قضايا وآراء

قبل أن يسبق السيف العذل، وبعد أن سبقه!!!

عبد الرحمن الدويري
1300x600
1300x600
في طريق الأوبة، قبل أن يسبق السيف العذل، نقول:

• عندما تبطل الحجج، أو تتخلخل الدعامات التي تتكئ عليها، ثم لا يحدث ‏التراجع أو ‏المراجعة، فما ثمة غير ‏الكِبر عنوانا لمعادلة الشرود خارج البيت، والتغريد بعيدا عن السرب!!

• ليس شرطا أن يتّصفَ بهذا الوصف الجَمْعُ كُلُه، ولكن يكفي أن يُوجد فيه رأسٌ، أو رأسان لِجرِّ المقطورة بالاتجاه الخاطئ، فما بالك وقد كَثُرت الرؤوس؟!!

• قالها يوما عُتبة، وذلك عَشِيَّة معركة بدر: يَا قَوْمُ، اعْصِبُوهَا الْيَوْمَ بِرَأْسِي، وَقُولُوا: جَبُنَ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، وَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي لَسْتُ بِأَجْبَنِكُم.

 فقام له مَن يتهمُة بالجبن، ومراعاة المصلحة الخاصة، وذلك لوجودِ بعض بنيهِ في صفِّ المسلمين وأنه يخشى عليه!!

** لا يِتفلسفَنَّ عليَّ أحدٌ .. أرجوكم!! فأنا هنا أعِي ما أقول تماما، ولا أعقد مقارنة بين طرفي المُشكل داخل الصف الإخواني، على أساس التشبيه والتمثيل لكل فرق. معاذ الله!!

* لكنني أقرر ثوابت في مَسارات الحركة النفسية، التي تحكُم السلوك، وتفرضُ على المجموعة قرارات، تُفضي للنتائج ذاتها، حتى وإن كانت واقعة في صفّ مسلم خالص زكيّ.

* كل الآفات النفسية المُتحكِّمة في مسلك الجماعة الكافرة، في مُواجهة الجماعة المؤمنة، هي ذاتها يمكنها أن تؤدي للنتائج نفسها إذا سَرَتْ في مواجهة آثمة بين طرفين من أطراف الفئة المسلمة الخالصة.

أحبتنا: قامات و‏هامات و‏ذوات مُعتبرة، ننتظر منكم من يقول لِجَمْعِهِ وفريقه: اعصِبُوها برأسي وارجعوا.

* ونعلم أنه سيقوم له مَن يتّهمُه، ويصفُه بالتّردُّد، ويُعَظِّمُ في نُفوس المجتمعين معانيَ الشعور بالانكسار، ويوقظ فيهم رؤوس العناد، ويحجُب عن نواظرهم فضائل الأوبة عن صوابٍ إلى أصوب، ومن ‏مرجوح إلى ‏راجح، يحتاج بلورة وإنضاجا، بجهود عقول الصف كلها.

* وننتظر أيضا من العقلاء، أن لا يستسلموا، لوساوس هؤلاء، وأن لا يوغِلوا عنادا، فالعود أحْمَدُ لهم وأكرم.

بعد أن سبق السيف العذل:

ولكن، بعد أن وقعت الاستقالات، ولم تفلح الجهود في إقناع الأطراف التي اختارت المواجهة المفتوحة بمتوالية تراتبية، ومن كل الفرقاء المجتمعين اليوم: أعضاء جمعية الجماعة، وفريق مبادرة زمزم، ومجموعة الحكماء من حملة مبادرة الشراكة والإنقاذ، على الاستقالة الجماعية من حزب جبهة العمل الإسلامي التابع للجماعة الأم، نقول:

* أيها ‏المستقيلون، امضوا راشدين!!

* المجالس بالأمانة.

* مَن سَمَّع سُمِّعَ به، ومَن كَفَّ كُفَّ عنه!!

* اطرحوا مشروعكم وحسب.

* لا تنبُشوا مختلَفا في تشخيصه.

* أحبوا إخوانكم، واتركوا لهم الباب مشرعا لهم ليحبوكم.

* انظروا - وأنتم تغادرون مُختارين - للعدوِّ.. للمتربصين .. للشامتين.. للمشققين.. للموجوعين .. ولا تفتحوا لهؤلاء بابا للسرور، وعلى أولئك بابا للشرور.

* لا تبالغوا في الكَيل، فبالصاع نفسه سيُكال لكم!!

* "البيِّعان بالخِيار ما لم يتفرقا، فإنْ صدَقا وبَيّنا بُورِك، لهما في بيعِهما، وإنْ كَذَبا وكَتَما مُحقت بركةُ بيعهما".

* وها قد تبايعتم، فلا تمحقوا بركة ترَجونها بالمغادرة، ويرجونها بالبقاء!!

* نصحت لكم، ولكن هناك من لا يحب الناصحين!
0
التعليقات (0)