«أحمق مفيد» هو مصطلح سياسي ساخر يُطلق على الشخص الذي يتم استخدامه للترويج لقضية أو فكرة ما، ولا يستوعب الغاية الحقيقية منها من قبل المستفيدين الأصليين إلا بعد فوات الأوان. يُنسب هذا المصطلح للزعيم السوفييتي الراحل «فلاديمير لينين» حيث أطلقه على المتعاطفين مع القضية الشيوعية من الدول الأخرى دون أن يدروا خفايا اللعبة.
هذا الغزو الفضائي الأمريكي للعالم العربي بأموال ووسائل عربية لهو نتيجة تحالف موضوعي بين الأمريكيين ووكلائهم وزبانيتهم في المنطقة العربية خدمة للمشاريع والمخططات الجديدة. فنحن في آخر النهار، على ما يبدو، لسنا أكثر من فئران تجارب،
كي لا نكذب على بعضنا، وكي نضع النقاط على الحروف للاستفادة من التجارب المريرة، يجب أن نعترف أننا اكتشفنا متأخرين أن النظام الدولي بقيادة ضباع العالم هو الذي يختار لنا حكامنا وأنظمتنا وحكوماتنا، وحتى مناهجنا التعليمية والدينية، ما اعترف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بعظمة لسانه.
لقد حاولت الأنظمة العربية أن تلهي شعوبها بالرياضة كي تنسى خيباتها ونكساتها وتخلفها، فلاحقتها الخيبات والنكسات إلى أرض الملاعب، لأن الأنظمة المتخلفة الخائبة لا تنتج انتصارات رياضية. الرياضة حضارة أيها السادة، وهي انعكاس دقيق للشعوب والدول.
منذ إنهاء الخلافة العثمانية في مارس/ آذار 1924، لم تشيُطن تركيا من قبل الغرب رغم اجتياحها لقبرص، ونزاعها مع اليونان؛ لأنها كانت تحت حكم أنظمة وظيفية تؤدي أدوارا مطلوبة، بل حاول الغرب جعل النموذج التركي العلماني مثالا للمنطقة، فضلا عن استخدام تركيا قاعدة متقدمة عسكرية في الصراع مع المعسكر الشرقي.
يقول المثل الشعبي: "العاقل من اتعظ بغيره والتعيس من اتعظ بنفسه". لكن المشكلة أن قلة قليلة عبر التاريخ تتعظ من كوارث الآخرين، بينما كثيرون لا يتعظون إلا إذا دفعوا الأثمان بأنفسهم.
لا هم للسعودية إلا التصدي لإيران، فهي العدو الأول للمملكة حسبما يتبادر للذهن عندما نرى التجييش الإعلامي السعودي ضد الجمهورية الإسلامية. لكن سياسات السعودية على أرض الواقع تكاد كلها تصب في مصلحة المشروع الإيراني.
كل النظريات حول التحالف الأمريكي الإسرائيلي الإيراني تبقى مجرد تكهنات، وكثير من الأمور ستتوضح في الفترة القادمة على ضوء ما سيحصل بين الإيرانيين والإسرائيليين. لننتظر ونر إذا كانت إيران ضرورة استراتيجية وحليفا لأمريكا وإسرائيل في المنطقة، أم إنها باتت تشكل خطرا كبيرا على الأمريكيين والإسرائيليين.
واضح تماما أن إثارة الغرب الاستغلالي لقضية السلاح الكيماوي في سوريا مؤخرا، لم تكن أبدا من أجل الضحايا، بل استخدمه هذه المرة لأغراض ومصالح غربية بحتة ربما ضد الروس والإيرانيين. ولم يأخذ في الحسبان عذابات الشعب السوري مطلقا.
تعقيدات الوضع السوري وتشابكه يدعونا أن نخرج من قوالب التفكير التقليدية، ولا مانع إن بدأنا نفكر بأن ما يحصل في سوريا الآن أشبه بمخطط تنظيمي جديد للبلاد، وقوده تهجير ملايين البشر وتدمير ملايين البيوت وإزالة مدن عن الخارطة بمباركة كل الأطراف باستثناء الشعب السوري.
دعونا نعترف أن محل العرب في السياسة الأمريكية في محل مفعول به، أو في محل مجرور في أفضل الأحوال، لا أكثر ولا أقل. لا يمكن لأمريكا أن تدعم قضية ما لأجل القضية نفسها، بل لأجل المصلحة الأمريكية ذاتها.
هل حدث في التاريخ أن بلدا استخدم سلاح الطيران على نطاق واسع داخل أراضيه كما استخدمه النظام السوري، لا بل استعان أيضا بأقذر وأوحش سلاح طيران آخر وهو الطيران الروسي لقصف السوريين؟ حتى القذافي لم يفعلها.
من قضى على ثورة محمد مصدق في إيران في خمسينيات القرن الماضي عندما حاول تأميم النفط ووضع ثروات إيران تحت سيطرة الإيرانيين، هو نفسه من قضى بعده على الشاه محمد رضا بهلوي بعد أن استنفد وظيفته الأمريكية.
من السخف الشديد أن تطلب من الكفيل الغربي أن يعاقب الوكيل العربي العميل. كيف تطلب من الغرب أن يساعدك على القضاء على وكلائه وأدواته ومرتزقته وكلاب صيده في بلادنا؟ وهل وصل هؤلاء الطغاة الذين ينهبون بلادنا ويسومون شعوبنا سوء العذاب إلى السلطة بأنفسهم، أم إنهم وصلوا بدعم غربي وأمريكي لا يخفى على أحد؟
لو كانت إسرائيل تخشى من إيران ومليشياتها الطائفية في سوريا، لما سمحت هي وأمريكا لتلك المليشيات بدخول سوريا أصلا، ومن سلم العراق لإيران على طبق من ذهب، لا يمكن أن يعرقل التغلغل الفارسي في سوريا،
حب الوطن لا يُفرض فرضاً بالقوة الغاشمة، فإذا أردنا من الشعب العربي أن يحب ربوع بلاده فلنجعل من هذا الوطن العربي الكبير شيئاً محبوباً فعلاً. فهناك ملايين الأشياء في هذا الوطن تبعث على الحقد والاشمئزاز والنفور والبغضاء وليس على الحب.
?