات سياسية أو اثنية أو دينية أن يحمل بعض الخطابات مفردات تنسب إلى الكراهية، فتميز ضد أقليات عرقية أو دينية، أو تصف مجموعات بأوصاف مكروهة، وربما يتشكل الخطاب كله من مضمون ليس فيه إلا الكراهية، فيثار تساؤل عريض حول توصيف هذا الخطاب، ومن ثمة شكل التعاطي معه.
يقدّم كتاب شلومو ساند "اختراع الشعب اليهودي" قراءة نقدية جذريّة للتاريخ اليهودي، مستكشفًا جذور فكرة "الشعب اليهودي" وما ارتبط بها من أسطورة قومية مزيفة صاغتها النخب الأوروبية في القرن التاسع عشر. عبر تحليل لخطاب نتنياهو وتصريحاته حول "مهمة الأجيال" ورؤيته لـ"إسرائيل الكبرى"، يكشف ساند كيف تم تحويل الدين والتقاليد إلى أدوات لتثبيت هوية قومية زائفة، وتحويل اليهودية من حضارة دينية وثقافية متنوّعة إلى مشروع سياسي يمتدّ من النيل إلى الفرات، ما يستدعي وقفة نقدية عربية وفكرية لفهم أبعاد هذا الاختراع التاريخي والسياسي.
ما الذي يدفع الأشخاص العاديين للانخراط في الأعمال العنفية؟ وما الذي يجعلهم ينظرون إلى هذه الأعمال المتطرفة باعتبارها سلوكا مقبولا، بل ضروريا وبطوليا؟ يحاجج المشاركون في هذا الكتاب بأن "سرديات انعدام الأمن" التي يُروّج لها البعض ويصدقها الكثيرون تدفع بقوة، وسهولة أيضا، في غالب الأحيان إلى تبني منهجا عنيفا، سواء من قبل الأنظمة أو الجماعات أو الأفراد، قد يصل إلى ارتكاب الإبادة، خاصة إذا رُوجت هذه السرديات على أساس الهوية. ويشير عبد الوهاب الأفندي، أستاذ العلوم السياسية، في مقدمة الكتاب إلى أن الشعور بانعدام الأمان قد يكون حقيقيا وقد يكون مفتعلا، وهنا تأتي أهمية السرديات التي تؤطر هذا الخوف أو تخلقه. إذ "تجعل من العادي جريمة أو خطرا، ومحض الهوية المخالفة جريرة".
يقدّم كتاب "جاك دريدا آخر اليهود" قراءة معمّقة في فكر أحد أبرز مفكري القرن العشرين، الذي شكّل التفكيك منهجًا فلسفيًا وأداة نقدية للفكر التقليدي. من خلال استكشاف علاقة دريدا باليهودية، نكتشف صراعًا مستمرًا بين الهوية والانتماء والعدالة، بين الموروث الثقافي والانفتاح على الآخر.
تقف دير البلح، المدينة الأصغر والأقل سكاناً في قطاع غزة، كرمز حي لتاريخ فلسطيني عريق يمتد منذ العصور البرونزية وحتى العصر الحديث، مدينة تشهد على تمازج حضارات متعددة وأحداث نضالية متواصلة، لكنها اليوم تواجه تحديات كبرى مع الحرب الإسرائيلية التي تهدد وجودها وتراثها، حيث تتحول من ملاذ للنازحين إلى ساحة صراع من أجل البقاء، متشابكة بين معاناة اللجوء، تدمير التراث، وتهديد مباشر للمساحات الزراعية التي كانت دوماً نبض حياة أهلها.
يصادر كل من رائد محمد نجم وهاني رمضان طالب وأماني سامي الفليت على أنّ إسهام قطاع غزة في الحركة الوطنية الفلسطينية كان نوعيا. فبواكير مواجهة الكيان الصهيوني انطلقت منه بعد أشهر قليلة من النكبة ثم تحولت إلى عمليات مقاومة منظمة في الخمسينيات بعض ظهور كيانات سياسية أخذت على عاتقها تحقيق التطلعات الوطنية للشعب الفلسطيني للحرية ولبناء دولته المستقلة. وكان لتغير تركيبته الديمغرافية دور في ذلك. فقد لجأ إليه نحو 200 ألف فلسطيني، وبنيت فيه ثمانية مخيمات.
