هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ليس "الخطر الداهم" مجرّد توصيف عابر لحالة سياسية مأزومة، ولا هو إنذار تقني يصدر عن جهاز دولة في لحظة استثنائية، بل هو ـ في السياق التونسي ما بعد الثورة ـ تحوّل إلى سردية شاملة، وإلى طريقة في التفكير والحكم والتبرير، بل وإلى ذهنية عامة أُعيد عبرها ترتيب العلاقة بين الدولة والمجتمع، وبين الحرية والأمن، وبين السياسة والخوف. من هذه الزاوية تحديدًا يكتسب كتاب الصافي سعيد "جمهورية الخطر الداهم" أهميته، لا بوصفه عملًا تحليليًا محايدًا فحسب، بل باعتباره نصًا كاشفًا عن بنية الوعي السياسي الذي تشكّل في لحظة انتقالية مضطربة، ومهّد – بوعي أو بدونه – للانتقال من ديمقراطية هشّة إلى استثناء دائم.
الحقيقة أن هذا الزخم العلمي الكبير، صار يستدعي ممارسة نقدية رصينة، تخضعه لسؤالي التحقق والأفق، وذلك بناء على قادة أساسية تنطلق من مبررات نشأة هذا العلم وجدوى استقلاله والفائدة التي كانت ترجى منه، فسواء تعلق الأمر بالإمام محمد عبده الذي أوصى تلامذته مبكرا بالاهتمام بكتاب الموافقات، وكان له الفضل في إدخاله إلى المؤسسات الدينية العلمية مثل الأزهر والزيتونة والقرويين، أم تعلق الأمر بمدرسة المعهد العالمي للفكر الإسلامي التي يقر طه جابر العلواني، عن خطة مسبقة مفكر له لدعم الكتابات المقاصدية، وأنه لهذا الغرض نشر كتابين في سنة واحدة لكل من الريسوني ويوسف العالم، ثم نشر كتابا لإسماعيل الحسني حول "المقاصد عند الإمام الطاهر بن عاشور".
صحيح أن طائفة الروم الملكيين الكاثوليك لا تمتلك حزبًا سياسيًا مستقلًا خاصًا بها، لكنّها غالبًا تنخرط ضمن الأحزاب المسيحية الكبرى أو تحالفات سياسية واسعة مع أحزاب أخرى. وهناك بعض الشخصيات الروم الكاثوليك التي لعبت أدوارًا وطنية واقتصادية وإدارية، خصوصًا في بيروت وزحلة، أبرزها ميشال فرعون ونقولا فتوش وميشال موسى ونصري معلوف، لكن غالبًا لا تعمل القيادات الكاثوليكية بمعزل عن الأحزاب التي تمثلها أو التحالفات الطائفية الأوسع.
تستمد الأمة التي تسكن تونس جذورها من ماض بعيد، وهي، منذ القدم عامرة تزخر بمعالم يرجع عهدها إلى ما قبل التاريخ، تتوزع على مواقع كثيرة من أرضها في حدودها الحالية.وقرطاج التي أسست سنة 814 قبل الميلاد، سيطرت على غرب البحر الأبيض المتوسط، وحكمت الجزء الأكبر من سواحل شمال إفريقيا، وامتد نفوذها إلى إسبانيا، وجنوب فرنسا، وإيطاليا، وقبرص، كانت دولة قوية، من أكبر دول العالم في عصرها، ذات تجارة واسعة، وحضارة متقدمة، ولها سفن كثيرة، وجيش عتيد. خاضت حروباً عدة ضد روما، وفي النهاية غلبت ودمرت، وأحرقت. ولكنها استرجعت إشعاعها، وأصبحت قطباً متميزاً في الإمبراطورية الرومانية. خرج منها الحكام، والقديسون، والأدباء.
تعَدُّ الأمة التونسية إحدى المقولات الرئيسة للفلسفة السياسية البورقيبية ، التي تستند إلى البراغماتية، المرحلية، الواقعية السياسية والاقتصادية، إثبات الهوية القومية التونسية، الليبرالية، الإسلام، "المؤمم" والمراقب من قبل الدولة، والاستقلالية إزاء الجوار العربي. وتتميز البورقيبية بالعلاقة المتوتِّرة مع الهوية العربية الإسلامية للشعب التونسي، فقد كان الصراع على أشده بين القومية العربية، والهوية العربية الإسلامية، وبورقيبة الأنموذج الأبرز للحكام العلمانيين في المنطقة العربية والإسلامية. ولا زال لهذا الصراع تبعاته وتداعياته تتوارثه النخب التونسية على اختلاف مرجعياتها الفكرية و السياسية والثقافية.
أكد الدكتور الخشت، أن تجديد الخطاب الدينى المعاصر لن ينجح ما لم يَعُد الاعتبار للعقلانية البرهانية، وما لم يُربط الإيمان بالأخلاق دون مصادرة دور العقل أو تعطيل قوانين الطبيعة.
أشهد عن علم أنه رفض كل المغريات الدنيوية (الزائفة والزائلة) المُقدمة له من بعض الدول والهيئات الوطنية والأجنبية كما هو معلوم ومذكور بالأدلة والشواهد الموثقة بخط يده في الكتاب، وقد فضل ما كان يعتقد انه يمكث في الأرض ويخلد في تاريخ الوطن والأمة كأقرانه السابقين القدامى واللاحقين الأقربين منهم والتابعين على نهجهم القويم إلى يوم الدين!
