إنّ سلطة الحكومة نابعة بالمقام الأوّل من تخويل الجماهير، وإن سحبت الجماهير هذا التخويل عبر العصيان المدنيّ ساعتها لا يمكن لأيّ نظام أن يستمرّ في إدارة المؤسّسات العامّة
لا خلاف في أنّ حكومات بغداد فشلت في توفير أبسط مقوّمات الحياة الآمنة والمطمئنّة، وهنالك شحّ في فرص العمل، مع تنامي الفساد الماليّ والإداريّ، وتغول النظام العشائريّ بوضوح في كلّ مرافق الدولة، لكنّ هذه الأسباب جميعها لا يمكن اعتبارها مبرّرات مقنعة أو أخلاقيّة لترك البلاد..
لا يمكننا القفز على أهميّة هذه الزيارة، على اعتبار أنّ واشنطن هي القوّة العالميّة الأكبر القادرة على ترتيب المشهد العراقيّ ثانية، وإنهاء حالة الفوضى التي أحدثتها بعد العام 2003، ومع ذلك فإنّه من الأهمّيّة بمكان إثارة عدّة أسئلة حول المفاوضات
عيد العراقيّين هو يوم الوصول لمرحلة بناء الدولة العادلة، والتعايش الإنسانيّ والتكاتف المجتمعيّ، والسلام المُستدام، والحياة الحرّة الكريمة، الخالية من الطالحين والمحاربين للحياة والمستقبل، والمليئة بالأمل، والزاهية بتطبيق العدالة على الجميع، ولا يمكن لأحد أن يتهرب من قبضة العدالة والقانون!
هكذا يستمرّ دوران عجلة المفاجآت المهلكة والعجيبة في العراق، وأظنّ أنّ الأيّام المئة القادمة حبلى بمفاجآت تراجيديّة ومأساويّة، ربّما لا تخطر على بال الكثيرين، ولكنّنا نأمل أنّ وقوعها سيكون بداية النهاية لعصر المفاجآت القاتلة والضارّة بالعراق والعراقيّين
قد تكون هذه المبالغات مقصودة من بعض القوى الأجنبيّة، أو الإسلاميّة الحاكمة لكسب التعاطف الشعبيّ المعارض للإلحاد وتغذية الشحن الطائفيّ للبقاء في المناصب الرسميّة!
يمكن لهذه الاعتصامات أن تكون المسار الأسرع والأسلم لتلاحم أبناء الوطن، والخلاص من القوى غير المنتمية للعراق ولإنهاء حالة اللا دولة، وأن تكون الأداة الفاعلة للضغط وتحصيل الحقوق؛ لأنّها اعتصامات محرجة للحكومة، ومحفّزة للتكاتف الشعبيّ والإنسانيّ
في ضوء الحالة العراقيّة المليئة بالتناقضات والتسقيط السياسيّ، والهدم المتعمّد والممنهج لمفهوم الدولة، والذي برز بوضوح في الظلم القضائيّ (الإجباريّ، أو التوافقيّ) وبالذات مع تغول القوى الشرّيرة على القضاء. ولهذا كانت البلاد، وما تزال، بحاجة لقانون عفو عامّ ينصف المظلومين، ويعيد ترتيب الأولويّات
لقد ذكرت مراراً أن مبرّرات فتوى (الجهاد الكفائي) قد انتهت، وبالتالي يتوجّب على مرجعيّة النجف التراجع عن الفتوى، وذلك لتغيّر موجباتها، ومعلوم في العلوم الشرعيّة أنّ الفتوى تتغيّر بتغيّر الحال والزمان والمكان..
هذه الخطوات يمكن أن تؤسّس لمرحلة انتخابيّة برلمانيّة وبإشراف دوليّ، شريطة عدم مشاركة أيّ متورّط بدماء الأبرياء، وساعتها سنكون أمام مرحلة جديدة مليئة بالخير والأمل والسلام
الصحافة هي السلطة الرابعة، ولهذا، ورغم أنّ العراق يتذيل اليوم قائمة دول العالم في ضمان حرّيّة التعبير والوصول إلى المعلومة، لكن يجب أن تبقى الصحافة الوطنيّة الحرّة ضمير الشعوب، وصوت المظلومين، وصرخة المقهورين، وأمل اليائسين والمعوزين، ومنار المواطنين لبناء السلام المستدام والغد المشرق