سيف الدين عبد الفتاح يكتب: يكون مفهوم المعاصرة مظللا كافة المفاهيم الأخرى في النهوض والإصلاح؛ والإحياء والتغيير، ومن هنا يأتي الدفع إلى ثنائيات ارتقت إلى حد الشعار مثل "الجمع بين الأصل والعصر" في عمليات التنزيل في واقع الناس وأرض الميدان، ولذلك يُعد مفهوم المعاصرة الذي يجب أن نتوقف عنده ونتبصر معانيه وكوامنه ومغازيه ومقاصده
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: "تجديد الخطاب الديني" المتعلق بالهوية حين يُفرض من قبل "الآخر" فرضا، وفي هذا السياق الذي يشهد إرساء قواعد جوانتانامو الكونية، هذا قد يكشف عن غايات "تسميم الهويات" واستراتيجياته وآلياته، وإضفاء المزيد من "التأزيم" و"التسميم" و"التقزيم" و"التأميم" على هذا الخطاب ومتعلقاته..!! ليعاد تشكيل هوية سائر الأقطار الممزَّقة ضمن سياقات جديدة مصطنعة
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: التجديد في الرؤية الإسلامية سُنَّة مستمرة؛ تستصحب الثوابت العقيدية، وتراعي التغيرات الجارية في الواقع، وأن عملية التجديد تتطلب تحقيق التوازن بين ما أطلق عليه الإمام محمد عبده "الهدايات الأربع" وهي: الوجدان، والحواس، والعقل، والدين؛ فإذا ما تحقق هذا التوازن، كان بالإمكان إنتاج خطاب ديني متجدد وفعال وإيجابي
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: إن سؤال النهضة المسموم وضع التيار النابع من الذات أمام خيارات غير موائمة: بين العودة إلى الذات والبحث فيها عن ماكينات التجدد والممانعة والمقاومة والنهوض، ولكن مع الوقوع في فخ الانغلاق والانكفاء بعيدا عن العصر، وبين الاختيار المضاد؛ كل ذلك لغيبة الوعي بأصول المواجهة الحضارية الجامعة بين الوعي بالذات واستبانة سبيل الآخرين
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: التجديد لا بد أن يمتد إلى معاني النهوض الحضاري والقدرة على تحقيق أصول الشهود الحضاري، ويكون عنوان التجديد بذلك واحدا من أهم العناوين الأساسية فيما يمكن تسميته بأصول الفقه الحضاري، وربما قد يشير ذلك إلى ضرورة التوقف عند مصطلح ذاع وشاع وهو الذي يتعلق بتجديد الخطاب الديني
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: المفاهيم الشرعية مثل: التجديد والتغيير والإصلاح والإحياء؛ هي الأولى بالاستخدام، بل يحق لها أن تنفرد بذلك عما عداها من مفاهيم أخرى؛ حيث تكفّل الكتاب بحفظها محددا إياها في مجمل نصوصه وآياته، ومن ثم يمكن ضبط الانحراف عنها فكرا وحركة أو تلبيسا وتشويها
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: التحذير والإنذار والتنبيه إلى خطورة "جحر الضب العلماني" بكل مسوغاته وأدواته وتخلله وتسربه؛ من الأمور المهمة ونحن نتحدث عن مشاتل التغيير وعمليات الإصلاح في نماذجنا للإصلاح والتغيير، وبناء نماذج النهوض والإنماء، والرقي والارتقاء، وهو أمر لا ينصرف فقط إلى الدخول إلى جحر الضب العلماني، بل وكذلك الأسر في سلطان الماضي، والتحرك الواعي البصير في هذا الشأن، النافي لحالة التبعية المقيتة هو منهج النظر القويم لتلك المسارات الإصلاحية في مساحات التغيير الفعّال
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: في إطار تعريف السياسي في الرؤية الإسلامية، السياسة ليس مجالا للمدنس، بل هي سعي لإصلاح ما فسد ومن هنا كانت السياسة قياما على الأمر بما يصلحه
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: صارت عملية التجديد عملية مستمرة وحدتها الزمنية "القرن" تؤكد على أنه كلما خبت الشريعة من تقصير البشر المؤمنين بها في فاعليتها، وجب عليهم أن يبحثوا من كل طريق عن سبل تجديدها؛ ومسالك نهوض الأمة بها؛ ووصلها بأصلها، وهذا بحق هو معنى التجديد؛ ومشاتل التغيير والإصلاح مشرعة مفتوحة
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: تصورات مهمة في عملية الإصلاح الشامل والإصلاح السياسي خاصة؛ ولعل ذلك ضمن مشاتل التغيير يجب أن يُعتبر وتتخذ من الوسائل والأدوات والمسالك والاستراتيجيات لتنزيل ذلك تطبيق ميدانيا على الأرض وتنزيلا مكينا رصينا لائقا
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: تتضمن العلمنة العملية التاريخية التي يفقد فيها الدين الأهمية الاجتماعية والثقافية، حيث يصبح دور الدين في المجتمعات الحديثة محدودا كنتيجة للعلمنة؛ في المجتمعات العلمانية، يفقد الإيمان سلطته الثقافية، مع إضعاف القوة الاجتماعية للمنظمات الدينية. وتلقف العلمانيون العرب المفهوم ليرفعوا شعار "علمنة الإسلام"، في مواجهة أخرى تحرك كل نوازع الصراع والحروب الفكرية
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: من الإشكالات الخطيرة هي تعميم المفردات المتعلقة بدين بعينه على كامل خريطة الأديان في ظل المركزية الغربية التي تدين بالمسيحية اسما ورسما، بغض النظر عن تغلغل التصور العلماني في هذا المقام. إن قراءة في كثير من الكتابات الاستشراقية حملت هذا الخلط المريب، كنت أطالع على واحدة من صفحات التواصل الاجتماعي فوجدت تساؤلا حول كيف نترجم الكلمة التي تستخدم في الكتابات الاستشراقية أو الكتابات المتعلقة بالدين في العالم الإسلامي مثل "الأرثوذكسية الإسلامية"
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: السياسة نوعان: سياسة ظالمة فالشريعة تحرمها، وسياسة عادلة تخرج الحق من الظالم الفاجر بعين الشريعة علمها من علمها وجهلها من جهلها
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: القائم بعملية الإصلاح وجب أن تكون عينه على أمرين: الدولة والمجتمع والعلاقة فيما بينهما فيصلح أمرهما، وعلى نموذج الإصلاح ذاته حتى لا يكسد أو يفسد
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: مفهوم "الإصلاح" بحمولاته المختلفة انطلاقا من المرجعية الإسلامية، وتمييزه عن مفهوم الإصلاح كما يُستخدم اليوم في القاموس السياسي السائد، ولذلك فإن المشاحة لازمة في مصطلح "الإصلاح"
سيف الدين عبد الفتاح يكتب: كانت الحياة كلها تتأسن وتتعفن وتفسد لولا دفع الله الناس بعضهم ببعض، ولولا أن في طبيعة الناس التي فطرهم الله عليها أن تتعارض مصالحهم واتجاهاتهم الظاهرية القريبة، لتنطلق الطاقات كلها تتزاحم وتتغالب وتتدافع، فتنفض عنها الكسل والخمول، وتستجيش ما فيها من مكنونات مذخورة، وتظل أبدا يقظة عاملة، مستنبطة لذخائر الأرض مستخدمة قواها وأسرارها الدفينة.. وفي النهاية يكون الصلاح والخير والنماء