تمر منطقتنا العربية والإسلامية بموجة متسارعة من التطورات والتغييرات المهمة التي ستعيد رسم ملامح خريطة المنطقة، وهذه التطورات المتلاحقة التي يحدث بعضها بتدافع ذاتي أو بتدبير خارجي لا ينبغي أن تمر مرور الكرام..
تتسع رقعة المعارضة المصرية للنظام العسكري الحاكم يوما بعد يوم، وتتنوع هذه المعارضة بين قوى إسلامية كانت سباقة لرفض هذا الحكم، وقوى ليبرالية ويسارية لحقت بهذا الرفض سواء عقب انقلاب الثالث من يوليو 2013 مباشرة أو بعد منح فرصة للسيسي للترشح والحكم لمدة عامين وعد بنقل مصر خلالهما من حالتها المتردية إلى
هي الأقدار وحدها التي يسرت لرموز إسلامية وليبرالية ويسارية ومستقلة أن توقع قبل يوم واحد فقط بل قبل ساعات من تفجير الكاتدرائية القبطية في مصر ميثاق الشرف الوطني، والذي نصت مادته الثانية على إدانة كل أشكال التحريض على الدم والعنف والكراهية والفتنة بين المصريين، وأن كل الدم المصري حرام" ولذا كان طبيعي
أسمع (جعجعة) ولا أرى طحنا.. مثل عربي يجسد "حواديت" المصالحات والتسويات في مصر بين السلطة العسكرية ورافضيها، فخلال الأيام الماضية عادت موجهة هذه الأحاديث تتصاعد مجددا
أحدثت تصريحات الأستاذ إبراهيم منير نائب المرشد العام للإخوان المسلمين لموقع "عربي21" حول فكرة المصالحة دويا كبيرا، وفرضت نفسها على أجندة الإعلام سواء المؤيد للانقلاب أو المقاوم له على مدى أسبوع، ولاتزال تداعياتها مستمرة حتى الآن.
اختلفت كثيرا مع الزملاء الثلاثة، وبدرجات متفاوتة، بعد انقلاب الثالث من يوليو 2013، الذي أيدوه، بل كانوا من عرابيه، ومن دعاة الحشد الممهد له، لكنني لا يمكن إلا أن اقف معهم الآن في معركتهم، بل معركتنا جميعا دفاعا عن حرية الصحافة وحرية الوطن.
بعد انتهاء يوم 11/11 في مصر بحلوه ومره، من واجبنا أن نتدارس الموقف، وأن نعيد قراءة المشهد، ونراجع الخطط والاحتمالات، بهدف تصويب المسار، والتقدم للأمام نحو إنهاء حكم العسكر واسترداد الحكم المدني الذي أنتجته ثورة 25 يناير 2011.
لم يتغير الحال في سياسة الفراعنة قدمائهم ومعاصريهم لشعب مصر، فمبدأ الاستخفاف بالشعب مستمر رغم تغير الحكام، والنتيجة واحدة رعم تغير الأزمنة، وهي انتقام إلهي ممن قبل الاستخفاف وأطاع أمر فرعون وأعرض عن النصح.
لا الدعوة للتظاهر في حد ذاتها عملا مجرما ولا الكتابة عنها كذلك، وأنا شخصيا باعتباري أحد الذين تشرفوا بوضع اسمهم ضمن هذه الكوكبة كتبت وتحدثت مرات فعلا عن دعوات 11 نوفمبر تحليلا وتمحيصا لأسبابها ودوافعها..
حين خرجت الدعوة لثورة الغلابة في آب/ أغسطس الماضي، لم يعرها الكثيرون اهتماما، فهي مجرد دعوة مجهولة سبقتها دعوات مماثلة لم يشعر بها أحد، وعلى أقصى تقدير صاحب بعضها ضجة كبرى، لكنها انتهت إلى نتائج عكسية كدعوة ثورة الشباب المسلم التي انتهت بصدور أحكام البراءة للمخلوع حسني مبارك.
بشكل عام يمكن القول إن الخلاف بين النظامين ينصب على قضايا إقليمية تمس السياسة الخارجية لكلتا الدولتين أما المصلحة المشتركة الأعمق فهي تمس النظامين الحاكمين مباشرة (الأسرة الحاكمة في السعودية) والطغمة الحاكمة في مصر.
مثلت نتائج الانتخابات المغربية التي أعلنت السبت 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2016 صدمة جديدة لقوى الثورة المضادة في المنطقة العربية بمشرقها ومغربها، ذلك أن إسلاميي المغرب ممثلين في "حزب العدالة والتنمية" لم يحافظوا فقط على تمثيلهم السابق..
لن تقتصر انعكاسات وتداعيات نتائج الانتخابات النيابية الأردنية التي جرت في العشرين من أيلول/ سبتمبر 2016 على الداخل الأردني بل ستتعداه حتما إلى المحيط الإقليمي الذي يتشابه كثيرا مع الحالة الأردنية، والذي أصبح أكثر حساسية لأي تغييرات بعد رياح الربيع العربي التي هبت على المنطقة.
حين تطالع عزيزي القارئ هذه السطور، تذكر أن مئات المصريين يفترشون شاطئ رشيد على البحر الأبيض المتوسط في انتظار أن يظفروا بجثة ابنهم أو أبيهم أو أخيهم الغريق على متن المركب "الرسول 1" التي غرقت يوم الأربعاء الماضي. ما إن يصل قارب صغير إلى الميناء يتزاحم الناس حوله يفرزون جثث الغرقى المعبئين في أكياس ب
في التجارب الثورية التي مرت بها كثير من دول العالم شرقا وغربا كان العمل السياسي جزءا أساسيا ومكملا للعمل الميداني، بل هو الجزء الذي يبلور الحراك الميداني لتحقيق الأهداف الأساسية للثورة والثوار.