ملفات وتقارير

مراقبون: توقعات بتفاهمات حقيقية بين حماس والقاهرة في 2017

العلاقة بين حماس والقاهرة توترت حد القطيعة بعد الانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي
تشي التحركات البينية بين غزة والقاهرة في الأونة الأخيرة إضافة لخفوت حالة التراشق الإعلامي بين الطرفين، بوجود تحركات حقيقية بنظر الكثير من المحللين والمراقبين، من شأنها إعادة ترسيم العلاقة المتوترة حد القطيعة بين الطرفين منذ ساعة الانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي.

وقرأ مراقبون ومتابعون في الأونة الأخيرة العديد من الإجراءات والإشارات التي دللت حسب رأيهم لشكل جديد من العلاقة المتوقعة، قد تفضي خلال العام الجديد 2017 لتفاهمات حقيقية على الأرض.

وكانت تقارير إعلامية غربية وفلسطينية وإسرائيلية ذهبت في قراءات سياسية وتحليلة إلى أن النظام المصري وحركة حماس بصدد الاتفاق على إعادة بناء العلاقات المتوترة بينهما، بعد جولة من الاتصالات المباشرة والمكثفة خلال الأسابيع الأخيرة، أثمرت – بحسب التحليلات - عن قرار بتخفيف الضغوط على قطاع غزة المحاصر الذي تسيطر عليه حماس..
 
ورشح عن مراقبين مصريين قولهم إن القاهرة أرسلت إشارات عامة بأنها مهتمة بتحسين العلاقة مع حركة حماس، بهدف تدعيم الأمن القومي المصري الذي يشهد تهديدات قوية في ظل استمرار الهجمات التي يشنها المسلحون في سيناء على الجيش المصري.

تغير جذري في الموقف المصري

وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية رأت في إجراءات القاهرة تجاه معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة وزيادة أيام فتحه في الأشهر الأخيرة، إلى جانب السماح باستيراد السلع عبر المعبر لأول مرة منذ عام 2013، تغيرا يجب الإشارة إليه ضمن تحركات تسخين العلاقة بين الطرفين.

وأوضحت الوكالة أنه في الأشهر الستة الأخيرة وحدها، تم فتح المعبر أكثر من 40 يوما، مقارنة بـ 26 فقط طوال عام 2015، كما دعت مصر في الأشهر الثلاثة الأخيرة رجال أعمال وأكاديميين وصحفيين من غزة في مؤتمرات شبه رسمية في القاهرة لأول مرة منذ سنوات، الأمر الذي حقق لسكان غزة قدرا من الراحة بعد سنوات من الحصار.
 
وشكل إعلان عضو المكتب السياسي لحماس محمود الزهار، في حوار مع موقع الحركة الأربعاء الماضي، أن نائب رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية المتواجد في قطر حاليا، سيزور القاهرة في طريق عودته لغزة، برفقة القيادي موسى أبو مرزوق، يعد علامة إيجابية حيال مزيد من التفاهمات، موضحا أن عقد اللقاء متوقف على تهيئة مصر للأمر وهدوء الوضع في سيناء.
 
أما صحيفة "القدس" الفلسطينية، فقالت إن أبو مرزوق وصل إلى القاهرة يوم الاثنين الماضي، لإجراء أول لقاء رسمي مع المسؤولين المصريين خلال أيام، مشيرة إلى أن الجانبين سيبحثان ملف المصالحة بين الفصائل الفلسطينية والأوضاع الأمنية على الحدود بين مصر وغزة..
 
وذكر موقع "أليا أكسبرس" الإخباري الفرنسي أن مصر بدأت في إنقاذ غزة، لافتا إلى أنه خلال الشهر الماضي، قام إسماعيل هنية، بالسفر إلى الخارج لأول مرة منذ الإطاحة بمرسي، كما تم السماح لمسؤول ماليزي بدخول غزة للقاء مسئولين من حماس.
 
