حتى الآن؛ لم تعلن إدارة ترامب عن تفاصيل خطتها للسلام، والتي تُعرف إعلاميا بـ"صفقة القرن". لكن جوهرها بات واضحا أشد الوضوح، فهي تتحدث عن حكم ذاتي يتكفل بعبء السكان الفلسطينيين في مناطق تجمعاتهم في الضفة الغربية..
يحتاج ترمب إلى مزيد من الفهم لسياساته ودوافعها، ومن ثَم تأثيراتها على الوضع الداخلي الأميركي، والأهم على الوضع الدولي والإقليمي، ومن ضمن ذلك القضية الكبرى في الشرق الأوسط، وهي الصراع مع المشروع الصهيوني.
أميل إلى أن العالم خلال العقود القليلة المقبلة سيشهد تحولات دراماتيكية ربما لا تخطر على بال كثيرين، وإن بدأ بعض العلماء والمفكرين في الحديث عنها، إن كان بشكل منفرد في ما يتعلق بكل ظاهرة على حدة، أم في ما يتعلق بها مجتمعة، وما يمكن أن تؤدي إليه على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
«فتح» هي كارثة القضية الفلسطينية راهناً، ومن دون أن تستعيد ذاتها كحركة تحرر، فسيتواصل التيه، ويبقى الأمل أن ينقلب الشعب في وجهها ويعيد تصحيح البوصلة، وهو الاحتمال الذي يعمل عباس والصهاينة وكثير من العرب وقوى العالم من أجل الحيلولة دون حدوثه.
توقف أمين عام حزب الله حسن نصر الله في ظهوره الأخير عند موجة «الحجيج» إلى دمشق، مشيراً إلى أن مسؤولين كبار في بعض الأنظمة العربية قد زاروا العاصمة السورية، من دون الكشف عن أسمائهم.
إنه جنون الثورة المضادة الذي اشترك مع هوس التمدد الإيراني في صناعة هذا الحريق الذي دمّر مصالح الشعوب في المنطقة، وجعلها تئن تحت وطأة الموت والدمار منذ أعوام خلت.
هناك الكثير مما يمكن الحديث عنه بشأن واقعة الاعتداء على أمين عام مؤسسة "مؤمنون بلا حدود"، التي تبين أنها مفبركة، وجاءت عقب إلغاء ندوة للمؤسسة في عمّان، انطوت عناوينها على استفزاز للمجتمع الأردني، المعروف بالمحافظة والتدين..
تتميز الفئات التي تساند العدوان الإيراني، وطاغية سوريا أنها فئات مثقفة نسبيا ومؤدلجة، أعني أنها نخبوية الطابع، إذا استثنينا الحشد المذهبي المعروف الذي سيصفق لخامنئي ولو هدم الكعبة، إلى جانب القليل من الفئات التي تحفزها هواجس طائفية..
القضية لن تخرج من مأزقها وحالة التيه إلا بتوافق كل القوى على انتفاضة شاملة في كل الأرض الفلسطينية ترفع شعار دحر الاحتلال دون قيد أو شرط، وبإعادة تشكيل منظمة التحرير وفق أسس ديمقراطية بإدخال حماس والجهاد؛ ولكي تغدو مرجعية حقيقية للشعب الفلسطيني، وجعل السلطة في الضفة والقطاع، مجرد سلطة إدارية.
بين حين وآخر، يخرج صائب عريقات عن النص الفلسطيني الرسمي، إن كان بتوصيفه للوضع حين يتحوّل إلى محلل سياسي، أو بمطالباته للرد على ممارسات الاحتلال، أو الأمريكان.
اليوم، نحن أمام مشهد ما بعد احتفالات “النصر على داعش” ،فمسلسل “التحرير” الذي غطاه الطيران الأمريكي واحتفلت به طهران بوصفه هزيمة لأمريكا، ترك مصائب كبيرة في المشهد الداخلي يجري تجاهلها بإقرار الموعد الأول للانتخابات، مع أن الثاني لن يكون مقنعا من دون حل المعضلات القائمة.
يصف مارتن شولوف، مراسل الغارديان، ما يجري في الغوطة الشرقية، بأنه «مذبحة لا يمكن تصورها»، بينما يقول ريتشارد سبنسر في «التايمز»، إن «الأسد بقسوته يحوّل الغوطة الشرقية إلى جهنم على الأرض».
ترامب السنة الثانية يبدو مختلفا عن ترمب السنة الأولى، ذلك الذي كان يغرّد كيفما يشاء، ويبدو أن ضغوط الدولة العميقة بالفضائح، وقبل ذلك بالتحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات (لم يتوقف هذا بعد) قد دفعته إلى التراجع، ويبدو أن الترويض كما ذهبنا مرارا هو خيار الدولة العميقة.