يبدو لي أن الجنرال عبد الفتاح السيسي قد دخل مرحلة جديدة من مراحل العته والجنون وهو ليس جنون العظمة فقد فاته قطار العظمة منذ دخوله إلى معترك السياسة ورغبته الملحة والشديدة في أن ينصب نفسه طبيبا للفلاسفة وحكيما للعرب ومجددا للدين وخبيرا في الاقتصاد ومستشارا عائليا في مجال تحديد النسل وتقليل نسبة الخصوبة ... فشل السيسي في إقناع حتى نفسه بأن لديه القدرة على أن يكون طبيبا وعالما وفقيها وخبيرا ومستشارا واصبحنا نراه اليوم مجرد رجل ضاع ظله وهو على وشك الانتحار .
يمضي الجنرال في تصريحاته التي تنم عن عقل خاو وفكر مضطرب، ونفس مأزومة، وروح مهزومة، ليبرر بقاءه في السلطة، ويتهم الشعب بأن الشائعات التي يرددها هي السبب في نكبة مصر على يديه. ولا أدري عن أي شائعة يتحدث الجنرال
أعذر بعض المعارضين المحاصرين في الداخل حين يلقون باللائمة على الإخوان، وأقول في نفسي: لعل بعضهم يريد تمرير انتقاده للنظام عبر بوابة لوم الإخوان، لكن أن يخرج أحدهم مطالبا بحل جماعة الإخوان المسلمين كجزء من حل الأزمة السياسية الراهنة، جنبا إلى جنب مع إبعاد الجيش عن السياسة، فهذا ما لا يمكن بلعه
لقد دخل الجنرال في إبريق ضيق ولن يستطيع الخروج منه حيا أو سليما، وكلما همّ قوم، حتى من بين رفاقه، بمحاولة مساعدته وإخراجه بدون آثار جانبية، وجدوا أنفسهم تحت طائلة الاتهامات بالعمالة والتخوين ومحاولة الانقلاب
تستطيع أن تغمض عينيك وأنت تتابع مخازي وفضائح الانقلابيين على كافة المستويات، سواء على مستوى الجنرالات، وعلى رأسهم عبد الفتاح السيسي الذي سرق ثورة مصر الوحيدة والعظيمة
يدرك السيسي مضطرا أنه يتعين عليه التعامل مع السياسة، والهبوط بين مقاعد مجلس النواب ليقسم بأغلظ الأيمان بأن يحافظ على وطن باعه، ويحمي أراضيه التي فرط فيها، فيصفق له أراجوزات المجلس الانقلابيين بتعليمات ممن عينهم ومنحهم الكراسي مقابل تمرير كل ما يحلم به الجنرال وعصابته
يتحدث أهل إنجلترا عن "مو" صلاح، الفتى الأسمر الذي يبتسم في وجه زملائه وهو يلقي إليهم بالكرة ليحرزوا الأهداف، أو وهو يحني رأسه بعد أن يحرز الأهداف، الواحد تلو الآخر..
هناك عملية استشعار عن بعد يقوم بها النظام بين الفينة والفينة، تتم عبر بعض العسكريين القدامى وبعض حوارييهم من رجال الأعمال لجس نبض الإخوان، من أجل طي صفحة الماضي بدون مناقشة الماضي وجراحه. يعني نبدأ من اليوم
الحكاية بسيطة، ولكنها مكررة تكرار وجود العسكر في السلطة، فهم يرون أنفسهم أصحاب الحق في أي انتصار أو أي انجاز، حتى ولو كان إنجازا فرديا حققه لاعب بعرقه وصبره، كما الحال مع محمد صلاح
يعلن في العاصمة البريطانية لندن مساء الأحد الفائت عن فوز اللاعب المصري الخلوق والموهوب محمد صلاح (26 عاما) بلقب أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي لكرة القدم، وهي جائزة رفيعة المستوى فاز بها من قبل لاعب جزائري هو رياض محرز..
قمة بلا طعم ولا لون ولا رائحة ولا روح.. المشهد المعبر فيها هو مشهد الصورة الختامية؛ حين حشر محمد بن سلمان نفسه في الصورة الرسمية مع أبيه، وكأنه يقول للعرب وللعالم أن السعودية اشترت مقعدين في القمة، مقعد للوالد وآخر للولد معه ومن بعده... بفلوسها طبعا.. قمة المقعدين، واقرأها كيفما تريد