لم تكن الحرب الإٍسرائيلية الأخيرة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، سوى مرحلة من مراحل الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، ولكنها هذه المرة كانت الأشرس والأوسع انتقاماً، ليس ضد أبناء قطاع غزة وحدهم، ولكنها طالت الكل الفلسطيني سواء في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م، أو عام 1967م، فعمليات الإخلاء ومحاولات التهجير القسري طالت الجميع في قطاع غزة ومخيمات الضفة الغربية، ارتكبت فيها إسرائيل أبشع جرائم الإبادة ضد الإنسانية، التي بثت على مرأى من العالم، وأحدثت تضامن عالمي واسع مؤيد لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
أصدر مركز الزيتونة تقديره الاستراتيجي 142 تحت عنوان: "التعامل الفلسطيني مع خطة ترامب وقرار مجلس الأمن الدولي بشأن مستقبل غزة" وهو من إعداد الأستاذ ماجد أبو دياك، الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني المتخصص في الصراع العربي الإسرائيلي.
استطاعت حركات المقاومة في شمال أفريقيا في تونس والجزائر والمغرب وليبيا التصدي للاستعمار الأوروبي وحركات التنصير المصاحبة له بفضل الله ثم تمسك تلك الشعوب بقيمها ودينها، وبِهمة قادتهم الكبار أمثال عبد الكريم الخطابي في المغرب الأقصى والأمير عبد القادر الجزائري في الجزائر وعبد العزيز الثعالبي في تونس والشيخ عمر المختار في ليبيا.
يأتي حفل اكتمال المعجم في الدوحة، الذي نتابعه في هذا التقرير، ليكون احتفالًا بالعلم والثقافة واللغة، ويؤكّد مكانة العربية كلغة حية وفاعلة في مسار المعرفة الإنسانية، وقدرتها على التجدد والتكيف مع متطلبات العصر الرقمي والعلمي.
ما من شك أن الدينامية السياسية التي أنتجها حزب العدالة والتنمية المغربي بعد نكسته الانتخابية، أضحت تستقطب نظر الباحثين والمراقبين، وصار سؤال مستقبل الحزب يطرح من جديد، بل صار سؤال إمكان خروجه من أزمته وقدرته على بناء ذاته من جديد وتصدر المشهد السياسي المغربي سؤالا مثارا من أكثر من جهة، لاسيما بعد أن عبر الأمين العام للحزب بأنه يتطلع أن يتجاوز حزبه تحسين التموقع السياسي إلى قيادته وتصدر المرتبة الأولى في الاستحقاق الانتخابي.
يسعى الكتاب في جوهره إلى تفكيك مسارات التمويل بالإجابة عن الأسئلة التالية: من أين تأتي الأموال؟ كيف تُدار؟ أين تُهدر؟ وما طبيعة العلاقات التي تربط الوكالات الأممية بالمنظمات الشريكة؟ فيخصّص حيّزًا مهمًا لدراسة بعض المؤسسات المحلية التي حوّلت العمل الإنساني إلى أداة سياسية أو اقتصادية، وغيّبت الهدف الحقيقي للمساعدات وأعادت صياغته بما يخدم مراكز النفوذ الجديدة.
بمناسبة حلول الذكرى الثالثة عشرة لرحيل الأستاذ عبد السلام ياسين رحمه الله، تعود سيرته المليئة بالدروس والعبر لتفرض ذاتها من جديد، باعتبارها محطة مساءلة عميقة لزمن سياسي وأخلاقي ما زال يعيد إنتاج الأسئلة نفسها التي واجهها الرجل بشجاعة وقوة ووضوح، إنها ذكرى لا تُستدعى للتأبين فقط، بل للتذكير بمعنى الالتزام حين يصبح الصمت سياسة، وبقيمة الكلمة حين تتحول الحقيقة إلى عبء ثقيل، وبموقع الإنسان حين يختار أن يكون شاهدا لا تابعا، وبموقف مسؤول لا برقم في سرديات السلطة والنسيان.
الكتاب يفتح ملفًا جوهريًا ويعيد توجيه النقاش إلى صلب السؤال: كيف تُصاغ الدولة في مرحلة ما بعد الأزمات؟ لكنه لا يكفي بصفته كتابًا طموحًا؛ لتحويل أطروحته إلى مشروع إنقاذي يجب تحويل الرؤية إلى خارطة طريق إجرائية مالية وقانونية وسياسية، مبنية على بيانات ميدانية وضمانات مؤسسية تمنع التراجع السياسي.
إذا كان الإسلام لا يكره الناس على اعتناقه فلا يجبرهم أيضا على تبني لسانه!!؟ ولكن المسلم الذي غير ما في قلبه من الكفر إلى الإيمان لا يوجد ما يمنعه عقلا وشرعا من تغيير لسانه إذا كان صادق الإيمان بالفعل بعيدا عن القومية العنصرية والعصبية القبلية الجاهلية المترسبة في أذهان بعض الفئات الباطنية!!؟ فكيف تحل فرنسا لنفسها الانتماء اللساني والايماني إلى الحضارة الإغريقية الرومانية وتحرم علينا انتماءنا نحن إلى حضارتنا العربية اللسان المسلمة الوجدان!؟