في خضم التحوّلات السياسية والاجتماعية التي عرفتها تونس منذ الثورة، تبرز التكنوميديا بوصفها قوة رمزية جديدة تعيد تشكيل العلاقة بين المواطن والإعلام والسياسة، لا من موقع الدعم، بل من موقع إعادة التكوين. كتاب الدكتور الصادق الحمامي "التكنوميديا والرأي العام والسياسة في تونس" الصادر سنة 2025 عن دار نيرفانا، يقدّم قراءة معمّقة لهذه التحوّلات، من خلال أطروحة جريئة تفترض أن الفضاء العمومي التونسي لم يعد محكوماً بمنطق الانتقال الديمقراطي، بل دخل مرحلة من "الاضطراب الاتصالي" يُهيمِن فيها الانفعال، وتنهار فيها وسائط الوساطة التقليدية، وتتسارع خلالها ديناميكيات التفكك الرمزي. هذا النصّ يحاول مساءلة هذا العمل الأكاديمي الرصين، والوقوف عند مكامن قوّته ومواطن قصوره، في محاولة لفهم كيف تحوّلت التكنوميديا من أداة للتحرّر إلى بنية تُعيد إنتاج الهشاشة والانقسام في المشهد التونسي.
تتعرض حقوق الانسان لانتهاكات خطيرة في أوقات السلم والحرب، فمجالات حقوق الإنسان متشعبة على المستوى السياسي والاجتماعي والحضاري على المستوى الفردي والجماعي، منها المتعلق بالمبادئ والأطر الفكرية والعملية التي تحمي حياة الفرد وتصون كرامته، فأهمية القانون تكمن في حماية الحريات للأفراد من خلال التوفيق بين تضارب المصالح والحقوق والحريات، ويتكامل القانون مع التربية في التأسيس لقواعد ونظم تحمي حقوق الإنسان، وتحذر من المساس بها.
أصدر مركز الزيتونة للدراسات ورقة علمية بعنوان "التجويع والمساعدات كسلاح حرب: دراسة حالة غزة في ضوء القانون الدولي الإنساني"، أعدّها الباحث ثامر سباعنه، تناولت السياسات الإسرائيلية الممنهجة التي استخدمت الجوع والمساعدات كأدوات حرب ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، وبيّنت أن ما يتعرض له القطاع منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 لا يُعدّ فقط كارثة إنسانية، بل جريمة حرب مكتملة الأركان، إذ تمّ استخدام الحصار والتجويع كوسيلة للإخضاع الجماعي، وسط دعم سياسي داخلي في "إسرائيل" وتواطؤ دولي مكشوف، في انتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني ولقيم العدالة الإنسانية.
استطاعت المعارضة الأموية من تحريك الموالي ضد السلطة في أحيان كثيرة، وذلك من خلال رفع بعض الشعارات التي تتعلق بالمساواة والعدالة الاجتماعية، حيث أثارت الموالي الذين وقعوا تحت حتميات الازدراء العربي لهم، وأثارت العبيد والرقيق بدعوى اعطائهم حريتهم عندما ينضمون لطرف على حساب طرف اخر، لذا بات الموالي وقوداً لغالبية الحركات ضد السلطة في العصر الأموي، على أن ذلك لا يعني خضوع جميع الموالي لذلك المنطق، لأن موالي القبائل المتحالفة مع السلطة حاربت مع اسيادها ضد الحركات والثورات بحكم الولاء.
مع انتشار الاسلام بواسطة الفتوحات، تشكلت "طبقة" الموالي، الذين كانوا مسلمين أحراراً، أرادوا أن يحتلوا موقعاً مهماً في الخارطة الاجتماعية. ولما كان المجتمع العربي في العصر الأموي تسيطر عليه الارستقراطية القبلية، وأنواع من السلوك الأرستقراطي، فقد كان الموالي يعتبرون، ويعاملون في مرتبة دنيا على مستوى العلاقات الاجتماعية.