سياسة دولية

ترامب سيزيد الإنفاق العسكري وتسلم خطة القضاء على داعش

أوضح مسؤول أمريكي أن ترامب سيقترح زيادة بـ54 مليار دولار للمجال الدفاعي- أ ف ب
تسلم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاثنين، خطة أولية، وضعها البنتاغون، لتسريع القضاء على تنظيم الدولة، ووعد ترامب بزيادة "تاريخية" في النفقات العسكرية في إطار الموازنة الفدرالية المقبلة التي كشفت إدارته خطوطها العريضة.

الإنفاق العسكري

وقال ترامب خلال لقائه حكام الولايات في البيت الأبيض: "هذه الميزانية تأتي ضمن وعدي بالحفاظ على أمن الأمريكيين"، مؤكدا أنها "ستتضمن زيادة تاريخية في الإنفاق الدفاعي".

وأوضح مسؤول في الإدارة أن ترامب سيقترح زيادة بـ54 مليار دولار للمجال الدفاعي، أي بنسبة تسعة في المئة من عام إلى آخر، على أن يتم تعويضها بخفض في النفقات غير العسكرية.

وقال المسؤول ردا على سؤال عن معلومات صحافية، أشارت خصوصا إلى خفض في موازنة النشاط الدبلوماسي ووكالة حماية البيئة، إن "غالبية الوكالات الفدرالية ستشهد خفضا لموازنتها". كما أعلن "خفضا كبيرا" في المساعدة الدولية.

وأضاف ترامب أن الهدف من هذه الزيادة هو "إعادة بناء" الجيش، علما بأنه جعل ملفي الأمن ومكافحة تنظيم الدولة محورين أساسيين في حملته الانتخابية. وتابع: "ستعرفون المزيد مساء غد (الثلاثاء)"، في إشارة إلى خطابه أمام الكونغرس. وأضاف: "سيكون حدثا كبيرا، رسالة إلى العالم في هذه الأزمنة الخطيرة، حول قوة وتصميم أمريكا".

وكان الرئيس السابق الديموقراطي باراك أوباما قلص النفقات العسكرية مستفيدا من انسحاب القوات الأمريكية من العراق وأفغانستان. وتشكل هذه النفقات 3,3 في المئة من إجمالي الناتج المحلي، أي نحو 600 مليار دولار، وتبقى بين الأكبر في العالم.

خطة البنتاغون

وفي سياق متصل تسلم الرئيس الأمريكي التوصيات التي وضعها البنتاغون ليختار منها المناسب لتسريع القضاء على تنظيم الدولة، وستكون مناسبة له لتطبيق ما كان وعد به خلال حملته الانتخابية.

وأعلن مسؤول أمريكي طلب عدم كشف اسمه، أن "البيت الأبيض سيباشر تحليل التوصيات" التي تسلمها من البنتاغون. ولم يفوت ترامب فرصة خلال حملته الانتخابية إلا انتقد فيها التقدم البطيء للحرب ضد تنظيم الدولة في العراق وسوريا.

وفي الثامن والعشرين من كانون الثاني/ يناير الماضي، بعد ثمانية أيام من تنصيبه رئيسا، أصدر مرسوما يمهل البنتاغون ثلاثين يوما لإعداد خطة جديدة تسرع الحرب ضد التنظيم.

وبعد سنتين ونصف السنة من بدء الضربات الجوية الأمريكية في سوريا والعراق، خسر التنظيم أكثر من نصف الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق، وأكثر من ربع الأراضي التي كان يسيطر عليها في سوريا. ولا يزال يسيطر على قسم من مدينة الموصل التي أعلنت منها "الخلافة"، وعلى مدينة الرقة في شرق سوريا.

ومن بين الخيارات التي يمكن أن تلجأ إليها الإدارة الأمريكية؛ زيادة عدد المستشارين الأمريكيين في سوريا والعراق، وربما السماح للجنود الأمريكيين بالمشاركة مباشرة في المعارك ضد التنظيم.

وعارض الرئيس السابق باراك أوباما أي تدخل أمريكي عسكري مباشر، إلا أنه أرسل أكثر من 5 آلاف جندي أمريكي إلى العراق لتدريب القوات العراقية. كما أن هناك 500 مستشار عسكري أمريكي في سوريا.

لم يستبعد الجنرال جو فوتل قائد القوات الأمريكي في الشرق الأوسط الأسبوع الماضي، خلال زيارة قام بها لشمال سوريا، تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في هذا البلد.

ومما قاله فوتل يومها: "أنا مهتم جدا بضرورة الحفاظ على اندفاعتنا"، مضيفا: "قد نجد أنفسنا مجبرين على تسلم أعباء أكبر".

وإذا كانت قوات التحالف الدولي في العراق تعتمد بشكل أساسي على القوات الحكومية في هذا البلد في المواجهات المباشرة على الأرض مع التنظيم الجهادي، فإن الوضع في سوريا أكثر تعقيدا، ولم تقرر القوات الأمريكية بعد ما هي الخطة التي ستعتمدها لاستعادة الرقة.

ويمكن أن تقرر إدارة ترامب زيادة دعم هذه القوات، خصوصا عبر تزويدها بأسلحة أكثر تطورا من الأسلحة الخفيفة والآليات الخفيفة التي قدمتها لها حتى الآن.