في الأخبار أن في جعبة جاريد كوشنر وصفة سحرية لحل القضية الفلسطينية عن طريق توفير الأموال التي قد يسيل لعاب المتهافتين من العرب عليها، وهو بذلك يحوّل القضية من قضية حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره أسوة بباقي شعوب الأرض إلى سلعة تباع وتشترى.
التراجع في مصر الذي أخذ شكل تغيير الدستور لتمكن جملكية مصرية جديدة تقابله انتفاضة جزائرية ربما تخلط الأوراق اقليميا وتساهم في رفع منسوب الوعي العربي مرة أخرى بخصوص أكذوبة الجملكيات والضرر الذي يلحق نتيجة لتغييب المواطن من المشاركة في صناعة القرار السياسي في هذه الجمهوريات.
عادة ما تدافع الولايات المتحدة عن حلفائها إن كان ذلك يخدم مصالحها الاستراتيجية العريضة، وهي في ذلك تخضع سياساتها لحسابات الربح والخسارة، والحق أنه ليس في العمل وفقا لهذا المنطق ما يعيب الولايات المتحدة لأنها -كما هو الحال مع بقية الدول- ينبغي أن تفكر في مصالحها.
الإمارات معنية بإقامة تحالف مع إسرائيل بأي ثمن، لأنها ترى أن ذلك يصب في مصلحتها، ومن أجل تحقيق ذلك فهي تسلك سلوكا وكأنها مستعدة لتقديم الفلسطينيين أكباش فداء وقربانا للتقرب من إسرائيل.
لم تنقلب المغرب على المملكة العربية السعودية، بل على العكس من ذلك تماما، فالرباط بقيت تاريخيا تقف في صف الرياض في غالبية الملفات الملتهبة في الإقليم. وهذا لا يعني تبعية مغربية للسعودية،
من الممكن أن تصطف جماهير العرب قاطبة بجانب أي فريق عربي يصل للنهائي، فهكذا دأبت الجماهير العربية في تشجيع كل الفرق العربية في كأس العالم على سبيل المثال،
يحتار المرء وهو يراقب سلوك الولايات المتحدة ومساعيها لتشديد الخناق على إيران، في وقت كان فيه الرئيس ترامب نفسه سببا رئيسا في اندلاع أزمة خليجية قضت العلاقات الخليجية البينية.
يرتكب النظام السعودي خطأ كبيرا في غض الطرف والاستمرار في لعبة شراء الوقت التي تفترض تراجع الاهتمام الدولي بهذه القضية، وبعدها يعود العالم في علاقته مع السعودية إلى ما قبل الثاني من أكتوبر.
هل انقلبت الإمارات على السعودية؟ من المبكر الحكم على هذه الخطوة ولا نعرف إن كان قرار الإمارات نابعا من رؤيتها الخاصة أو أنه جاء نتيجة لتنسيق مع حليفتها في الحرب على اليمن! لكن ما نعرفه أن الإمارات ليست مسكونة بالخطر الإيراني وإنما بما تراه من بروز للإسلام السياسي المعتدل.
ما من شك أن أكراد سوريا هم الخاسر الأبرز لقرار الرئيس ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا، فوحدات الحماية الكردية التي خاضت حرب طرد داعش كتفا إلى كتف مع الجيش الأمريكي أصبحت بين ليلة وضحاها من دون غطاء ما يعني أن مستقبل الكيان الكردي أصبح في مهب الريح.
عندما يصوت مجلس الشيوخ الأمريكي بالإجماع على قرار يحمِّل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مسؤولية قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، فإن هذا يعني أن تغييرا كبيرا طرأ على صورة المملكة العربية السعودية لا يمكن تجاهله.
العائلة الحاكمة في السعودية تراقب المشهد الأمريكي عن كثب، وإذا ما تبين أن حليفهم الأساسي - ترامب - لن يقوى على الصمود أمام إصرار الكونغرس فقد تلجأ العائلة إلى خيارات أخرى من بينها إعادة ترتيب البيت السعودي وما يستلزمه ذلك من قص اجنحة ولي العهد الطامح والمندفع.
لا يتفهم الكثير من الأمريكيين موقف ترامب ، ولا يقبلون بمقولة إن أمريكا تحتاج السعودية، فالأخيرة هي من تحتاج الأولى، لأنها من تقدم لها الحماية، وهذا ما كان يقوله ترامب نفسه قبل مقتل خاشقجي عندما كان يخاطب الملك سلمان طالبا إياه بدفع ثمن الحماية الأمريكية، الآن وبقدرة قادر أصبحت السعودية هي من يحمي
يبدو أن ملف مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي قد دخل فصلا جديدا بعد أن استخلصت وكالة الاستخبارات الأمريكية بأن وليّ العهد السعودي، هو من أمر بمقتل خاشقجي، وذلك على عكس ما تقوله الرياض طيلة أيام الأزمة.
ما من شك أن وليّ العهد السعودي يخوض معركة بقاء سياسي من الطراز الأول. فبعد أن أجمع المجتمع الدولي على ضلوعه شخصيا في اغتيال الصحفي جمال خاشقجي، بدأ الأمير بالبحث عن قارب نجاة حتى لا يتعرض لملاحقات مستقبلية.
لا يمكن فهم مكالمة وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون وجاريد كوشنر، التي حاول فيها تبرير مقتل جمال خاشقجي بالقول إنه «إسلامي خطير»، إلا في سياق اللعب على وتر الخوف الغربي من التطرف الإسلامي.