كتب الأخ والصديق محمد العودات في العنوان السابق، ومع تقديرنا لجهده، فإننا نرى أنه مِن المُستغرب أن نجد مَن يستغرب هذا الصراع، الذي نشهده بين العلمانيين، يساريين أو يمينيين أو ليبراليين، وبكل تفريعاتهم من أدعياء الحداثة في عالمنا العربي، وبين الإسلام، لا الإسلاميين
ليس مجرّد فزعة ولكنها، استراتيجية ممنهجة، تواطأ عليها العلماني، والقومجيك، واليسار كله، مع الاستبداد والفساد، في عقابيل ثورات الربيع العربي، وما أفرزته قوى المجتمع، وما عكسته نتائج الصناديق، من إبراز للروحيّة الإسلامية، وجاء الاستنتاج الرسمي للديمقراطية بناء عليها ملخصا بالقول:
لا أقول بالتغاضي عن الأخطاء، ولا بعدم المراجعة والاستدراك، ولكني لا أقول بالتحامل، والاستهداف والإرجاف، وأرفض فقه اقتناص الفرص في غير ميدانها ولحظتها واتجاهها، لتكون داخل الصف، وأُفضِّلها، بل أطالب بالحرص عليها خارجه، في ميدان الدعوة والمدافعة، مع معاملات الفساد والاستبداد في معرك الحياة!!
في طريق الأوبة، قبل أن يسبق السيف العذل، نقول:
• عندما تبطل الحجج، أو تتخلخل الدعامات التي تتكئ عليها، ثم لا يحدث التراجع أو المراجعة، فما ثمة غير الكِبر عنوانا لمعادلة الشرود خارج البيت، والتغريد بعيدا عن السرب!!.
في كلِّ التكتّلاتِ أو الجماعاتِ البشرية الساعية لتجسيدِ وجودها، عناصرُ ومقوماتٌ ثلاثة، لا يتحقّقُ لها مُرادها إلا من خلالها، وهي كما يُقَرِّرها علماء الاجتماع (ومنهم مالك بن نبي): (الأفكارُ، والأشياءُ، والأشخاصُ) فإذا ما تمّ تسخيرُ الأخيرين منهما لخدمة الأول، نجحت الفكرة، وتجسّدت حتى لو كانت باطلة..
تجهيل الناس، والاستخفاف بهم، والتلاعب بعقولهم، وعواطفهم، سياسة قديمة، وركيزة ثابتة في دولة الاستبداد، والميدان الحقيقي للمعركة بين عالم الفضائل، وعالم الرذائل، إنما يدور في هذه المساحة، وعليها يقومُ كلُّ كيان مستبدٍ، ويضمن استمراره!!
فرضت نفسها، حتى صارت جزءا من العائلة، جاءتنا لاجئةً مستجيرةً، قبل شهور، لا مِن براميل بشار، ولا من رُعونة السيسي، وأمن دولته، ولا من أوهام كربلاء يُديرُ طقوسها قاسمٌ السُّليماني، في عواصمنا المُتَرَمّلة، على الهُويّة؟!!
بالعودة لمقال الدكتور محمد عياش الكبيسي، في جريدة السبيل، يوم السبت 7/آذار/2015 بعنوان : «أريد أن أتحدث إلى الإخوان»، ومقال الدكتور رحيل الغرايبة الذي أشار إليه في جريدة الدستور يوم 8/آذار/2015م بعنوان «الإصلاح الفكري أولا»، نحب أن نُناصح أنفسنا
بشكل متسارعٍ (متصارع).. بلا حسابات.. بلا تبرير منطقي.. يتمُّ إقحامُ حماس في الأزمة الداخلية، التي تُلمُّ بجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، لتكونَ في مَرمى نيران أحد طرفي الأزمة، نكايةً بالطرف الآخر..
قالوا: لا سلمية في التّغيير!! إنما التّغيير بالنِّكاية في العدوّ، ولا يوجد حلٌّ مع الطغيان إلا قوةُ السيف والسنان، على نهج داعش والقاعدة، أما السِّلمية، فخنوع لا يليق بحاملٍ للإسلام ، كما هو الحال مع منهج الإخوان!!
تسطيحُ القرار المتعلق بعسكرة الثورة المصرية تَدريجيا، والتَّقليلُ من شأنه، وعَزْوِهِ إلى غيابِ العقل السّياسي، للجماعة، واتهامِهِ بالمجازفة والغَباء، تسطيحٌ