تجري التحضيرات للإعلان عن "جيش
العشائر" إلى جانب جسم سياسي موّحد للعشائر السورية، بدعم تركي، خلال الأيام القليلة القادمة.
وكان من المفترض الإعلان عن هذا التشكيل الاثنين الماضي، ولكن تم تأجيله بناء على رغبة عدد من وجهاء العشائر والقبائل السورية ممن هم خارج
تركيا؛ للمشاركة في المؤتمر الذي تقرر عقده في أنقرة.
وبالرغم من الإعلان عن تأجيل المؤتمر العام للعشائر والقبائل السورية، إلا أنّ البيان الختامي للمؤتمر حضر في فعالية خاصة بالذكرى السادسة للثورة السورية عُقدت في مدينة "شانلي أورفا" في الجنوب التركي.
ويحمّل البيان المجتمع الدولي بشكل عام، والتحالف الدولي بشكل خاص، مسؤولية ما آلت الأوضاع إليه في
سوريا، مع "تجاهل دخول عشرات المنظمات الإرهابية باسم الدين وحماية المقدسات الإسلامية والتطرف القومي والإثني، ما أدى إلى تجاهل الشريحة الكبرى من الشعب السوري، وهي القبائل والعشائر السورية، التي تضررت كثيرا من عصابات نظام الأسد، وتنظيم الدولة، والأسايش (قوات الأمن الكردية) و"ب ي د" (حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي)، وحاليا ما يسمى جيش سورية الديمقراطية"، التي تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري، وفق البيان.
ويدعو البيان "جميع القوى الدولية وذات الصِّلة بالسعي لتلافي التقصير ودعم العشائر، وعدم إغفال دور القبائل في تحرير منطقة الجزيرة والفرات من إرهاب تنظيم الدولة، و"ب ي د"، والنظام السوري".
وقال شيخ عشيرة البو خابور، راكان الخضر، لـ"عربي21": "هناك تنسيق عال مع الجانب التركي، من أجل تشكيل الجيش المرتقب، حيث لا يوجد لدينا مانع من التحالف مع أي جهة دولية".
وشدد الخضر على أنّه من حق السوريين البحث عن مصالحهم، وأن يكونوا حيث تكون تلك المصالح، كما لا يرى الخضر أي مانع من تقاطع مصالح العشائر السورية مع المصالح الأمريكية أو التركية.
وكانت العشائر السورية أعلنت من قبل عن عدة تشكيلات عسكرية، من بينها "جيش سوريا الجديد"، إضافة إلى الإعلان عن جيش العشائر في ريف الرقة، بمباركة من لواء ثوار الرقة المنضوي تحت راية قوات سوريا الديمقراطية، لكنه لم يدم أكثر من أسابيع قليلة؛ بسبب رفض الأكراد له، فيما قُطع الدعم عن لواء ثوار الرقة في حينه.
وحول نواة الجيش المزمع تشكيله، والعناصر المكوّنة له، قال القيادي في الجيش، العقيد نواف العبود النعيمي، لـ"عربي21"، إنّ نواة الجيش ستكون من الضباط المنشقين عن النظام من أبناء العشائر في تركيا ودول الجوار، إضافة إلى أبناء العشائر (من غير العسكريين) المتواجدين في تركيا والداخل السوري.
ولفت إلى أنّ التدريب سيكون في تركيا، أو في مناطق سيطرة قوات درع الفرات المدعومة من تركيا في الداخل السوري.
وأشار النعيمي إلى أنّ الهدف من تشكيل الجيش هو وضع حد لتحركات قوات النظام وحلفائه في غرب وشرق الفرات، إضافة إلى محاربة تنظيم الدولة والمليشيات الكردية، فضلا عن تأمين عودة الأهالي إلى مناطقهم، وحمايتهم.
وفي المقابل، نفى وجود تنسيق مع التحالف الدولي في الوقت الحالي، بالرغم من مطالبات زعماء العشائر التحالف بدعمهم.
وكان الناطق الرسمي باسم المجلس الأعلى للقبائل والعشائر السورية، مضر حماد الأسعد، قال في وقت سابق، لموقع "زمان الوصل" السوري، إنّ التشكيل الجديد هو امتداد لمشاركة العشائر في عمليات درع الفرات.
وأشار الحماد إلى وجود معسكرات تدريب لمقاتلين من العشائر في تركيا حاليا، وأنه سيتم خلال الفترة القادمة إقامة معسكرات تدريب في الداخل السوري، نافيا أن تكون لهذه القوة أي علاقة بأمريكا، حيث إنّ الأخيرة، بحسب الأسعد، غير موافقة على تلك المعسكرات.
وأكد الأسعد أنّ مشروع جيش العشائر "سيكون ضد الاحتلال الروسي الإيراني الأسدي وعصاباتهم الإرهابية المسلحة حزب الله و"ب ي د" وتنظيم الدولة"، على حد قوله.