لطالما سخرنا من الجبروت العسكري الروسي، ولطالما رددنا أن روسيا عملاق عسكري وقزم اقتصادي، وأنها رغم كونها أكبر دول العالم مساحة، إلا أنها تقبع وراء كوريا الجنوبية اقتصاديا.
الأرض السورية كانت أفضل حقل تجارب للحروب القادمة، فقد تدرب فيها الجيش الروسي وعصابات المرتزقة الروسية، وأجروا العديد من المناورات والتدريبات باستخدام الترسانة الروسية الجديدة.
في خضم الحرب الإعلامية بين روسيا والغرب حول أوكرانيا ظهرت بعض التهديدات الأمريكية على لسان ضباط أمريكيين من أن الغزو الروسي لأوكرانيا قد يدفع بأمريكا إلى تحريك أدواتها في سوريا ضد القواعد والمصالح الروسية على الأرض السورية..
مهما طال حبل الكذب فيبقى قصيرا، فها هو خطاب النظام الإعلامي والشعبي وقد انهار تماما في أعين مؤيديه قبل معارضيه، ولم يعد أحد يصدقه، بعدما أدرك المؤيدون أنهم تعرّضوا لأكبر خديعة إعلامية على مدى عشر سنوات وأكثر.
ذهب مريض سوري إلى الطبيب وهو في حالة خطرة للغاية، فسأله الطبيب: ما الخطب يا أخ العرب، مما تشتكي يا ابني، هات احك لي حكايتك، فأنت تبدو مأزوما منكوبا مهموما، وكل علامات المرض والبؤس بادية على وجهك الأصفر؟ فقال المريض..
هذا السؤال أعلاه، بات يتكرر على نطاق واسع هذه الأيام في مواقع التواصل وعلى صفحات آلاف التونسيين. حتى إن بعض الإعلاميين المرموقين أخذوا يناقشون فيما بينهم الحالة النفسية لقيس سعيد. وقد سمعتها قبل أيام من بعض الإعلاميين التونسيين الذين صاروا يخشون فعليا على مستقبل بلدهم، في ظل رئيس تبدو ملامحه وانفعال
"خذوا ما بعقولهم واتركوا ما بقلوبهم"، عبارة شهيرة قالها الأديب المصري الراحل توفيق الحكيم قبل عقود وهو يخاطب العرب والمسلمين، ويشرح لهم كيف يجب أن تكون العلاقة مع الغرب.
من أهم إنجازات الثورة التركية الصامتة، أن تركيا انتقلت خلال سنوات قليلة من دائرة العالم الثالث إلى دائرة أقوى عشرين اقتصاد في العالم، وصارت الليرة التركية حلم الكثيرين، بعد أن تخلصت من ستة أصفار، وصارت من العملات المحترمة.
ليس هناك أدنى شك أن الأنظمة العربية وحتى الإسلامية وكفلاءها من الضباع الكبار الذين يحكمون العالم، قد فعلوا الأفاعيل ولم يتركوا وسيلة إلا واستخدموها لإخضاع الشعوب العربية والمسلمة، وتطويعها كي تبصم على مخططاتهم وتقبل بفرماناتهم وسياساتهم.