قام أجدادكم المنبطحون الذين ضيعوا فلسطين وأتى جيل ضيع القدس وباع الأرض ثم يتهمون أهل فلسطين بأنهم فروا ووجهوا لهم الكلام على وقع الأقدام في مسيرة العظام ، مسيرة العودة إلى الأرض ، فما باعوا ولكنهم يبذلون الغالي والرخيص...
نحن أمام مشهدين مهمينين يؤكدان تلك المعاني التي أشرنا إليها لدى هذا الشباب؛ في محاولة التمسك بأهداف ثورة يناير وشعاراتها، والتأكيد على زخم تلك الثورة والعمل على استئنافها من جديد..
أستاذ العلوم السياسية الذي كان يبشر دائما بضرورات التغيير والقيام بعمليات تغيير كبير والبحث عن موجبات النهوض التي تحرك الراكد وتؤشر نحو مستقبل جديد، أستاذ العلوم السياسية الذي توزعت جهوده بين الذهول والعجز والانخراط في جوقة النفاق؛ لكن جوهر وظيفته الكفاحية اختفى وتوارى أو يكاد
اتضح لنا أن علماء السياسة تراوحت أمورهم بين الذهول والعجز وانخراطهم في العلوم السيسية التي أبرزت علماء ساروا في موكب الاستبداد، فانتقل بعضهم ليسوّغ ويبرر لدولة الضد حينما تمارس عكس جوهر وظائفها
ما بال هؤلاء من علماء السياسة يتناسون باب العلاقات المدنية العسكرية الذي يؤثر بالضرورة على كل مسارات التحول الديمقراطي والقدرات والإمكانات التي تتعلق به ويقفون في جوار العسكر، متغافلين عن أن الدولة المدنية تكون في مواجهة تغول العسكر والدولة العسكرية أكثر مما تكون في مواجهة الدين والتدين
في هذه السلسلة التي تتعلق بالكتابة في النقد الذاتي، من المهم أن نبدأ بالنقد الذاتي الحقيقي في ما يشكله علم السياسة ومعالجته للثورة والثورة المضادة. وبما أن وظيفتي في حقل العلوم السياسية، فقد قررت أن أبدأ بسلسلة من المقالات تنتقد حال العلوم السياسية
ماذا عن الانتخابات القسرية في طبعتها السيسية التي تعد استمرارا للحالة الانقلابية؟ الانتخابات القسرية كالاختطاف القسري سواء بسواء، يتم فيها كل شيء بالإكراه وبالقسر وبالاختطاف وبالبلطجة
الموقف الذي يتعلق باعتبار الانتخابات الرئاسية فرصة سياسية؛ تعلق في حقيقة الأمر عند هذا الفريق بأن نخوض شكل انتخابات تحقق "انفراجة" للحركة والحراك السياسيين؛ لا نهتم فيها بالنتائج أكثر مما نهتم بفتح المجال السياسي
آن الأوان أن نرفض تلك المسرحية الهزلية، نفضح هزليتها ومرشحها الفاشي الفاشل الفاسد الفاجر، ونؤكد أن ثورة يناير لا تزال ماثلة بشبابها، لا تزال قائمة ثائرة تواجه ركام هذا التزوير لنظام انقلابي مغتصب احتل العباد قبل البلاد، وجعل من التزوير مهنته وحرفته
لم يعد هناك أمام أي أحد يعارض، أو يقاوم هذا النظام، إلا أن يقوم بفضح منظومته الفاشية، بحيث تكون تلك الانتخابات مناسبة للقيام بهذه العملية من كل طريق ومن كل جانب، في إطار مقاطعة كاملة وشاملة
التلويح بسلاح إهانة القضاء ليس إلا حالة لتصفية الحساب السياسية من جهة، والتغطية على فشل القضاء في تحقيق مهمته الأساسية في ترسيخ وتمكين أسس العدل ومبادئ الإنصاف من جهة أخرى
قابلت الشيخ الغزالي مرات عديدة وفي مناسبات عدة علمية وأكاديمية عرفت فيها الشيخ العالم المكافح المجاهد، إذا تكلم قال المعاني الكبيرة في عبارات مفعمة بالروح والحياة