ليس أمام الإخوان الآن ولا يملكون سوى ملف واحد، هو المصالحة الداخلية، وقتها فقط يمكن لأي قيادة فيها أن تتحدث عن أي مصالحة مع النظام في مصر، أو مع أي حليف بالأصل، فهذا الضعف الذي تعيشه الجماعة الآن، أفقدها كل علاقاتها، سواء مع حلفائها، أو مع أنصارها أنفسهم من أفرادها.
علم اجتماع الفتوى تبدأ أصوله من فتاوى النبي صلى الله عليه وسلم، فالمتأمل لها يجده يراعي هذا الأمر، وإلمامه بالجانب المجتمعي في الفتوى، سواء كانت لفرد أم لمجتمع، نجد ذلك في نماذج واضحة للمتأمل..
كانت كتب الغزالي الأولى تتناول قضايا الاستبداد، والفقر، والتخلف الذي سببه الأول: حكام مستبدون جهلة، فكتب: الإسلام والأوضاع الاقتصادية، والإسلام والمناهج الاشتراكية، والإسلام المفترى عليه بين الشيوعيين والرأسماليين، والإسلام والاستبداد السياسي..
من أبرز وأهم ما يتميز به البشري هو: نقده الدائم لذاته وفكره ومسيرته، فالمتتبع لكتابات البشري يلمح ذلك، فمن أوائل كتبه كتابه الشهير (الحركة السياسية في مصر)، وهو كتاب استغرق منه خمس سنوات حتى أنهاه، تناول فيه تاريخ الحركة السياسية في مصر بين عامي 1945 و1953م..
منذ انطلاق الإخوان المسلمين في مصر، وبخاصة بعد نزوح البنا إلى القاهرة من الإسماعيلية، وبداية نشاطه، والأقلام والأجهزة ترصد، وتكتب، وتناقش، حتى عند غياب الإخوان في سجون عبد الناصر، لم تقف الكتابات، سواء منها العربية أو الغربية..
منذ أيام تم الإعلان عن كيان سياسي جديد باسم: اتحاد القوى الوطنية، يأمل أن تتوحد تحته معظم المعارضة المصرية، واشتركت فيه جهات متعددة، ومنها جماعة الإخوان، ولكن خرج أفراد محسوبون على كيان سياسي آخر وهو المجلس الثوري المدعوم من الإخوان، يعارض هذا الكيان السياسي الجديد..
هل منعنا موقفنا من المعتزلة في فتنة خلق القرآن، من الانتفاع بفكر الجاحظ المعتزلي، أو تفسير الكشاف للزمخشري، الذي لم يأت مفسر من بعده -في الغالب- إلا واستفاد منه، وغيرهما من مفكري المعتزلة وغيرهم؟!
هذه الثورة كانت ثورة ميدان، وثورة قرى ومدن وأحياء، وكانت ثورة شعب، وعلينا ألا نغفل عن دور الشعب، ونتجه فقط إلى دور النخبة، من كيانات كبيرة، وكيانات سياسية، وهي أدوار لا شك مهمة، لأنهم كانوا في المقدمة..
البحث العلمي والفقهي لا يأخذ موقفا من رأي لعلة صاحبه، بل ينظر فيه، على أنه حكمة وعلم وهو أحق بها، بغض النظر عن صاحبه، فكم من آراء لدى الخوارج والمعتزلة وغيرهم، نظر إليها الفقهاء والمفكرون فوجدوا أنها تفيد، ووضعوا لها ضوابط
أصدر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية يوم الاثنين 18 يناير، فتوى يحرم فيها زواج التجربة، وأن اشتراط انتهاء عقد الزواج بانتهاء مدة معينة يجعل العقد باطلا ومحرما، وأن الزواج سماه القرآن الكريم: الميثاق الغليظ، وأن مطلقي ما يسمى زواج التجربة مبتدعون..
الشعوب لم تتخل عن النكتة السياسية، ولم تغب يوما عن الواقع العربي، بل تطورت من حيث الشكل والمضمون، ومن حيث وسيلة التعبير عنها، وأصبحت موجعة أكثر من النكتة القديمة، فالنكتة السياسية قديما كانت شفاهة وتسير على مستوى شعبي محدود..
ليست لدي مشكلة في من يدافعون عن وحيد حامد من حيث فنه وإبداعه، فهذا سياق ومجال متروك لأهله، لكن الأزمة أن نخلط الإبداع بالحقوق والمظالم، وإلا لكان من حق كل داعية وشيخ من شيوخ السلطة قال قولا وعمل بضده، أن تتكلم عن علمه، تاركا تأييده للظلم..
الذي يقلب في صفحات تاريخ الأزهر، وقت أن كان الأزهري ملء السمع والبصر، وملء فؤاد الناس، مهابة وجلالا، ووقوفا لجانب الحق، ضد الظلم كائنا من كان يمثله، يجد عجبا في تاريخ هذه المؤسسة العريقة، التي علق بأذهان الناس في هذه الأيام صورة شائهة عنها..
من أخطر الأسباب التي نراها وراء هذا التخبط والاهتزاز في الأداء السياسي للإسلاميين: شبح انقلاب مصر على الإخوان، فقد أصبح فزاعة تأتي لإسلاميي بقية الدول في يقظتهم ومنامهم، وكأنه قدر لازب لا فكاك منه، وهو وهم للأسف، فحدثوني أين نجحت الإمارات والسعودية في مكان آخر غير مصر مع عسكرها؟
رحم الله أيمن عبد الغني، الذي ضرب نموذجا حيا بين الشباب وإخوانه، يستطيعون السير على دربه في بقاء الأثر الصالح للعبد الصالح، كما قال الإمام حسن البنا: العبد الصالح، هو من يترك أثرا صالحا أينما حل.
إن أول ما يجب علينا فعله كمسلمين في الغرب: فهم عقلية الغرب، الذي يرسم، ويسخر، ما فلسفة سخريته من الدين؟ وهل هي سخرية ناتجة عن جهل بالإسلام، أم عداء له؟ وهل منشؤها صورة نمطية لدى الغرب عن الإسلام والمسلمين، أم سلوكيات بعض المسلمين..