هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في ديسمبر الماضي، نجحت المعارضة السورية المسلّحة في الإطاحة بنظام الأسد بعد صراع دام لأكثر من 13 سنة. ويجمع كثير من الخبراء والمراقبين على أنّ هذه اللحظة التاريخية تعدّ علامة فارقة في تاريخ المنطقة، وقد تفتح الباب واسعاً أمام تحوّلات جيو-سياسية وتغيير في موازن القوى الإقليمية، وتدشّن مرحلة جديدة من التفاعلات الإقليمية..
لا يشبه الفراغ الأمني والسياسي في سوريا كغيره من البلدان العربية الأخرى: موقعها بين شبه الجزيرة العربية وآسيا الوسطى من جهة، وبلاد الرافدين وأرض الكنانة من جهة أخرى، وحدودها مع فلسطين المحتلة من جهة ثالثة، جعلها قِبلة للمسؤولين العرب والدوليين منذ الأيام الأولى التي أعقبت سقوط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر الماضي..
عاد إلى ذاكرتي ووجداني كتاب الكواكبي هذه الأيام لأن هذا الرائد المصلح الكبير هو سوري ويعيش وطنه ومسقط رأسه (الشام) منعرجا أساسيا في تاريخه الحديث، حيث انهار طغيان المتوحش بشار وبزغت شمس إصلاح عميق على أيدي القائد المؤقت أحمد الشرع..
بينما تواجه منطقة الشرق الأوسط تحديات غير مسبوقة على المستويين الأمني والسياسي، أصبحت قضية مكافحة الإرهاب المحور الأساسي في رسم معادلات الأمن والاستقرار الإقليمي. وفي هذا السياق، تقف سوريا اليوم على أعتاب فرصة نادرة لتحويل تجربتها الميدانية الطويلة إلى رؤية استراتيجية شاملة، لا تقتصر على حماية حدودها من الإرهاب، بل تمتد لتقديم نموذج متكامل يخدم أمن المنطقة، ويعزز تعاونها لمواجهة هذا الخطر المشترك.
كنت قد كتبت مجمل هذا المقال منذ ما يقرب من أسبوعين، ولكن جاء خبر الحكم على الشيخ راشد الغنوشي بالمؤبد في تونس؛ في حكم جائر لا يمت بصلة لأي دائرة من دوائر العقل أو القانون، ولعل من حسن الأقدار أن تأخر، حتى أقرأ مقال أخي العزيز الأستاذ جمال سلطان، والذي جاء بعنوان (لماذا رحبت السعودية بأحمد الشرع ولم ترحب بمحمد مرسي؟) والمنشور على موقع "عربي21"..
لنعترف أن ثمة مجموعة كبيرة من المثقفين الفلسطينيين والعرب والمسلمين، كما في الشرق كما في الغرب، طالما دخلوا معارك فكرية وسياسية ضارية، ضد المثقفين الذين اعتبروهم معادين لأمريكا والغرب، وضد التحالف مع أمريكا، أو تأييد سياساتها، سواء أكان في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أم في الانحياز للغرب، حضارة وسياسة، ونظاماً اقتصادياً..
في وقتٍ حساس ومفصلي من تاريخ الشعب الفلسطيني، يشهد العالم حدثًا بالغ الأهمية في الدوحة بعد أيام قليلة، وهو انعقاد المؤتمر الوطني الفلسطيني تحت مظلة "إصلاح منظمة التحرير وقيادة موحدة للشعب الفلسطيني". هذا المؤتمر يأتي في وقت تزداد فيه الحاجة إلى توحيد الصفوف الفلسطينية..
يبدو أن العاصفة السياسية التي أحدثها دونالد ترامب في بداية ولايته ليست إلا موجة مؤقتة في محيط من التوازنات العميقة التي تحكم السياسة الأمريكية. فبينما يستغل القادة الجدد لحظة الاندفاع الأولى لترسيخ نفوذهم، تبقى البيروقراطية أحد أهم العوامل التي تكبح جماح هذا الحماس المتفجر..
لا أنكر أن ظاهر ما عليه حال الإقليم وحال العالم قد يوحي لنتنياهو وترامب أن يتوهما أن قابلية فرض السلام بالقوة أمر ممكن بعد ما حققه الطوفان في فلسطين وما حققه الربيع في دمشق..
