هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
إذا أردت أن تكون هناك ثقة، فلا بد أن تلجمها بالمحاسبة وتزينها بالشفافية
لعله من المفيد أن نقول إن تلك الإشكالية ليست إشكاليتنا نحن فقط في مصر أو في العالم الإسلامي، بل إننا نرى الصراع ما زال قائما بين المتدينين والعلمانيين حتى في الغرب نفسه
نعم، قيادة الإخوان لم تأمر أعضاءها بأن يلقوا بأنفسهم في النار، لكن أن تضعهم في مواجهات غير محسوبة وتعرضهم لمخاطر غير متوقعة العواقب، هو من شبيه هذا أيضا.
رغم وصول بعض الحركات الإسلامية أو الشخصيات الإسلامية إلى الحكم أو تبوؤ مواقع متقدمة في العمل السياسي، فإنها بدل أن تقدم النموذج الأفضل في إدارة الدولة وخدمة الناس ومعالجة مشاكلهم، فإنها غرقت في الفساد أو فشلت في تقديم الحلول..
إلى هذه الدرجة تؤول الأمور حين توضع ألفاظ شرعية في علاقات تنظيمية
يهمني كمواطن تونسي وناخب أن ينتهي وضع انتظار إبداع الإسلاميين في الحكم. فقد تحججوا دوما بأنهم مقصيون منه وأنهم ضحايا، وها قد آن أوان الحكم فليحكموا، فإما إبداع ونجاح أو فشل يثبته الصندوق القادم ونخلص من حدوتة الإسلامي المقصي..
من الناحية الفكرية، كانت هذه قفزات سريعة هضمها جموع الإخوان في مصر تحت نشوة النصر.
انقلاب العسكر على تجربة الإسلاميين السياسية في مصر ليس دليلا على نهاية تجربتهم، إنما هو دليل على ضيق صدور العلمانيين وأدعياء الديمقراطية بنتائج الصناديق حين تفرز غيرهم، بل وحين تفرز الإسلاميين تحديدا..
الوجود المباشر للدين في السلطة لا ينفع الدين وينحرف بالسلطة، فالمفروض أن كل ما تنطق به السلطة هو اجتهاد بشري لا قداسة فيه، قابل للمعارضة والرفض والتصويب والمحاسبة
بعد مرور أكثر من تسعين عاما على تأسيس جماعة الإخوان المسلمين، يطفو على السطح سؤال لا زال عالقا منذ عقود حول شكل المشروع السياسي الذي تسعى إليه الجماعة، وهل ما زالت الجماعة معنية بإقامة دولة الخلافة الإسلامية..
سيقرأ هذا الكلام استئصالي يعتبره دعاية لحزب النهضة، ويقرأه نهضاوي يعتبره قول ثوار الكنبة المرتاحين. لكننا نعتبره سبقا إلى ما وراء العجز الفكري الذي يصبغ المشهد السياسي والثقافي التونسي، حيث ستؤسس الديمقراطية بمكون إسلامي..
أرجعت كتابات وتحليلات سياسية أسباب خسارة حركة النهضة التونسية في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي جرت مؤخرا في تونس إلى سوء تقديرها، حينما راهنت وعولت على العاطفة الدينية، التي تحسن هي وغيرها من حركات الإسلام السياسي الأخرى توظيفها لغايات التجييش والحشد الانتخابي، بحسب منتقديها.
جمع الناس على اختيار الذي يحمل هذه القيم هو أمر ليس بالسهولة التي نتخيلها؛ لأن هذا أمر يتطلب المزيد من الجهد لرفع الوعي عند الإخوان وعموم الناس. للأسف أيضا أن هذا طريق طويل
رحلَ جهاد سويلم (أبو عبد الرّحمن)، رجل الخير الذي إذا أتيتَه محتاجا إليه لدعم منكوبين أو محتاجين أو تحمّل مشروعٍ؛ فإنّه يقبل عليكَ إقبالَ المحتاج إليك
الأزمات التي عصفت بالعالم العربي في السنوات الأخيرة تقدم درساً مهماً للإسلاميين؛ يمكن أن يثري تجربتهم لو أنهم أحسنوا الاستفادة من هذا الدرس، وهو أن عليهم التحرر من البنى التقليدية التي أثبتت فشلها