في ظل حملة تحريض تشنها نخب سياسية وإعلامية
إسرائيلية، فاجأ وزيران بارزان في حكومة بنيامين نتنياهو الأوساط السياسية بتحديد موعد الحرب التي ستشنها إسرائيل على قطاع
غزة.
وقال الوزيران البارزان إن الحرب الرابعة على قطاع غزة سيتم شنها في الربيع القادم.
ونقلت قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة الليلة عن عضوين في المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن، الذي يعد أهم دوائر صنع القرار السياسي والعسكري في إسرائيل، قولهما إن شن الحرب على غزة قد يكون نتاج ردود فعل "حماس" على خطوات جدية ستقوم بها إسرائيل ضد الأنفاق.
وبحسب القناة، في التقرير الذي تابعته "
عربي21"، توقع كل من وزير التعليم نفتالي بنات ووزير الإسكان يوآف غالانت، أن تشرع إسرائيل في شن حملة ضد الأنفاق على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، ما قد يدفع حماس لشن عمليات عسكرية عبر بعض الأنفاق قبل تدميرها، وهو ما سيفضي بشكل مؤكد إلى حرب ستكون "أكثر شراسة" من الحروب السابقة.
وجاء الكشف عن تصريحي بنات وغالانت بعد أن عرضت القناة العاشرة الليلة الماضية تحقيقا مصورا بعنوان "حماس على الجدار"، يظهر كثافة انتشار مواقع "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس على طول الخط الحدودي الفاصل بين القطاع وإسرائيل.
وعرضت القناة صورة تظهر فيها مجموعة من الأشخاص وهم يتحركون حول ما يشبه الرافعة، زاعمة أنها لعناصر من "حماس"، يقومون بحفر نفق على بعد مائتي متر من الحدود.
وتضمن التحقيق مقابلات مع خبراء عسكريين ورؤساء مجالس محلية للمستوطنات اليهودية التي تقع في منطقة ما يعرف بـ"غلاف غزة"، حيث حرّضوا على شن عمل عسكري كبير ضد "حماس" لمنعها من استخدام الأنفاق التي تقوم بحفرها حاليا.
وفي السياق ذاته، قال وزير الحرب الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، إن حربا جديدة ستنشب ضد حركة حماس لن تنتهي "إلا بعد أن ترفع حماس الراية البيضاء".
ونقلت صحيفة "معاريف" عن ليبرمان أمس قوله: "إن كانت إسرائيل استخدمت خلال حرب غزة 2014 ثلث قوة النيران التي لديها، فإن عليها في الحرب القادمة استخدام كل طاقة النيران التي بحوزتها من أجل حسم المواجهة بانتصار إسرائيلي لا لبس فيه".
وحذر بعض المعلقين العسكريين في إسرائيل من أن وزراء حكومة اليمين المتطرف في تل أبيب يعتقدون بأن صعود دونالد ترامب للحكم في الولايات المتحدة يسمح باتخاذ قرار بمهاجمة غزة مجددا.
وقال المعلق العسكري ألون بن دافيد، في تعليق بثتة قناة التلفزة العاشرة الليلة الماضية، وتابعته "
عربي21"، إن "امتصاص حماس للغارات التي شنتها إسرائيل أول أمس يدلل على أن الحركة لا تتجه للتصعيد"، محذرا من خطورة اتخاذ حكومة نتنياهو "قرارات متسرعة".