هشام الحمامي يكتب: هذا هو الرعب كله الذي يملأ شرق الأرض وغربها، والجميع يريد لهذه "الأنوار" أن تنطفئ سريعا سريعا، ويعود الشرق لتاريخه القديم في اجترار الهزيمة تلو الهزيمة في استكانة ومذلة طالت وطال عارها..
هشام الحمامي يكتب: أحد تجليات "طوفان الأقصى" أنها كشفت أشياء كثيرة للغاية، وهامة للغاية، وكادت تتحول إلى حقائق راسخة لا تُناقَش ولا تُسأل. فقد بات واضحا مثلا وبكل تأكيد أن هناك مصالح أخرى وأفكارا أخرى وروابط أخرى بين "الصهيونية العالمية والغرب الإمبريالي"..
هشام الحمامي يكتب: إنهم "الشباب" إذن، الذين رأوا في "طوفان الأقصى" الجرأة والشجاعة والقدرة، وإنه "الدين" الذي هو عماد "الفكر" الذي هدر منه هذا الطوفان..
هشام الحمامي يكتب: إسرائيل/ الغرب، لا يريدان لأي شيء لهما فيه مصلحة كبرى وهامة، أن يتخذ أي شكل من "الوحدة والاتصال"، لأن هاتين الصفتين تمنحان أي حقيقة (مادية أو معنوية) قوة وصلابة، وتظهر وجه الحق فيها كشمس النهار، وهذه طبيعة الأشياء، كما هي دائما، وكما كانت دائما..
يوم الأربعاء الماضي 10 إبريل نشر الصحفي المعروف توماس فريدمان (74 سنة) في النيويورك تايمز مقالا ينصح فيه القيادة الإسرائيلية بإعادة التفكير مرة ثانية، فيما يحدث الآن في غزة قال فيه: إن دولة الاحتلال تقف اليوم عند نقطة استراتيجية في حربها على غزة، وهناك كل الدلائل على أن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو سوف يختار (الطريق الخطأ)..
إذا كان هناك من يصطنع الأعذار ليرحل، فهناك من يصطنع الأوهام ليبقى، وصدق من قال إن أعظم (مخاطر الحياة) لا تأتي من الأعداء، بل من (الحلفاء) الذين يزعمون العمل من أجل قضيتنا المشتركة. قد تكون في الجملة بعض المبالغة، فالعدو سيبقى عدوا..
هشام الحمامي يكتب: التاريخ يسير الآن في دورة جديدة تماما، أبرز عنوان لها هو تحطيم إراداتهم اللئيمة في صنع ما يحلو لهم، مضى وانقضى زمن ذاك التاريخ القديم، زمن استهلاك أوهام تصاغ لنا، لنعيش عليها حتى تصاغ لنا غيرها..
هشام الحمامي يكتب: لم يتكشف النظام العربي الرسمي فقط في حقيقة الأمر، بل وتكشفت أشياء كثيرة، أشد قيدا وإغلالا من ذلك النظام الرسمي الذي كان قد تكشفت قصته مبكرا، لكن المغالطة فن عتيق كما يقولون.. والمغالطة عادة تكون ممن يعرف الخطأ ويدركه، ويرى في استمراره مصلحة كبيرة له..
هشام الحمامي يكتب: حين تأكد الغرب وفي القلب منه أمريكا، أن ما كان يحذره ويخافه لن يحدث، على الأقل الآن، سُحبت فورا حاملات الطائرات، وبدأ التلاعب ذات اليمين وذات الشمال، بغرض الانفراد بالحالة "الطوفانية" وكسرها مبكرا، وهي الحالة التي أعطت اللحظة التاريخية ما كان ينقصها
هشام الحمامي يكتب: لماذا يكذب نتنياهو بهذا الشكل الفاضح؟ هل لإنقاذ نفسه من المحاكمة كما يقولون؟ كلا.. فمهما تأجلت سيأتي يومها، ولكنه حرفيا ما زال هو وزملاؤه في سكرات الذهول مما حدث، ومما سيحدث، ومما سينتج من كل ما حدث وسيحدث..
هشام الحمامي يكتب: العنوان الحقيقي هو "كسر الطوق الحديدي" المفروض على الشرق العربي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. لكن وقت الإعلان الكاشف لم يحن بعد، فأحد أهم أطراف الموضوع، "الشعوب العربية"، لا زال نائما، لم يستيقظ بعد..
هشام الحمامي يكتب: أبسط العسكريين فهما وإدراكا، لما سيكون مما كان ولما سيأتي مما أتى، سيعرف بسهولة سهيلة أن الموضوع منذ يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر وهو يجرى في سياق آخر تماما، سياق يختلف كليا عن "الرواية القديمة" في حكايات القتال والمعارك الشرق أوسطية/ العربية..
هشام الحمامي يكتب: "طوفان الأقصى" بعثت لنا فيما بعثت من كل قديم جديد هذا "التصور" الذي كاد أن يغيب عنا على مدار السنوات الأخيرة، وبما يناسب موقعها تماما، وفيما يعني الأمة كلها، إنه المسجد الأقصى وإنها القدس..