قديما قالوا "اللي يعيش يشوف أكثر"، والحقيقة أن المثل لم يعد مطابقا حرفيا لزمن كهذا الذي نعيش فيه، وفي رأيي أنه يجب تحويره ليصبح " اللي يعيش يشوف أحقر"..
"الألم" هي كلمة السر في كل ما يجري وما سوف يجري اليوم وغدا وحتى تنتصر إرادة الشعب، فلا انتصار بدون ألم ولا إنجاز بدون ألم، ولا حياة بدون ألم، ومن وحي هذا الألم دائما ما استحضر قول الله تعالى " إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون".
صدقوني لو قلت لكم إن الأمر يتخطى مسألة ملكية الجزيرتين بكثير، وهذا لا يعني التفريط فيهما أو القبول بواقع خلقته قوى إقليمية وعالمية، بعد أن دخلت مصر في تيه الانقلاب وما تلاه..
فجأة وبدون سابق إنذار تحول مشهد تنازل العسكر وببساطة شديدة عن جزر مصرية ارتبطت في الذاكرة المصرية بحروبنا مع العدو الصهيوني، إلى مشهد يتبارى فيه ساسة العسكر وإعلاميوه في التبرؤ من الجزيرتين في بلاهة سياسية قل أن تجد لها نظيرا..
توقفنا في المقال السابق عند صفات ومواصفات القيادة التي بمقدورها أن تأخذ بيد الأمة للخروج من حالة التيه الراهنة والممتدة منذ عقود -ويبدو لي للأسف وأعتذر عن تشاؤمي- لسنوات إن لم نقل لعقود. د.
لا يخفى على المراقب الحصيف ملاحظة وجود تحالف غير مكتوب بين كل من تياري التغريب والخلجنة على مدار العقود الخمس أو الست الماضية، بدا ذلك واضحا في محاولة إبعاد الدين بالكلية عن المسرح السياسي أو تقليص فرص تواجده وتأثيره.
نعود لنكمل حوارنا حول كيفية الخروج من حالة التيه، وقلت في نهاية مقالي السابق إن أهم شروط الخروج من حالة التيه التي تعيشها الأمة إن أرادت الخروج- الذي يبدو لي أن أوانه وللأسف لم يحن بعد- هو استعادة العقل.
كانت الآراء التي تتحدث عن أمور فقهية مختلف عليها منذ قديم الزمن تستفزني ولا تزال، وأشعر حين يعاد طرحها أن شخصا ما أو جهة ما تريد أن تختطف عقولنا من جديد وتريد أن تهوي بنا في مكان سحيق..