مهما يكن من أمر، فإن الساحة النفطية عليها التأقلم مع ظهور العملاق الجديد، وعلى المنتجين التقليديين، إن في روسيا أو الشرق الأوسط، وضع استراتيجيات للحفاظ على مصالحهم.
في مقال فائت، تطرقت إلى ظاهرة لغوية تبرز أكثر ما تبرز في التقارير والأبحاث التي يكتبها المعنيون بشؤون الاقتصاد. وقلت فيه إن أي تحليل خطابي معمق للغة التي يستخدمها الصحافيون لتغطية أخبار المال والاقتصاد والعملات والسلع.
أغلب الظن أن العام المقبل سيكون مليئا بالتقدم والتقهقر، وإن كان لي إطلاق تسمية عليه، فإنه سيكون عام الصعود والنزول. وقد نحس بـ "النفط يتقدم، النفط يتقهقر" ليس كل شهر، بل كل أسبوع وربما كل يوم. بيد أن توقعاتي هي أن العام المقبل سيكون عام "النفط يتقهقر".
إن مساحة "القمة النفطية" التي كانت حصرا على دولة أو دولتين في السابق، توسعت كثيرا، وصارت بمنزلة ملعب كبير، يزداد عدد اللاعبين فيه سنة بعد أخرى، وصار مزدحما بأعضائه.
وأخيرا دخلنا عصر الشركات التريليونية. قبل نحو أسبوع عبرت شركة أبل حاجز التريليون دولار، وهي أول شركة في الدنيا تصل قيمتها السوقية إلى هذا المبلغ المهول. وقد نرى شركات أخرى تلحق بها في المستقبل القريب.
لا نعلم بالضبط أي شركة خوارزمية ستخترق حاجز التريليون دولار عند حساب قيمتها السوقية، لكننا نعلم أن هناك خمس شركات في أقل تقدير تلهث على خط السباق هذا. ونعلم كذلك أن اثنتين منها صارتا قاب قوسين أو أدنى من هذا الخط. ونعلم أيضا أن الشركات الخمس هذه أمريكية.
لست أنا الوحيد الذي يراقب الانتخابات الأمريكية. أظن أن العالم برمته، والشرق الأوسط على الخصوص، مهتم بهذه الانتخابات، وكلما اقتربنا من الثامن من تشرين الثاني يزداد خفقان قلوبنا، ولكن المتتبع لهذه الانتخابات ولا سيما من خلال الإعلام الأمريكي، كما هو شأني، لا بد أن يصاب ليس بالذهول بل بالغثيان.