ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد
ترامب وعد
بريطانيا بصفقة تجارية سريعة، وأثنى على قرارها الخروج من
الاتحاد الأوروبي، وهاجم المستشارة الألمانية
أنجيلا ميركل في مقابلة مع النائب المحافظ، الذي قاد حملة الاستفتاء ضد بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي مايكل غوف.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن هذه أول مقابلة لترامب مع صحيفة بريطانية، حيث كشف عن أنه وجه دعوة إلى رئيسة الوزراء البريطانية
تيريزا ماي، لزيارة واشنطن بعد دخوله البيت الأبيض مباشرة، بالإضافة إلى إبداء رغبته في توقيع معاهدة تجارية بين البلدين في أقرب وقت ممكن.
وتلفت الصحيفة إلى أن الرئيس المنتخب توقع أن تحذو دول حذو بريطانيا، وتترك الاتحاد الأوروبي، الذي تعرض للأضرار بسبب أزمة المهاجرين، وقال "إن الأمر صعب، فالناس والدول تريد استعادة هويتها، وبريطانيا تريد استعادة هويتها"، وأضاف أن ماي كتبت له رسالة قبل احتفالات أعياد الميلاد بفترة قصيرة، وأرسلت له هدية، وهي عبارة عن خطاب السياسي المعروف وينستون تشرتشل الذي وجهه للأمريكيين بعد هجوم اليابانيين على بيل هاربر أثناء الحرب العالمية الثانية، وعبرت ماي في رسالتها عن أملها بأن تكون "مشاعر الوحدة والأخوة بين البلدين حقيقية اليوم، كما كانت في الماضي".
ويورد التقرير أن ترامب أكد في مقابلته أنه سيقبل بمعاهدة نووية مع الرئيس الروسي فلاديمير
بوتين، مقابل رفع العقوبات المفروضة على
روسيا، وانتقد تدخل بوتين في سوريا، ووصفه بـ"الأمر السيئ"، الذي قاد إلى "وضع إنساني مروع"، مشيرا إلى أنه سيوقع يوم الاثنين أوامر رئاسية لفرض قيود على الحدود، بما فيها تشديدات على القادمين من أوروبا، بالإضافة إلى "تدقيق متشدد" على القادمين من الدول التي تعاني من الإرهاب "الإسلامي".
وتكشف الصحيفة عن أن ترامب انتقد المستشارة الألمانية ميركل، وقال إنها ارتكبت خطأ فادحا عندما سمحت بدخول أكثر من مليون لاجئ إلى الأراضي الألمانية، ووصف الاتحاد الأوروبي بأنه أصبح عربة للمصالح الألمانية، وقال إنه سيبدأ بالثقة بكل من بوتين وميركل، و"قد لا تدوم هذه الثقة".
وينوه التقرير إلى أن ترامب انتقد السياسة الأمريكية، ووصف قرار غزو العراق بالكارثي، وقال: "ربما كان أسوأ قرار يتخذ في تاريخ بلادنا، وكان مثل رمي حجر على خلية نحل"، وقال إن الوضع في أفغانستان سيئ أيضا، وأشار إلى أن محاولة استعادة مدينة الموصل من تنظيم الدولة تحولت إلى كارثة.
وتذكر الصحيفة أنه بالنسبة للعلاقة مع روسيا، فإن ترامب يأمل بأن تؤدي الاتفاقية الرامية إلى تخفيف القدرات النووية من رفع بعض العقوبات عن موسكو، وقال: "وضعوا عقوبات على روسيا، ودعنا نرى إن استطعنا تحقيق اتفاقية جيدة معها، فكما أعتقد فإنه يجب تخفيض الأسلحة النووية بشكل أساسي، وهذا جزء منها"، ويعلق غوف، الذي شغل منصب وزير العدل والتعليم في حكومة المحافظين، وقاد مع وزير الخارجية الحالي بوريس جونسون الحملة للخروج من الاتحاد الأوروبي، قائلا إن عرض ترامب صفقة تجارية مع بريطانيا هو ما أثار الانتباه في اللقاء الذي استمر ساعة كاملة في برج ترامب في نيويورك، وعبر عن حبه لبريطانيا قائلا: "أحب بريطانيا"، وأضاف: "سنعمل بجد لتوقيعها بسرعة، وستكون جيدة للطرفين"، وتابع قائلا: "سأقابلها (ماي)، وقد طلبت لقاء وسنعقده بعد دخولي إلى البيت الأبيض مباشرة.. وسنتفق على شيء سريع".
وينقل التقرير عن غوف تعليقه قائلا إن اللقاء يأتي في وقت تبنت فيه بريطانيا موقفا متشددا من البريكسيت، قبل يوم من خطابها الذي ستلقيه غدا، لافتا إلى أن وزير الخزانة فيليب هاموند حذر الاتحاد الأوروبي من فرض تعرفة جمركية وقيود تجارية على بريطانيا، وقال هاموند في تصريحات لصحيفة ألمانية إن بريطانيا الجريحة لن تجلس مكتوفة الأيدي، وتقبل صفقة قاسية تفرضها بروكسل، وأضاف أن الحكومة ستغير نموذجها الاقتصادي لاستعادة التنافس، وتعهد قائلا: "سنعمل ما يجب علينا عمله"، وتم تفسير كلامه على أنه تهديد بتخفيض ضريبة الشركات للمضاربة على فرنسا وألمانيا وإيطاليا.
وترى الصحيفة أن أي صفقة تجارية مع الولايات المتحدة ستكون سلاحا قويا أثناء المفاوضات للخروج من الاتحاد الأوروبي، وقال ترامب إن "البريكسيت ستكون نهايته عظيمة"، وأكد الرئيس المنتخب أنه يتطلع لزيارة بريطانيا، قائلا إن والدته الأسكتلندية كانت تحب الملكة، وأضاف: "في كل مرة كانت تظهر فيها الملكة على التلفزيون، كانت مناسبة تشاهدها أمي"، وتحدث مازحا أنه كان حريصا على "قروشه"؛ نظرا لأصوله الأسكتلندية، و"أعني أنني أتعامل مع القروش الكبيرة، وهذه هي المشكلة"، مستدركة بأنه لم يظهر الدفء ذاته تجاه الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن الدافع وراء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كان الهجرة، وقال: "أعتقد أن الدول الأوروبية لم تجبر على استقبال اللاجئين كلهم، عدد كبير منهم والمشكلات التي ترافقهم، أعتقد أن البريكسيت لم يكن ليحدث، وربما نجح (الاتحاد الأوروبي)، لكنها كانت القشة الأخيرة، القشة الأخيرة التي قصمت ظهر الجمل"، وأضاف: "أعتقد أن الناس يريدون استعادة هويتهم، ولو سألتني فإنني أعتقد أن البقية ستخرج".
ويفيد التقرير بأن ترامب لم يكن دبلوماسيا في حديثه عن ميركل، حيث قال إنها "ارتكبت خطأ كارثيا، واستقبلت هؤلاء الناس غير الشرعيين كلهم، كما تعلم فإنها استقبلت الناس كلهم بغض النظر عن أي مكان جاءوا منهم"، وأضاف: "لا يعرف أحد من أين جاءوا، ولهذا أعتقد أنها ارتكبت خطأ كارثيا، خطأ سيئا".
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن ترامب أكد أنه سيعين صهره جارد كوشنر مبعوثا خاصا في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى أنه حث بريطانيا على التصويت ضد أي قرار في مجلس الأمن ناقد لإسرائيل، وكرر نقده لباراك أوباما وطريقة تعامله مع الملف النووي الإيراني.