ملفات وتقارير

ما الذي قدمه لبنان إلى السعودية مقابل إعادة العلاقات؟

لبنان وعد بوقت الهجمات الإعلامية ضد السعودية- أرشيفية
فتحت عودة العلاقات بين المملكة العربية السعودية ولبنان مؤخرا، باب التساؤل واسعا عن أبعاد ودلالات انفتاح الرياض على بيروت، وفيما إذا كانت الأخيرة قد قدمت وعودا مقابل هذه التطورات.

وأعلنت المملكة العربية السعودية، الاثنين، عزمها تعيين سفير لها في لبنان وزيادة رحلات شركات الطيران السعودي وعودة السعوديين لتمضية عطلاتهم في لبنان. 

ورأى محللون سياسيون في حديث لـ"عربي21" أن ذلك الانفتاح سيعيد لبنان إلى الحضن العربي وسحبه من المحور الإيراني، فيما أشار آخرون أن ذلك يأتي تزامنا مع التطورات الدولية والإقليمية المتمثلة بمجيء ترامب إلى الإدارة الأمريكية.

المحلل السياسي اللبناني نبيل الحلبي قال لـ"عربي21" إن "عودة الانفتاح السعودي على لبنان كانت بدايته بتأييد ترشيح العماد ميشيل عون رئيسا للبنان وتوافق سياسي على العهد الجديد وعزل لبنان عن أي مؤثرات ونزاعات خارجية على الساحة".

ولفت إلى أن "عودة لبنان إلى محيطه العربي رهن التزام الحكومة اللبنانية بمبدأ احترام دول مجلس التعاون الخليجي، وأن لا تسمح هذه الحكومة لأي جهة لبنانية عسكرية وسياسية بالقيام بأعمال عدائية ضد المملكة من الأراضي اللبنانية وخصوصا حزب الله".

وعود لبنانية

وفي ما إذا كانت لبنان قد قدم وعودا إلى السعودية مقابل هذا الانفتاح، قال الحلبي إن "لبنان وعد السعودية بوقف الحملات الإعلامية ضد المملكة وعاصفة الحزم  في اليمن بشكل خاص وهذا الوعد جاء على لسان الرئيس اللبناني ميشيل عون".

ولفت إلى أنه "طالما كان هناك احتراما لهذه الوعود طالما كان هناك تطورا بين السعودية ولبنان، لكن حتى الساعة ليست هناك أمور ملموسة في تطور العلاقة بين البلدين على الصعيد الدبلوماسي أو العمالة اللبنانية في دول مجلس التعاون الخليجي".

من جهته، قال المحلل السياسي اللبناني شارل جبور لـ"عربي21" إن تطور العلاقة بين البلدين كان سببه بعدين داخلي وخارجي، الداخلي جاء بعد انتخابات رئاسية جديدة أنهت الفراغ في البلاد، وكذا الزيارة الأولى للرئيس الجديد والتي خص بها الرياض ".

إقرأ أيضا : السعودية تنفتح على لبنان بسفير جديد وسياح

ولفت إلى أن ذلك يدل على أن لبنان أظهر في مرحلته الجديدة جانب الحرص على الحفاظ على العلاقات مع السعودية والعمق العربي وتطبيق الدستور الذي يقول إن لبنان بلد ذي هوية عربية.

أما على الصعيد الخارجي، فقد جاء تسلم ترامب الإدارة الأمريكية الجديدة والتوتر القائم بينه وبين إيران، في وقت يشهد تعامل إيجابي بين الرياض وواشنطن، من أجل مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة في ظل إدارة ترامب المتفهمة للسياسيات العربية والخليجية.

حسر نفوذ إيران

وعلى جانب آخر يفسر جبور عودة الانفتاح السعودي على لبنان، بأن المملكة بحاجة إلى تأكيد حضورها على المستوى العربي وهي بذلك أرادت أن توجه رسالة أساسية بأن لبنان لا يمكن أن يكون ساحة لميزان القوى الإيراني.

وأضاف أن "السعودية حريصة لمواجهة إيران في لبنان ودعم مؤسسات الدولة اللبنانية وترفض أن تستأثر إيران بالملف اللبناني، وهي تقول لكل دول العالم أن تواجدها ونفوذها في لبنان يكون من خلال المؤسسات اللبنانية ودعم خيار الدولة".

إقرأ أيضا : عون في السعودية لـ"تبديد الالتباسات" في العلاقات


وبخصوص ما إذا كانت عودة العلاقة بين البلدين ستشكل أزمة بين الرئيس عون وحزب الله، قال المحلل السياسي نبيل حلبي إن عون لديه تحفظات على تصرفات حزب الله، ومنها الاستعراض العسكري في القصير وتدخله المستمر في سوريا عبر لبنان.

وأردف حلبي لـ"عربي21" أن عون لديه تحفظ أيضا على التدخل في اليمن، بالنظر لوجود تقارير تتحدث عن استهداف الفرقاطة السعودية قبالة ساحل اليمن بتخطيط وتدريب  حزب الله وكل هذه الأحداث تأتي بشكل سلبي على العلاقات.

وتدهورت العلاقة بين المملكة العربية السعودية ولبنان على خلفية الهجمات الإعلامية المتكررة من زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله ضد المملكة وتدخله عسكريا في سوريا بالقتال إلى جانب رئيس النظام بشار الأسد، فضلا عن الاتهامات الموجه له بالوقوف خلف اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري عام 2005 .