جاسم الشمري يكتب: الحقيقة أنّ تصريح الحلبوسي يُعدّ كلاما مفصليّا، في قضيّة كانت تُعرف بموجب البيانات الحكوميّة وغير الحكوميّة والمنظّمات الحقوقيّة باسم "المُغيّبين القسريّين".
جاسم الشمري يكتب: القوى السياسيّة الكبرى تيقّنت أنّ الصمت الشعبيّ الحاليّ لن يطول ويُمكن، في أيّ لحظة، أن تنطلق مظاهرات عارمة رافضة للخراب العامّ، وعليه كأن القانون المُرتقب هو قانون طوارئ مُقنّن يسمح للقوى السياسيّة وأدواتها المسلّحة بحماية نفسها وضرب منظومة الأطراف المعترضة والمنتقدة للحالة الشاذّة!
جاسم الشمري يكتب: وفي ظلّ هذا الواقع المليء بالسرقات الغامضة والعصابات المُنظّمة، وخلال مسرحيّة هَزْيلة الإخراج عُرِضت الأحد الماضي، أطلّ رئيس حكومة بغداد محمد شياع السوداني عبر التلفزيون الرسميّ وعلى يمينه وشماله أكثر من 182 مليار دينار عراقيّ، (121.3 مليون دولار تقريبا)، وليُعلن استعادة بعض الأموال المسروقة في عمليّة سرقة أموال الأمانات الضريبيّة والتي سُمّيت بـ"سرقة القَرْن"
جاسم الشمري يكتب عن الحوار في العراق: مَن يُريد التغيير عليه أن يتقبّل الآخر، غير الإرهابيّ، وأن يُقنعهم بصحّة وصوابيّة أفكاره، وهذا الانفتاح على الآخر دليل قوّة وثقة كبيرة بالنفس والمبادئ، بينما الانغلاق من أكبر أدلة الاهتزاز والتردّد والخوف!
هل سيُبرهن السوداني بأنّه قادر على تنفيذ برنامجه (الإصلاحيّ الانقلابيّ) دون مُعوّقات، وبأنّه سيصمد أمام ضغوطات الإطار، وسيُحارب الفساد ويُحاسب القتلة والفاسدين، أم سيبقى رهينة لزعماء تحالف المالكي؟
أكاد أجزم أنّ الهاربين، أو الرافضين، أو الزاهدين بالوطن، بلا مُبرّرات قانونيّة أو منطقيّة يُساهمون في دوام الحالة المرضيّة العراقيّة، وهم مقصّرون في الواجب الوطنيّ والإنسانيّ الواقع عليهم
معالجة الجرائم لا تكون بالإعلانات الهزيلة والدعوات والخطب السياسيّة المُنافية للواقع الذي يَعجّ بالتمرّد وحالة اللا دولة واللا قانون، وكأنّ الناس في غابة نائية يأكل القوي فيها حقوق مَنْ لا يَمْلك سندا من عشيرة كبيرة أو شخصيّة مُتنفّذة، أو حزب سياسيّ، أو قوّة مليشياويّة!
ينبغي التفكير العلميّ والمنطقيّ بواقع حال العراقيّ الذي وصل لمرحلة اليأس من الحياة، ولا أظنّ أنّ هذه القضايا الحَرِجة تُعالج بفعّاليّات وقرارات تقليديّة، بل يُفترض مداواتها بالقوّة العادلة والقاصمة لظهر المُخرّبين والفاسدين، وليس بالتصريحات "الديمقراطيّة" المزيّفة
بناء الدولة السليمة في العراق يكون بحكومة تُتقن فنّ الحكم، وليس بحكومة "نصف كُم"،فهل ستُتقن حكومة السوداني، إن شُكِّلت، فنّ الحكم أم ستكون كسابقاتها فاقدة للأهليّة؟
شهادة ممثّلة الأمين العامّ للأمم المتّحدة في العراق، جينين بلاسخارت، في إحاطتها أمام الجمعيّة العامّة، بأنّ "العراقيّين فقدوا الثقة بقادة البلاد"، فهل تُعدّ هذه الإحاطة البداية لعودة العراق للفصل السابع من ميثاق الأمم المتّحدة؟
التطوّرات على الساحة الإيرانيّة ستُشْغِل القيادات هناك بمحاولات قمع المظاهرات، وبالنتيجة لن ينشغلوا لا بالعراق ولا بغيره لأنّ القضيّة الآن بالنسبة لهم قضيّة وجود أو فناء، وهذه النقطة من أهمّ الثمار الداعمة والساندة للمظاهرات العراقيّة!
أتصوّر أنّ العراق مُقبل على مرحلة تغيير بشكل ما، ولا يُمكن تحديد وقتها، أو رسم ملامحها بسهولة بسبب السرّيّة التامّة التي تُنفِّذ بها الأطراف المُشاركة لعبتها