قد يبدو النجاح الوحيد الذي حققه الرئيس الفرنسي "الجامح" أنه استفاد من "فضيحة" الهروب الأميركي الصاخب من أفغانستان، وأمّن "هروبا" هادئا من دون صخب أمني وإعلامي، حتى لا يكاد يذكر في وسائل الإعلام، وبدا أنه انسحاب أشبه بالتسلل لواذا..
إذ ترسّخ واشنطن سياستها وتفاهماتها مع أنظمة المنطقة القوية وخاصة الثرية منها، فإنها حريصة أن تضمن من خلال ذلك ليس فقط، قدرة أنظمة المنطقة تأمين تدفق النفط، وإنما أيضا المساعدة في السيطرة على أسعاره في الأسواق العالمية.
عمّقت الحرب في أوكرانيا من أزمة منطقتنا، التي كانت تخرج لتوّها من وباء كورونا الذي خلخل أركان الاقتصاد العالمي، وعزّزت أيضا حالة الركود التي تسبب فيها الوباء..
تعزّز تركيا اهتمامها بالقارة الإفريقية عموماً والمنطقة المغاربية خصوصاً بشكل لافت خلال العقدين الأخيرين، لا سيما مع وصول حزب العدالة والتنمية إلى سدة الحكم في البلاد..
لقد كشفت التجربة السياسية في المنقطة العربية عن إشكاليات بنيوية كبرى، جعلت منظومة الحكم الاستبدادي تستحكم وتستحوذ على الشأن العام لعقود دون منافسة جدية، ولا تهديد حقيقي لمواقعها من قبل نخب سياسية،
تونس التي ينظرون إليها استثناء ديمقراطياً عربياً، دخلت فجأة في 25 يوليو/تموز الماضي مرحلة من الإجراءات الاستثنائية الملتبسة المثيرة للجدل اختلفت النخبة والرأي العام في توصيف طبيعتها، لكن وحّدتهم المخاوف بشأن مآلات الأحداث وتبعاتها..
لا أحد يمكنه اليوم أن يزعم أن المنطقة هي ذاتها قبل عشرة أعوام. فقد أطيح خلالها بأنظمة عاتية، من ابن علي تونس إلى قذافي ليبيا، مرورا بمبارك مصر وصالح اليمن...
تبدو النهضة اليوم أمام لحظة تاريخية فاصلة ومفصلية، قد لا تتكرر لتنقذ نفسها، وقفة، ومراجعة، وانبعاثا جديدا. لحظة تحتاج الكثير من الشجاعة ونكران الذات. لحظة تسويات تاريخية، تعبر بالحركة إلى أفق وطني جديد، تحتاجه البلاد والمنطقة..
حاجة البلاد بعد مرور 10 سنوات على الثورة لمبادرة للحوار الوطني الشامل والجاد، لا تقبل التأجيل..مبادرة للمراجعة والمصارحة والمصالحة، لترميم البيت الوطني، وإنعاش لقيم الثورة والتغيير، والأهم من كل ذلك لصياغة بيان من أجل الديمقراطية، مدخلا حيويا لاجتراح عقد اجتماعي..
بعد مئة عام تعود تركيا من بعيد، أمة ناهضة متحفزة، تنحت نفسها تجربة نهضوية متجددة، ممتلئة الثقة بنفسها غير منكفئة، تتلمس طريقها إلى عمقها الاستراتيجي. سيقرأ الكثيرون هذا التحول باعتباره لحظة كونية جديدة واعدة، وسينظر له آخرون بحذر..
من المفارقات المثيرة في سياق الأزمة العالمية، بسبب وباء كورونا، أنه بقدر نقص الأكسجين الذي يتسبب فيه الفيروس، عند إصابة رئة المريض، لا سيما في ظل شح أجهزة التنفس التي يمكن أن تساعد المصاب على التنفس، فإن الدولة يبدو أنها نجحت في مختلف أنحاء العالم بالتسلح بمزيد الصلاحيات والسلطات، التي تسمح لها، ليس
كان أحد أبرز أهداف الثورات العربية عند انطلاقتها إعادة تأسيس الدولة والنظام السياسي، وتخليصهما من المنظومة الأمنية إدارة ومن العسكرية حكما، باتجاه دولة مدنية القوانين والأجهزة، تعبر عن إرادة الشعب واختياراته.
ما يحدث في تونس وما يحدث في إقليمها وفي المنطقة العربية واحد، إنها الثورة التي تصر على التحقق واقعا.. الثمن باهظ أحيانا.. وانكسارات الطريق ومطباته مؤلمة.. لكنها حتما لن تعطّل عجلة التاريخ.. وعجلة التاريخ اليوم هي الثورة بموجاتها المتعاقبة..
بعد مائة عام ويزيد على تنفيذ مخطط تقسيم المنطقة العربية الذي وضعته بريطانيا وفرنسا وبتواطؤ روسي وإيطالي، خلال الحرب العالمية الأولى، لا تبدو المنطقة بخير أو في وضع طبيعي مستقر، لا كفضاء جيوسياسي ولا كدول قطرية..
منذ صدور كتاب المفكر الفرنسي الخبير في شؤون الحركات الإسلامية أوليفييه روي "فشل الإسلام السياسي" في مطلع التسعينات من القرن الماضي (1992) ومقولة "فشل الإسلام السياسي" تتردد في دوائر كثيرة وبدوافع مختلفة..