لا بد من وضع مقاربة لبنانية جديدة وموحّدة تؤدي إلى تحريك المياه الراكدة، إذ ليس خافيا الحاجة اللبنانية الماسّة إلى ثروته النفطية والغازية، وهي في المطلق عامل أساس في إعادة إطلاق للعجلة الاقتصادية، لا سيما بعد الأزمة التي خنقت البلد ولا تزال تداعياتها قابضة على أعناق اللبنانيين
لا بد من التأكيد أن جملة الموفدين الدوليين لا زالوا يرقبون بعين واعية خطوات تحقيقات انفجار "بيروتشيما"، ويؤكدون المضي بها كي يبنى على الشيء مقتضاه، وبذلك تُجمع الدول الكبرى كما العديد من القوى المحلية على ضرورة إطلاق يد القضاء.
جملة مفاوضات متنقلة قادمة؛ من مفاوضات فيينا وصولا إلى مفاوضات بغداد ومرورا بمفاوضات الدولة اللبنانية مع صندوق النقد الدولي والجهات المانحة لبلد على شفير الموت الاجتماعي والاقتصادي، وليس انتهاء بمفاوضات الترسيم حول الحدود لضمان الثروة النفطية والغازية.
ميقاتي رافعة دولية فرنسية حقيقية؛ مالية واقتصادية وسياسية لحكومته، يوم قال: لدي ضمانات دولية للمساعدة على الصعد كافة، وتريد فرنسا ومعها المجتمع الدولي جملة معايير: الإصلاحات والشفافية، وسياسة التوازن بميزان الذهب مع ملفات المنطقة لمساعدة لبنان، الذي يكاد يلفظ أنفاسه.
لا بد للحكومة الميقاتية من إنهاء مسألة الخسائر والفجوة المالية، ومحاولة الوصول مع صندوق النقد إلى أرضية مشتركة للحد من الارتطام، خاصة أن الموجة الدولية العارمة تؤكد أنها تريد مساعدة لبنان. ولكن الأجدى في هذه اللحظات، وبعيدا عن السقطات الكلامية لبعض الوزراء، لا بد من العمل الدؤوب لبنانيا قبل أي أحد آ
هل بات هامش التأخير في الولادة الحكومية مرتبطا بالقرارات المتعلقة برفع الدعم؟ هل بات المجهر الدولي حول السفن الإيرانية المحملة بالمازوت والبنزين أداة خوف لدى الرئيس المكلف، وتاليا انتظار ردة الفعل الدولية عليها، فلا أحد يرغب في التورط مع الأمريكان؟
إلى الفراغ الحكومي سيضاف "تمديد نيابي" وفراغ رئاسي، والأزمة المتدحرجة نحو "قعر الهاوية" ستصل إلى "المؤتمر التأسيسي" الذي يطرق الأبواب، وتاليا عدنا إلى كلام الرئيس الفرنسي ماكرون عن عقد اجتماعي جديد، ولكنه للأسف لن يأتي إلا بعد الارتطام الاجتماعي والاقتصادي والسياسي المدوّي
في الوقت الذي يقف الفرنسيون بالطوابير بانتظار قميص الأسطورة ليونيل ميسي القادم من نادي برشلونة الإسباني إلى ملعب حديقة الأمراء في باريس، كان اللبنانيون يواصلون الوقوف في طوابير من نوع آخر؛ طوابير تنتظر البنزين والمازوت والكاز والغاز والدواء المفقود إلى حد إقفال المستشفيات وربما موت المرضى
إلى متى سيبقى الميقاتي صامدا وأمامه شروط الرئيس عون وفريقه، وخلفه شروط نادي رؤساء الحكومات السابقين، وعن يمينه سيف العقوبات الدولية على المعرقلين، وعن شماله معارك قضائية وقانونية بالجملة، للوصول إلى حقيقة انفجار المرفأ، وفي القلب بلد على شفير الارتطام الكبير والانفجار الاجتماعي الأكبر؟
ضمن هذه التساؤلات وهذه الشروط جاء كلام الرئيس الميقاتي بين الأمل والحذر، خاصة بعد كلام الوزير باسيل العالي النبرة، حيث كشف ميقاتي أنه لم يتم حتى الآن الحديث عن أسماء الوزراء في الحكومة
من هو الانتحاري السني الجديد القادم إلى معركة صلاحيات كبرى أمام جمهور الناس في لحظة اقتصادية مالية حرجة، وعلى أبواب انفجار اجتماعي هائل وبلا غطاء من أهل بيته حتى كتابة هذه السطور؟ فكيف لو أضفنا لذلك انفجار المرفأ وتحقيقاته واستنابته القضائية التي ستكون مثار جدل حاسم في الأيام القادمة؟
لبنان ذاهب إلى المجهول ما لم يتدارك ذلك العقلاء، ومنهم الحريري نفسه، قبل أن يفلت الموقف وتحل الفوضى الهدامة ويحل الفراغ المؤدي إلى تحلل المؤسسات الشرعية الضامنة التي تعاني الأمرّين كحال كل اللبنانيين