هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أراد ولي العهد السعودي أن يغسل يديه من دم خاشقجي في زياراته، فإذا بها تلطخ جسده كله ويغرق في بحرها..
سلوك "المكابرة والإنكار" متفق عليه بين الأنظمة العربية جميعها، ملكية وجمهورية!
أظهرت أرقام نشرها مكتب الإحصاءات في كندا، أن ما تعرف بـ"جرائم الكراهية" في البلاد قفزت في العام 2017 بنسبة 47 بالمئة، وأنها "استهدفت بالأساس المسلمين واليهود والسود".
أدلى مسنّ أمريكي باعترافات صادمة، حول عدد الجرائم التي ارتكبها طيلة حياته.
هل ستتشكل أقطاب جديدة في المنطقة على خلفية اغتيال خاشقجي؟ وهل ستنتصر القيم والدساتير أم أن عالم السياسية ما هو إلا براميل نفط وأموال تمنح لتغطية العيوب الخلقية للحاكم المستبد وجرائمه عابرة القارات؟
المؤكد هو أن مقتل جمال خاشقجي قد غيّر توازنات القوة بين محور الثورات المضادة بقيادة السعودية والإمارات، والمحور الداعم للثورات العربية بقيادة قطر وتركيا
أتصور أن السؤال يجب أن يكون: هل هو محمد بن سلمان أم أنه النظام الذي أتى بابن سلمان نفسه؟
تتجه الأمور لمزيد من التعقيد، ومزيد من الإحراج للرياض، مع الكم الكبير من المعطيات والأدلة الذي تملكه أنقرة، وتكشف عنه رويداً رويداً، مع سقف سياسي مرتفع أكثر من المسؤولين الأتراك، والإصرار على كشف الحقيقة الكاملة بكل ملابساتها. وهذا سيحدث مع الرياض أو دونها، وطبعاً أفضل أن يكون معها
تركيا لم تكن ترغب في تدويل قضية اغتيال خاشقجي، وكانت تفضل أن تتعاون السعودية معها في كشف ملابسات الجريمة ومعاقبة المتورطين فيها. إلا أن الأخيرة لجأت إلى أسلوب المراوغة والمماطلة من خلال إطلاق روايات متناقضة لكسب الوقت ودفن الحقائق، الأمر الذي دفع تركيا إلى التفكير في تدويل القضية
الخصيصة الملحمية غائبة هنا، وفي تراجيديا القنصلية عناصر كوميدية، ولا يفضل من "الملحمية" سوى اللحم البشري المقطع
ما أتمناه هو أن يدرك الجميع أن أي صيغة تسمح باستمرار ابن سلمان قد تعني مكسبا وقتيا في نظر أصحابها، لكنها لن تعني سوى الخسائر الفادحة لهم جميعا في الغد القريب، وأن كم الجرائم التي سترتكب وفقا للمنطق الذي ستؤسس له هذه الجريمة (إفلات ابن سلمان) أكبر من قدرة المتفاوضين على دم خاشقجي الآن على الاحتواء
تأخر ردود الأفعال العملية تجاه من ارتكب الجريمة، فيرجع إلى أن أردوغان أراد أن يضرب عصفورين بحجر واحد
أنقرة ترى أن هناك دولا قد تسعى إلى التستر على الجريمة والمجرمين المتورطين في اغتيال الكاتب السعودي، ضمن صفقات يتم عقدها مع الرياض، وأن تلك الدول يمكن أن تقوم بمهمة "المرافعة عن المجرمين"، وتسعى إلى إثارة التشكيك حول الأدلة التي تثبت تورطهم في الجريمة
ستظل تركيا حذرة في حركتها ما بين السياسي والقضائي ستعطي التحقيقات المدى الزمني اللازم مع كل الدعم طبعاً، ستستمر في مساعيها للوصول مع السعودية بشكل ثنائي مشترك لإجابات للأسئلة المطرحة، وإذا لم يحدث ستضطر للإجابة عليها وحدها، لكن دون عداء مع السعودية
ما نراه من انتفاضة محمومة في الديمقراطيات الغربية ضد محمد بن سلمان له أسبابه المتعلقة بالغرب، ربما أكثر مما هو متعلق بنا. والنقاش السياسي الدائر عندهم حول المنافع والمصالح والأخلاق والقيم هو نقاش مثير لعالم آخذ في التشكّل، تعتبر منطقتنا بأحداثها الدرامية قلبه، والأهم وعيه الإنساني الأشد استحواذا