هل الواقع الاقتصادي المزري والحاجة إلى كل دولار فريش للخزينة عبر الثروات الأحفورية يشكل مدخلا لتطبيع مقنع؟... تغيرات المنطقة كثيرة، ولكن واقع لبنان مختلف!
ما يلفت حقيقة في اللحظة الراهنة ونحن نرى الحكومة في خضم نقاش الموازنة؛ لعبة الدولار داخل أرقام الموازنة نفسها. فالمناقشة بكل ما فيها لم يعرف لها سعر مع الدولار الفلتان من عقاله، ولعله بات أحجية على الماليين والاقتصاديين وربما كثير من الوزراء
الصورة قاتمة بانتظار الانتخابات النيابية التي يشكك الكثيرون في إجرائها، وحتى تاريخه هل تكون مرحلة الرئيس سعد الحريري "مرحلة وعبرت"، أما سيقول اللبنانيون: في الليلة الظلماء يفتقد السعد؟
الجميع قد يقعون في ما ترغب به إدارة الرئيس بوتين في لملمة المسائل العالقة تحت عباءة؛ عنوانها في زمن الخيارات الصعبة على الكل أن يخضعوا للغة الاقتصاد والمصالح فقط
لست من المنجمين ولا أنتمي إلى هذا المجتمع الذي يتصدر الشاشات والفضائيات والمدونات والصحف الورقية والكترونية، لكن قررت أن أشرككم توقعات العام 2022 على كافة الصعد
من الواضح أن الساحة الداخلية عرضة لكل أشكال التغير، في ظل بداية الحديث عن تأجيل أو تطيير الانتخابات بعد رد طعن التيار الوطني الحر من قبل المجلس الدستوري؛ وبداية الاستدارة بين الامتصاص أو التحول التي سيمضي بها التيار تجاه حزب الله في ظل الإحراج مسيحيا، مرورا بالعلاقة المتأزمة مع حليف الحليف حركة أمل
بانتظار كابيتال كونترول حقيقي وشفاف وفق المعايير الدولية التي تكفل حقوق المودعين، الخوف كل الخوف على أموال الناس من عودة القانون نفسه والطرح نفسه بوجوه أخرى ومكياج جديد؛ يحمي أهل السلطة والمصارف وبالقانون، ويحمّل الناس ثمن فساد السلطة وسرقة السارقين
على وقع انتظار الزيارة الماكرونية إلى الخليج العربي، يترقب لبنان ما ستحمله من نتائج في ظل موقف سعودي واضح منعكس على كل الخليجين بمقاطعة لبنان الرسمي حتى إيجاد حلول لمعضلة حزب الله- المملكة العربية السعودية
الحقيقة تقول إن الأسباب تعددت ولكن الموت واحد، والموت اليوم يجسده سعر صرف الدولار الذي يحلق بعيدا جدا، ضاربا حياة الناس ونحن منهم؛ في لعبة موت حتمية إذا ما استمرت الأمور على ما هي عليه..
هذا المشهد ظهر جليا بغياب الحكومة ونومها العميق الممزوج برغبة دولية ببقائها عبر تصريحات أمريكية وفرنسية داعمة، لكنها لا تستطيع أن تخفي الامتعاضة الخليجية السعودية من كل ما يجري على الساحة اللبنانية
يا أصحاب القرار في الداخل والخارج، اعلموا أن بعض الأسر في لبنان الجريح الذبيح، لا تستطيع إطعام أطفالها، فكيف لها أن تستطيع إرسالهم إلى المدارس وتحمل أعباء مصاريف نقلهم التي غدت بملايين الليرات شهريا؟!!