مبروك لعرب أمريكا، فقد ساندوا ترامب ففاز بالـ "مزيكا"، وها هو يأتي بحل الدولتين، ويريح بالكم من قضية فلسطين، بعد أن تصبح غزة أمريكية بالكامل، وتنعم إسرائيل بالأمان الشامل، وقد وعد الرجل بإعادة توطين أهل غزة، لأن لهم في قلبه مَعَزّة، بعضهم في الأردن، والبعض الآخر في مصر دون مَنّ..
إن المفهوم العلمي للهوية الوطنية كما فصلناه في مقالنا السابق بـ "عربي21"، هو واحد في كل بلدان العالم، ولكن الذي يختلف ويتعدد من أمة وثقافة إلى أمة وثقافة أخرى، هو محتوى الثوابت النوعية للأنماط الثقافية السائدة والغالبة التي تتكون منها هذه "الهوية الوطنية"؛ مثل فرنسا والجزائر في الماضي والحاضر، أو روسيا وأوكرانيا أو تركيا وبلغاريا وفرنسا وألمانيا وصربيا وألبانيا وغيرها، والعكس صحيح في النمسا وألمانيا وفي الكوريتين حاليًا أو الفيتناميتين والألمانيتين واليمنيتين سابقا.
أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في لقائه نتنياهو دعوته للحلّ في قطاع غزة: وهو ترحيل سكانه إلى مصر والأردن، وأماكن أخرى، والسيطرة الأمريكية على القطاع، لإعادة تعميره، وتحويله إلى ريفييرا، شاطئا جميلا مزدهرا. ووصلت تصريحاته إلى إعلان تملك أرض القطاع أمريكيا، كما هو الحال لعدد من الأراضي في العالم، أصبحت ملكية أمريكية.
لا مستقبل أكثر إظلامًا من ذلك الذي يتصوّره ترامب، لا في غزّة وحدها، فانفلات كلّ معيار للقياس أو الحكم أو حتى الفهم يشي بما قد يتبعه، لا أصول تاريخ ولا حدود جغرافيا، البلطجي يعيد تقديم نفسه بصورة أكثر جنونًا، ليجتمع العالم فقط على محاولة إقناعه بما هو أقل (أن يدع غزّة لنيتنياهو مثلاً؟) ويكون هو والعدو ـ وكلاهما عدوّ ـ رابحين وزيادة..
شهور طويلة مرت على اعتقال العلامة الشيخ راشد الغنوشي، في تونس، بعد انقلاب قيس سعيد، والذي كان من أوائل ما قام به تلفيق قضية للغنوشي، وعلى مدار هذه الأشهر رأى الناس أعجب ما يمكن أن يروه من سخريات التاريخ والحياة في التعامل القضائي، مع شخص أهان معه مقعد الرئاسة التونسي..
إن معظم الخبراء الاقتصاديين لا يزالون يحذرون من المخاطر العالية للبتكوين، وأنها لن تكون العملة المستقبلية، أو الوسيلة الأفضل لتحقيق الأرباح (الجزيرة نِت تحديث 2025/1/12 م) بل إن الخبراء حذروا أيضا من عملة ترامب وزوجته، المشفرتين، وقالوا إنهما ستلحقان ضررا أكثر من نفعهما، حتى وصفوهما بالآفة التي يجب التخلص منها..
حظيت زيارة الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع للمملكة العربية السعودية باهتمام إعلامي وسياسي خاص، وحق لها ذلك، فالشرع الذي لا يزال مصنفا إرهابيا على لوائح الإرهاب الدولية والتي تلتزم بها السعودية يعانق الأمير محمد بن سلمان، ويسير وسط موكب سعودي رسمي مهيب، ويؤدي العمرة مع الوفد المرافق له محاطا بالأمن السعودي، والسعودية التي حاربت الربيع العربي لمدة 14 عاما تستقبل أحد قادته، والمنطقة كلها على صفيح ساخن بعد طوفان الأقصى الذي ظهرت أجزاء من تداعياته ولا تزال أجزاء أخرى ستظهر تباعا.