هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
سكان قطاع غزة ليسوا الوحيدين الذين يعانون من التجويع القسري، فسكان مدينة الفاشر السودانية يعانون أيضا من تجويع قسري ممنهج، وذلك نتيجة لحصار قوات الدعم السريع للمدينة وبالتالي منع دخول الطعام إليها.
أعلنت لجنة شعبية سودانية، وفاة 95 شخصا، بينهم 73 طفلا، من سكان مخيم أبو شوك بمدينة الفاشر، جراء الجوع والمرض، وذلك خلال الأربعين يوما الماضية.
أعرب المبعوث الأمريكي لشؤون إفريقيا مسعد بولس عن أمله في دخول مساعدات إنسانية "خلال الأيام المقبلة" إلى مدينة الفاشر في إقليم دارفور بغرب السودان، والتي تحاصرها قوات الدعم السريع منذ أكثر من عام وتشهد تصاعدا لأعمال العنف.
وسط حصار خانق ونقص حاد في الغذاء والدواء، تتعرض مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، لهجمات متكررة بطائرات مسيّرة تشنها قوات الدعم السريع، كان آخرها قصف سوق مكتظ بالمدنيين أسفر عن سقوط عشرات الضحايا بين قتيل وجريح، في مشهد يلخص حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة في الإقليم منذ اندلاع الحرب السودانية قبل أكثر من عامين.
يشهد السودان منذ أكثر من عامين حرباً مدمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع خلّفت آلاف الضحايا وملايين النازحين. وقد أصدرت الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر بياناً مشتركاً يدعو لهدنة إنسانية تعقبها مرحلة انتقالية نحو حكم مدني، وسط خلافات حول شرعية المليشيات وحكومة موازية أعلنتها قوات الدعم السريع. وبينما ترى الرباعية أن لا حل عسكرياً للأزمة، يشكك محللون في إمكانية تنفيذ الخطة مع استمرار القتال والحصار في دارفور.
أفاد شهود ومصادر محلية لوكالة فرانس برس أن طائرات مسيّرة شنّت فجر الثلاثاء هجمات على مجمع اليرموك للصناعات العسكرية شمال الخرطوم، إضافة إلى مصفاة النفط ومحطة كهرباء المرخيات، فيما أكد مصدر عسكري استهداف قاعدة وادي سيدنا الجوية. وتأتي هذه الضربات في مناطق يسيطر عليها الجيش منذ أيار/مايو الماضي.
حذرت بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق، اليوم الجمعة، من أن قوات الدعم السريع شبه العسكرية في السودان ارتكبت جرائم متعددة ضد الإنسانية خلال حصارها لمدينة الفاشر في دارفور، شملت عمليات قتل وعنف جنسي ونهب وتدمير سبل العيش، ووصل بعضها إلى حد الإبادة، في تقرير يعكس حجم الانتهاكات الواسعة خلال الحرب الأهلية التي دخلت عامها الثالث ويؤكد الحاجة الملحة للمساءلة الدولية.
حسب منظمة "فكرة" السودانية، فإنّ: "نحو 750 ألف مدني ما زالوا عالقين في الفاشر، مقابل نحو مليوني نسمة قبل اندلاع الحرب، وباتوا يخضعون للتجويع بشكل ممنهج".
مسؤولة أممية كشفت عن اختطاف العديد من الأطفال في الفاشر وتجنيدهم واستخدامهم من طرف الجماعات المقاتلة
اتهمت لجنة شعبية سودانية، الأحد، قوات الدعم السريع" باختطاف ثمانية نساء بينهم طفلتان بعد اقتحامها مخيم أبو شوك للنازحين بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي البلاد.
تعيش مدينة الفاشر في السودان، وضعاً إنسانياً تصفه منظمات دولية بالكارثي، جرّاء الحصار المستمر لأكثر من عام وتوقف دخول القوافل الإنسانية والتجارية، وانقطاع الكهرباء والمياه وشبكة الاتصالات منذ قرابة العامين، إذ يعتمد معظم سكان المدينة على "الأمباز" وهو عبارة بقايا الفول السوداني بعد استخلاص زيته كمصدر رئيس للغذاء.
تعاني مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور من أزمة صحية حادة تهدد حياة آلاف المدنيين، بعد نفاد الأدوية الأساسية والمستلزمات الطبية في المستشفيات، ما جعل الكوادر الطبية عاجزة عن تلبية احتياجات المرضى، وفق تحذيرات شبكة أطباء السودان التي اعتبرت الوضع يهدد بوقوع كارثة إنسانية حقيقية إذا لم تتدخل المنظمات الإنسانية والسلطات المحلية بشكل عاجل لتوفير الإمدادات الطبية وفتح ممرات آمنة لإيصالها.
يكتب ميرغني: صمود الفاشر يسطّر صفحة جديدة في كتاب مدن وشعوب قاومت الحصار عبر التاريخ. وكما حفظت الذاكرة أسماء مدن أخرى، فإنها ستحفظ أيضاً اسم الفاشر.
طه الشريف يكتب: الفاشر نموذج مكرر لضحايا التشكيلات المسلحة من المرتزقة ومن يقف خلفهم من الطامعين في ثروات الأرض وحيازة السلطة مهما كانت النتائج، فهؤلاء لا يدينون بدين ولا يحملون مبدأ
عوض حسن إبراهيم يكتب: كشفت معارك الفاشر الأخيرة عن مشاركة مرتزقة كولومبيين في حصار المدينة واستهداف المدنيين بالقصف المدفعي، وتدريب مقاتلين، بينهم أطفال، على حرب المدن، إضافة إلى إدارتهم للعمليات الجوية في مطار نيالا، الذي تستخدمه قوات الدعم السريع كقاعدة عسكرية للإمداد العسكري وإجلاء الجرحى إلى خارج السودان، وكمنفذ جوي لحكومته الافتراضية. كما أظهرت الهجمات الأخيرة على مدينة الفاشر تحالفا جديدا بين مليشيات قبلية ومرتزقة من وراء البحار، يمارسون القتل خارج القانون والتهجير القسري لمواطنين عزّل، وسط تجاهل المجتمع الدولي الذي لم يحرك ساكنا لفك الحصار عنهم
يكتب السعيد: ومأساة الفاشر ليست مجرد جرح نازف في الحاضر، بل هي ندبة عميقة في جبين المستقبل، ستظل تقطر دما وقيحا. والكتابة عنها هي محاولة لإيقاظ الضمير، وتوثيق الألم الذي قد تبتلعه رياح الصحراء والنسيان.