"حرب الغوطة" تلخّص المأساة السورية، فالحلفاء والأصدقاء الكاذبون المخادعون، في المنطقة والعالم، تخلّوا عن المقاتلين المسلّحين، والمصالح تلعب الدور الأكبر، والأهم من هذا وذاك أنّ هذه الحرب تثبت بأنّ إيران هي الرقم الأصعب والصحيح فيما يحدث في سورية والعراق.
يعكس السجال بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية الإيراني محمد ظريف، في مؤتمر برلين للأمن (أول من أمس) مستوى التسخين والاستقطاب الحادّ في المنطقة، بعد المواجهات الإسرائيلية- السورية قبل أيام.
لم يخب أمل نسبة كبيرة ممن شاهدوا فيلم "The Post"، وهو ضمن قائمة الأفلام المرشّحة للعديد من الجوائز العالمية، ويتحدث عموما عن جدلية الإعلام والسلطة، ومعركة الحريات والصراع حول حق الحصول على المعلومة ونشرها..
أغلب العالم العربي سيغرق في مشكلات اقتصادية وضغوط سكّانية كبيرة، وإن لم يتم إيجاد مخارج حقيقية اقتصاديا وماليا، فإنّ تزاوج الأزمة الاقتصادية بألعاب سياسية غير مقنعة، وباحتكار للسلطة، فهذه هي وصفة التوتر ليس فقط في إيران، بل في المنطقة بأسرها.
في حال تخلّى الإسلاميون عن أيديولوجيتهم الإسلامية في جوهرها (إقامة الدولة الإسلامية)، فأيّ هوية سيمتلكون؟ بماذا سيتميزون أولاً؟ وثانياً تطرح هاجس من يملأ الفراغ محل الإسلاميين،
تنعقد اليوم (بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، والإيراني حسن روحاني) أهمية استثنائية وتاريخية، فيما يتعلّق بمسار "الأزمة السورية"، والخطط المستقبلية.
ما يعزّز القناعة بأنّنا أمام لحظة مفصلية وانتقالية
الهوية الكردية اليوم أصبحت طاغية وساطعة، وقد تجاوز الجميع خط ما قبل العام 2011، وربما ما حدث هو تأجيل وترحيل بعض الملفات المعقدة في المرحلة الحالية إلى حين الوصول إلى تفاهمات وتوافقات دولية وإقليمية حولها.
تنظيم الدولة أتقن العزف على سيمفونية الأزمة السنية ووظّفها بصورة كبيرة، في الأعوام الماضية، وتمكّن من خلالها من تجنيد أعداد كبيرة من الشباب العربي والمسلم، وعمّق بمواقفه وخطابه الصدع الطائفي المرعب في المنطقة، فيما مثّلت السياسات الإيرانية الوجه الآخر لهذا الصدع.
لا توجد ضمانات على المدى البعيد إلى الآن تدفع إلى التخليّ عن الفصائل السورية المعارضة، لأنّ هناك نفوذا آخر قويا وعميقا على الأرض للإيرانيين، وأجندة مغايرة للأجندة الروسية، ما يدفع بالضرورة إلى بناء معادلة أكثر احترازاً – أردنيّاً- على الأقل فيما يخص المناطق الجنوبية عموماً.
من ضمن الخيارات الضرورية، ولو رمزياً، طرح موضوع الجيش الوطني المعارض، الذي يضم الفصائل التي ما تزال ترفع قيم الثورة السورية وشعاراتها، ضمن تنظيم واحد، ولو كان محدوداً، لكن على الأقل يعبّر عن المسار المطلوب للثورة السلمية.
بسرعة فائقة انتشرت تساؤلات، من وحي بعض المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، لدى نسبة معتبرة من الأردنيين والعرب، تتساءل: أين اختفى الدواعش؟ لماذا لا نرى جثثهم؟ وأين هم الأسرى؟ إذ كانت الأجهزة الأمنية الغربية والإعلام يتحدّث قبل ذلك عن عشرات الآلاف؛ فأين اختفوا؟ هل تبخّروا مع الهواء؟!
كان واضحا من الشريط الأخير، الذي أصدره التنظيم بعنوان "عرين المجاهدين" عن عملياته في الصحراء، أنّه بدأ مرحلة جديدة يتحوّل فيها من شكل الدولة والخلافة إلى حرب العصابات، وإعادة تشكيل القواعد ومراجعة الخيارات، وأصبحت لدى هذه التنظيمات خبرة كبيرة في التعامل مع الخسائر العسكرية.
من يدعون إلى حصار الجماعة وضربها وإغلاق المنافذ أمامها وحلّها في العالم العربي، ويحاصرون أبناءها في كل مكان عليهم أن يفكروا بالنتائج المتوقعة لهذه السياسات، ليس من باب حب أو كره الجماعة، أو صدقها أو ادعائها، بل من زاوية براغماتية واقعية سياسيا.
أكملت إيران السيطرة على مناطق حدودية بين العراق وسورية، وتتوسع في المناطق الشرقية على تخوم الرقة، وفي محافظة دير الزور، وطريق بغداد- دمشق قيد التدشين الكامل، بالرغم من المحاولات الأمريكية لعرقلة "الممر البرّي" الاستراتيجي المذكور.
نشرت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية أول من أمس صورا لقائد فيلق القدس قاسم سليماني، بالقرب من الحدود العراقية-السورية، غرب الموصل، وهو يشرف على تقدم آلاف المقاتلين من لواء "فاطميون" (الأفغاني الشيعي) هناك باتجاه الأراضي السورية..
تواجه الحركات الإسلامية السلمية، عموما، حالة الحصار الخانق غير المسبوق، الذي تعيشه هذه الحركات، وعملية إغلاق النوافذ كافة أمامها، وأخيراً ما يحدث في وسط الخليج العربي مع قطر بدعوى دعمها لتلك الحركات..