هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
الإدارة والممارسة لا تشجّع الجماهير على المسارعة إلى تقديم التضحيات، وهي ترى أن السلطة صارت مكسبا محتكرا لطبقة معيّنة، كما يتضح في القوانين المستجدّة والتعيينات والترقيات، دون مراعاة للتحدّي السياسي الخطير، ولا لتراجع ممكنات الإدارة والتسيير لدى السلطة لا سيما في دفع الرواتب
تبقى الظروف الحالية، الإسرائيلية والفلسطينية والإقليمية والدولية، في حالة سيولة وغير مستقرة، وما زال رد الفعل الفلسطيني غامضا، خصوصا في الضفة الغربية.
سياسات الضم وما أعلنه ترامب من سياسات تعطيان الانتفاضة كل مسوغات انطلاقتها، وتجعلان ميزان القوى العام في غير مصلحة ترامب– نتنياهو. ولعل أول دليل على ذلك، ما لاقته من عزلة دولية أوروبية وروسية وصينية، وهيئة أمم ورأي عام عالمي، فضلاً عن إجماع شعبي عربي وإسلامي
السلطة تهدف بالامتناع عن دفع الرواتب إيصال رسالة عملية للمواطنين، مفادها أن وقف التنسيق الأمني سينعكس على لقمة عيشكم وسيتسبب في تجويع أطفالكم، فتدفع الناس للقبول بالواقع السياسي والميداني الكارثي في الضفة الغربية
كسَّرت السلطة كل أسلحتها الداخلية والخارجية ولم يعد بيدها من أوراق القوة ما تضغط به على الاحتلال، وتراها تحرص على طمأنة الاحتلال، وتحرص باستمرار على حماية أمنه
ثمّة حلّ مثاليّ، بتحويل تدريجيّ لوظيفة السلطة في إطار وحدة وطنية أعلى، كما تحدّث عن ذلك كثيرون. وإذا كان هذا الحلّ غير ملائم لنخبة السلطة، فيبقى أن تراعي في سياساتها، وهي لا ترغب في المواجهة، تعزيز صمود الفلسطينيين، وأن تجري قدرا من التحوّل في مسلكها السلطوي
تصحيح مسار السلطة، بوضعها على مسار نضاليّ جديد، هو مساهمة في حلّ مشكلة الفلسطينيين جميعا، فصلاح أيّ فاعل سياسي، واهتداؤه للخط السياسي الصحيح، هو مصلحة الجميع التي تعلو على الرغبة في تدفيع الآخرين ثمن أخطائهم
إن ضجيج التصعيد الإعلامي غير المؤْذي والمُكْلف للأعداء، جرّأ واشنطن على نقل سفارتها إلى القدس، وإلى إعلان صفقة القرن بكل ما تحمله من إجحاف وظلم للفلسطينيين، وهو ذات الأمر الذي سيدفع واشنطن لدعم ضم الاحتلال لأراضي الضفة الغربية..
تغيير إرادات الآخرين ليس أمرا سهلا، ولكن تعزيز صمود الفلسطينيين على أرضهم ممكن، وتطوير أدوات النضال في كل المواقع ممكن، وإمكانه لا يعني سهولته، وهو ممكن بغض النظر عن إرادات الآخرين، لكن هل من برامج فعليّة تدور في أوساط مجمل الفاعلين الفلسطينيين لأجل ذلك؟
إن أي جهة جادة في مواجهة الاحتلال لأرضها تعطي أولوية قصوى لاستجماع أوراق قوتها، وتستدعي كل ما لديها من إمكانات في معركة المواجهة والتحرير، فكيف إذا كانت هذه القوة الغاشمة هي المشروع الصهيوني المدعوم من قوى كبرى، والمعزز بلوبيات صهيونية وأدوات نفوذ كبيرة في العالم الغربي؟
يتوقف الدور على حركات التحرير الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني والكتّاب والباحثين، في الانتباه لهذه الدعاية ودراستها جيداً مع تقدير آثارها، وعدم التساهل معها؛ لأن نتائجها قد تكون مفاجئة ومكلفة، وصعب محو آثارها..
كل الذين لا يريدون في الضفة الغربية والقدس انتفاضة شعبية شاملة، أو راحوا يطاردون كل تجمع يواجه الاحتلال؛ يستطيعون الآن أن يفيدوا من خوف الناس من كورونا، ومن ضرورة اتخاذ أولى الاحتياطات الضرورية لمنع انتشاره..
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا للصحافيين ديفيد هالبفنغر وإيزابيل كيرشنر، يقولان فيه إنه بالنسبة لرئيس السلطة الفلسطينية، الثمانيني المريض، محمود عباس، فإن العمل الذي أفنى لأجله عمره -دولة فلسطينية قابلة للعيش تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل- يفلت من يديه بسرعة..
مخطِئٌ من يعتقد أن نكبة الاحتلال هي الوحيدة التي يعاني منها هذا الشعب، بل توالت عليه النكبات من كل حدب وصوب.
أوبريت فني عرضه تلفزيون "فلسطين" لتمجيد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أصبح سبباً في فتح طاقة كبيرة من التساؤلات الشعبية المتعلّقة بالرئيس، أو سيل منها، على نحو لم يكن يرغب به
ولكن السؤال هل يمكن للقيادة الفلسطينية ولمحمود عباس بالذات أن يفعلا أكثر مما فعلا في مواجهة هذا التحدي الخطير؟ الجواب، وبيقين: نعم من الممكن. كيف؟