بات الأمر قاطعا في وضوحه: أمريكا و«إسرائيل» تواجهان المقاومة بأطرافها جميعا على مستوى منطقة غرب آسيا برمتها، من شواطئ فلسطين ولبنان وسوريا، إلى أعالي جبال أفغانستان. المواجهة متواصلة ومتصاعدة وتتخذ أشكالا شتّى وتُستخدم فيها أسلحة متعددة. في المقابل، يقوم محور المقاومة بأطرافه جميعا، متحدين ومنفر
عشية ما سُميّ ورشة «السلام من أجل الازدهار» في البحرين وقمة الدول العشرين في اليابان، حذّر دونالد ترامب إيران من أن أي هجوم على المصالح الأمريكية، سيؤدي إلى «ردّ ساحق» قد تكون نتيجته «المحو» من الوجود.
أمريكا و "إسرائيل" منزعجتان جدا مما جرى ويجري في فلسطين وسوريا ولبنان. لا فارق بين ما يزعج الأولى والثانية. في الواقع، ما يُزعج “إسرائيل” يصبح بسرعة إزعاجا لأمريكا. فالكيان الصهيوني، بمخاوفه ومصالحه ومطامعه، هو الذي يحرك الولايات المتحدة ويحدد مسارها وليس العكس، لاسيما في ما يتعلّق بقوى المقاومة.
من الواضح أن صورة نتنياهو، الملقّب بـ«سيد الأمن» لدى الجمهور، قد تشوهت لدرجة أن نحو 70 في المئة من المشاركين في استطلاع للرأي غداة عملية خان يونس الفاشلة، شجبوا موقفه المتخاذل، وقد تُرجمت هذه النسبة المئوية السلبية العالية بأنها مؤشر إلى خسارة مرتقبة في عدد نواب حزبه.
سيحتفل اللبنانيون والسوريون قريبا بدحر «داعش» وبإنهاء احتلال إرهابييه لحدود لبنان الشرقية مع سوريا. الفرحة لا تقتصر على الخلاص من «داعش» فحسب، بل الخلاص أيضا من «إسرائيل» وإرهابها في تلك الجبال والهضاب. فـ«داعش» كان وما زال، مداورة وموضوعيا، حليف الكيان الصهيوني، ومن ورائه الولايات المتحدة.
إيران، في نظر «إسرائيل»، هي العدو الأول. الإرهاب، سواء اسمه «داعش» أو «النصرة»، ليس عدوا. يكفي أن يقاتل هذان التنظيمان الإرهابيان إيران والمقاومة وحلفاءهما حتى يصبحا حليفين لها.