رغم النّجاح في إبعاد شبح الحرب عن إدلب، إلا أنّها ما زالت تلوح في الأفق بانتظار اللعبة السّياسيّة الدّوليّة، ناهيك عن التّحديات الدّاخليّة، فإنجاز الدبلوماسيّة التّركيّة مهدد
لعب هذا الانفتاح دوراً إيجابياً في ثورات الرّبيع العربي، وقادت الفئات المتوسطة الحراك الثّوري، وبصّرت الشّعب الفقير بالحقائق، وعرّفته حقيقة الاستبداد ودوره في صناعة فقره وحرمانه، فكانت ثورات شعب تتطلع للخلاص.
يجهد الأتراك في حل معضلة "فتح الشّام"، إذ سيعزف الروس والإيرانيون عليها كثيراً، وقد يستخدمونها مبرراً للانقلاب على تفاهماتهم مع تركيا إذا سارت الرياح بما لا يشتهون
يعمل الاستبداد في بلادنا على جعل شعوبها شبيهة بالشعب الكوري الشمالي، فالفئة التي تنظر للمستبد في بلادنا نظرة قداسة ما زالت قليلة جداً مقارنة مع كوريا الشمالية، لذلك يجهد المستبد في بلادنا على زيادة نسبتهم؛ لأن ذلك الأمر الوحيد الذي يضمن استمرار حكمه
يرى كثير من المحلّلين أنّ لقاءات أستانا، وما نجم عنها من اتفاقات خفض التّصعيد (مناطق خفض التّوتر)، تُمهد لتحالف استراتيجي بين تركيا وإيران، لا سيما أنّ العوامل الاقتصاديّة والأمنيّة والظّروف السّياسيّة الإقليميّة والدّوليّة تدفع نحو هذا التّحالف، ولا يغيب هنا دفع الرّوس للطّرفين للمضي في التّحالف.
ولا ينبغي التّسليم باتفاق التّقسيم على أنّه قدر حتمي للسوريين فعوامل فشله أكبر من نجاحه، فالظّروف التّاريخية مختلفة عن سايكس بيكو، ولا سيّما أنّ التقسيم الحالي سببه محاولة القوى الدّولية الخروج من المأزق السُّوري بما يحقق الحدّ الأدنى من مصالحها. وهذا مستبعد في ظلّ بقاء الأسد ولو كان بلا مخالب
وزارة الدِّفاع الرُّوسية تعلنُ انتهاءَ العمليّات العسكريّة في مدينة دوما في الغوطة الشَّرقيَّة، والتَّوصُّلَ لاتفاقٍ مع جيش الإسلام ينصُّ على خروج مقاتلي جيش الإسلام مع عائلاتهم إلى الشّمال السُّوري،
ومهما تكن الأسباب والظّروف التي أدّت لهزيمة المليشيات الكرديّة في عقر دارها، فإنَّ هذه المعركة وضعت الأتراك وحزب "PYD" المتّهم بالتبعيّة لحزب العمال الكردستاني؛ أمام خيارات صعبة، وربما مُرَّة، ولا سيما للحزب الكردي
نحاول أن نضع النّقاط على الحروف في شهادة للتاريخ وإبراء للذمّة ووفاء للدماء، وللجيل الذي ناضل للحرية، وللأجيال القادمة كي لا تقع بما وقعنا فيه من أخطاء قاتلة ندفع ثمنها دماء وآلاما ودمارا وحسرات.
حاول الرّوس جني ثمار سياسيّة، والبناء على مكاسب أستانا العسكريّة. فعقدوا مؤتمر الحوار الوطني السّوري "سوتشي" لقطف ثمار المكاسب الميدانيّة على الأرض، لكنّ الأتراك ومعهم الغرب تنبّهوا للمسعى الرّوسي، فلم تضغط أنقرة على المعارضة السّورية لحضور المؤتمر رغم تحالفها مع موسكو