لقد كنتُ أبحث على الإنترنت مؤخرًا للنظر في مؤشر حرية الصحافة لعام 2018 الذي نشرته مؤسسة "فريدوم هاوس" وتوصلتُ لإدراك خطير. هنالك دولة واحدة فقط في العالم العربي نالت تصنيف "حرّة"..
على المملكة العربية السعودية أن تواجه الأضرار التي نجمت عن ما يزيد على ثلاثة أعوام من الحرب في اليمن. فلقد تسبب الصراع في تخريب علاقة المملكة بالمجتمع الدولي وأثر على الوضع الأمني الإقليمي وأضر بسمعة المملكة..
خلال فترة الرئيس أوباما كانت الإدارة الأمريكية غير مطمئة للإخوان المسلمين الذين جاءوا إلى السلطة في مصر بعد أول انتخابات حرة تشهدها البلاد في تاريخها..
في مقابلة مع البرنامج الإخباري "ستون دقيقة" قال ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان متحدثاً عن المملكة العربية السعودية ما قبل عام 1979: "كنا نعيش حياة طبيعية مثلنا مثل باقي بلدان الخليج. كان النساء يقدن السيارات، وكانت هناك دور للسنيما في السعودية، وكان النساء يعملن في كل مكان. كنا بشراً اعتياديين نتطور مثلنا مثل بلدان العالم الأخرى إلى أن وقعت أحداث عام 1979."
يحب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان التحدث عن إصلاحاته كما لو كانت نوعاً من العلاج بالصدمة. لقد تعهد بتطليق المتطرفين الإسلاميين، معلناً على الملأ "سوف ندمرهم"
لو أن الحافز من وراء حملة التطهير التي شنت باسم مكافحة الفساد هي إفادة خزينة الحكومة السعودية، فقد أدت عملية القبض على كبار رجال الأعمال ووضع اليد على أموالهم إلى نتائج عكسية.
في خضم زوبعة العناوين الصحفية الرئيسية التي تتحدث عن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وعن حملته الفاقعة ضد الفساد، قد ينسى المرء أنه قبل ما لا يزيد عن أسبوع من ذلك
عندما اندلعت حرب السعودية في اليمن في مارس 2015 كانت تحظى بتأييد شعبي سعودي واسع. كنت ممن أيدها لأنني كمواطن سعودي شعرت بالقلق من سياسة إيران الطائفية التوسعية..
أحدثت وجبة الاعتقالات الملكية التي جرت ليلة السبت موجات صادمة هزت الأوساط السياسية الدولية. جاءت الاعتقالات، بما في ذلك اعتقال رئيسي السابق في العمل الأمير الوليد بن طلال، بعد ساعات قليلة من إجراء تغييرات في عدد من المناصب الوزارية المهمة وكذلك في زعامة وهيكل الحرس الوطني السعودي الذي طالما حظي بقدر وافر من التقدير والاحترام.
في الأسبوع الماضي، وأمام جمهور متحمس في مؤتمر للاستثمار، بدا ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان متجهما، حينما تعهد بأن "يسحق المتطرفين"، وبإعادة "الإسلام المعتدل" إلى المملكة العربية السعودية.
عندما أتكلم عن الخوف والترويع والاعتقالات والإهانات التي تمارس بحق المفكرين والزعماء الدينيين الذين يجرؤون على البوح بما في صدورهم، ثم أقول لك إنني من المملكة العربية السعودية، فهل يفاجئك ذلك؟
بيننا مسؤولون، وربما مثقفون وعلماء دين، لا يزالون يرون أن التنوع غير صحي، وأن المجتمع السليم يجب أن يكون صورة متطابقة في الرأي والمعتقد، وهي نظرية فشلت حتى في أكثر الدول الشمولية عتيا، وما نحن بدولة شمولية.
المملكة العربية السعودية «دولة إسلامية» في نظامها الأساسي للحكم، الذي يعادل الدستور عند غيرها، وفي تاريخها وأسباب وظروف نشأتها، وأقصى ما تستطيع فعله للحفاظ على كيانها هو أن تجتهد في فقه الإسلام الذي تمضي عليه،