إلى ذلك، قال موقع "دافار ريشون" الإسرائيلي إن مصر تسعى للتعاون مع حركة حماس في مواجهة التنظيمات المسلحة في سيناء، زاعما في تقرير له "أن المصريين نجحوا في إثارة صراع بين حماس وجناح داعش بسيناء مؤخرا، متوقعا اتخاذ خطوات ضد بعضهما البعض في الأسابيع الأخيرة"..
 
وكذب القيادي في حركة حماس محمود الزهار، في تصريحات سابقة له ما أوردته صحيفة "المصري اليوم" على لسانه حول وجود جماعات متشددة في غزة حاولت تنفيذ هجمات ضد الجيش المصري، وأوضح الزهار في تصريح متلفز لفضائية "الجزيرة مباشر" أن ما نسب له بهذا الخصوص عار عن الصحة.

إجراء روتيني
 

وتعليقا على هذه التطورات، قال أستاذ العلوم السياسية والدولية بجامعة القاهرة وحيد عبد المجيد، إن العلاقة بين مصر وحماس وثيقة منذ تأسيس الحركة، ومعلوم للجميع أن المخابرات العامة المصرية كانت من أهم الداعمين لحماس والمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الاسرائيلي، وفي أوقات كثيرة كانت مصر تسهل دخول أسلحة لغزة لدعم حماس في حرب غزة عام 2008 وقبلها.
 
وأضاف عبد المجيد، في تصريحات لـ "عربي21"، أن العلاقات توترت بين النظام المصري وحركة حماس، بعد عزل الرئيس محمد مرسي، لأن حماس كانت تؤيد مرسي تأييدا كاملا، مشيرا إلى أنه على الرغم من الخلافات العلنية، والتي وصلت إلى قرار اعتبار حماس حركة إرهابية، إلا أن التنسيق بين حماس والمخابرات المصرية ظل ساريا، في القضايا الأمنية والملف الفلسطيني خاصة داخل قطاع غزة.
 
وحول كيفية مساعدة حماس لمصر في مواجهات الجماعة المسلحة في سيناء، قال عبد المجيد إن الاعلان عن التصالح سيحجم الإرهابيين في سيناء حيث ستتمكن الأجهزة الأمنية، وبدعم من حماس، من تحديد أماكن تهريب الأسلحة للإرهابيين والأنفاق التي يتم تهريب الأسلحة إليهم من خلالها وهو ما سيسهل من مهمة الجيش في سيناء بشكل أكبر.
 
أما أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية مصطفى علوي، فقال إن حركة حماس كانت ولا تزال هي محور الصراع والأحداث في الأرض المحتلة، لأنها أكثر حركات المقاومة جاهزية ولديها أرضية في الشارع الفلسطيني، ومن الطبيعي أن تنسق مصر معها دائما.
 
وأضاف علوي لـ"عربي21" أن علاقة حماس بالإخوان هي السبب في التوتر الذي حدث مع مصر خلال السنوات الثلاث الماضية، كما ورطها في اتهامات قد تكون بريئة منها، مثل تهريب قيادات الإخوان من السجون وقت ثورة كانون الثاني/ يناير، لكن الشق الاستخباري في الحركة ظل متواصلا مع المخابرات المصرية ويتبادل معها المعلومات.
 
وأوضح أن التقارب العلني الأخير بين مصر وحماس مطلوب حاليا، يمكن النظر إليه باعتباره "إجراء روتينيا"، لأن التنسيق لم ينقطع حتى في أوج الخلافات والاتهامات بأن حماس تساعد التنظيمات الإرهابية في سيناء، وتعد المصالحة بمثابة إعلان لحسن النوايا، حيث يحاول نظام السيسي التقرب من جميع الفصائل الفلسطينة حتى يتمكن من التحرك سياسيا وهو على مسافة واحدة من جميع فصائل المقاومة الفلسطينية، خاصة وأنه أعلن عن مبادرة سلام لحل للقضية الفلسطينة.