لم نتوقف عن الرد على "الشبيحة" إياهم منذ انطلاق الثورة السورية، رغم هشاشة منطقهم، واستخفاف غالبية الأمة به، غير أن بعضهم ما زال يكرره، معتقدا أن بوسعه تزييف الحقائق، وربما أقنع نفسه بأن الجماهير بلا ذاكرة..
ليس ثمة أقلية تصل بها الغطرسة هذا المستوى، إلا وتصطدم بالمجتمع في يوم من الأيام. صحيح أن الكيان الصهيوني موجود ويمكنه احتضان كل يهود العالم، وهو يتعامل كوصيٍّ عليهم من ناحية عملية، لكن المؤكد أن ذلك الكيان لن يغدو شيئا من دون دعم الغرب، وفي مقدمته الولايات المتحدة..
في ذكرى مرور عام على اغتياله؛ عاد قاسم سليماني ليحتل صدارة الإعلام من جديد؛ أقله لبعض الوقت، في ظل الاحتفالات التي أقيمت له في إيران والعراق واليمن ولبنان، حيث تحضر السطوة الإيرانية، وفي ظل تجدد الحديث عن ثأره الذي ستأخذه إيران..
مما يُنسب للخليفه العباسي هارون الرشيد قوله لابنه المأمون: "يا بني: الملك عقيم، ولو نازعتني أنت عليه لأخذت الذي فيه عيناك"، أي لضربت عنقك بالتعبير الأوضح..
مع الحلقة الجديدة من مسلسل التطبيع العربي المتواصل، والتي مثّلتها خطوة النظام المغربي؛ عادت ذات المقولات إلى التكرار بشأن مبررات التطبيع، أكان في سياقها المتعلق بالصفقة ذاتها، وهي الجزء الهامشي، أم في سياقها المتعلق بأصل الفعل..
إنكار إيران لوجود علاقة مع "القاعدة"، لا يختلف عن إنكار بعض مريدي التنظيم لتلك العلاقة تأثرا بالأجواء الموغلة في العدائية بعد غزو العراق، ثم المحطة الأسوأ، بعد التدخل الإيراني في سوريا، وصولا إلى انقلاب الحوثي في اليمن.
هي ورطة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، لا سيما أنها تأتي بعد فترة ازدهار غير مسبوقة خلال العقدين الماضيين، تصدّر خلالها الخطاب السلفي التقليدي المشهد الديني، أكان بطبعته "الجامية" التي تحشر مسألة "الطاعة لولاة الأمر"..
كثيرة هي القضايا التي تستحق التوقف في سياق الحديث عن هذه المعركة الأخيرة الدائرة منذ أسبوعين، بيننا وبين الرئيس الفرنسي (ماكرون)، ومن ينطقون باسم حكومته..
"يوسي ميلمان"، ليس كاتبا أو محللا هامشيا في الكيان الصهيوني، فهو من أشهر الخبراء الأمنيين؛ وثيقي الصلة بالأجهزة الأمنية الصهيونية، وهذا يعني أن من العبث تجاهل شهادة له بهذا المستوى من الأهمية والإثارة..