هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بعد رحيل آية الله الخميني عام 1989 وتولي خلفه آية الله خامنئي سدة الولي الفقيه، انقسم مشهد الإسلام السياسي الشيعي في إيران إلى تيارين رئيسيين هما: التيار الإصلاحي والتيار المحافظ، اللذان يتنافسان ضمن هامش ديمقراطي ضيق..
ما ان انتصرت الثورة الإسلامية في إيران حتى دب النزاع بين الحركة ورفاق الأمس من "حزب المؤتلفة" الذي تحول بعد الثورة إلى "الحزب الجمهوري الإيراني"، وقد قامت حركة مجاهدي خلق بحملات اغتيالات وتصفيات وتفجير طالت الطبقة السياسة الحاكمة مطلع الثمانينات..
أرادت الأنظمة تصوير الإسلاميين تهديدا لحريات الناس ونقيضا للدولة والمجتمع في آن، في خطة لمقتل السياسية والدين معا. في الوقت الذي أراد فيه الإسلام الحركي المعني بالشأن العام، التعبير عن كامل الدولة والمجتمع.
لئن حفل تاريخ العديد من الزوايا الصوفيّة بالمكابدة النفسية والانتصار لقيم المجتمع واستقلال الأوطان ضدّ نير الاحتلال والغزاة، فإنّ محاولات الأنظمة الحاكمة استثمار سلطة الزوايا الروحيّة وتوظيفها لمغانم سياسية.
تتصاعد دعوات لعلماء الحديث النبوي بين الفينة والأخرى، تُلحّ على ضرورة قيامهم بمراجعة أحاديث نبوية يدور حولها جدل كبير، ويتخذها كثير من المشككين في السنة النبوية مدخلا واسعا للطعن فيها.
أرى أن التخوف من الحركة الإسلامية لا مبرر له ما دامت هناك قوانين تحكم اللعبة الديمقراطية، وتعطي للناخب أحقية اختيار من يستجيب لأفق انتظاراته. فكما عاقب الناخب المغربي الاشتراكيين، وأعطى الفرصة للإسلاميين يمكنه أن يسحبها منهم متى فشلوا في تدبير الشؤون وتخليق الحياة السياسية.
لا حديث عن التنمية بدون رؤية وطنية شاملة لكل القضايا بدءا من اللغة الوطنية التي تحقق بها وجود الإنسان في التاريخ والحاضر إلى التفكير في المستقبل.
لماذا يعود الجزائريون اليوم للبحث عن ابن نبي وعن فكره؟ الإجابة تبدو بسيطة، لأن إخفاق البدائل الإسلامية تقريبا كلها، هو الذي يفرض على الناس أن يلتفتوا إلى كنزهم المنسي. ولعل ذلك ما دفع مالك بن نبي ليطلق نبوءته المدوية قبيل وفاته، حسب رواية ابنته الدكتورة رحمة (سوف أعود بعد 30 سنة).
يصف حزب التحرير الإسلامي طريقته في العمل لإقامة الخلافة بـ"الطريقة الشرعية والعملية الموصلة إلى التغيير الشامل"، التي استنبطها من سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام، والتي تفيد حكما شرعيا يجب اتباعه، ولا يجوز العدول عنه بحال إلى أي طريقة أخرى.
على الرغم من أن النموذج التونسي مثل استثناء حتى الآن في الساحات العربية، لجهة نجاته من مقصلتي الجيش والأمن، إلاّ أن هذا الاستقرار ظل هشّا، على اعتبار أنه لم يقم على أسس فكرية واضحة المعالم، سوى توافقات آنية أملتها إكراهات السياسات الداخلية والإقليمية والدولية.
في غياب الاهتمام بالثقافة الشعبية، ودراستها علميا، لا يمكن سوى استثمارها لأغراض لا تخدم التنمية ولا الثقافة. وأي دعوى تتم باسم التجديد والانفتاح، وما شابه، ليست سوى عناوين لممارسة تقوم على التجريب والتسخير.
لعب اليسار المغربي دورا كبيرا في إشاعة نوع من الوعي والممارسة سواء على مستوى السياسة أو الثقافة. وكان لحضور الأدب والفلسفة دور كبير في خلق مرجعية شبه موحدة تجمع بين مختلف الفاعلين في المجتمع المغربي.
الآن، تعود أجراس تلك القصيدة المدوية، للشاعر أزراج عمر، مخاطبا فيها سنوات الثمانينيات من القرن الماضي جبهة التحرير الوطني (أيها الحزب تجدد أو تعدد أو تبدد)، لتقرع أجراسها والقوافي مرة أخرى، لكن هذه المرة، ستكون الجبهة أمام معضلة "التبدد" والانقراض.
بهبوب نسمات الربيع العربي وانفلات زخم المواعيد الانتخابية في فضاء تونسي منفتح على مختلف التعبيرات الفكرية والسياسية، طفت تجاذبات الهوية على السطح من جديد. ولم يسلم من ذلك حتى المقدس.
الجزائر ليست معزولة عن محيطها العربي، ولا عن المخططات الخبيثة التي تستهدف المنطقة كلها، لذلك سيكون من الحكمة الوصول متأخرين إلى المحطة الأخيرة من الديمقراطية بشكل أنيق، على أن نغامر في محاولة الوصول إليها بسرعة، وفي النهاية إما أن نصل بكسور ورضوض لا تبرأ، أو لا نصل أبدا.
إذا كانت مهمة الجيش هي المرافقة السياسية وتقديم الحماية بفائض القوة التي يمتلكها، فإن مهمة المثقف هي المرافقة الفنّية والجمالية، عبر الإنتاج الفني والسينمائي والأدبي، وعبر إنتاج البدائل الفكرية لمنظومة الحكم السابقة، وطرح تصورات مشاريع المجمع المأمول، لا يمكن للعامة إنتاجها.