سياسة عربية

إعلامية: الله يعاقب بالغلاء والسيسي يحكم بحِلم (فيديو)

الخطيب للمصريين: "بلاش نأكل عمال على بطال" - ارشيفية
زعمت الإعلامية الموالية لرئيس الانقلاب، عبدالفتاح السيسي، أماني الخياط، المعروفة في تسريبات مدير مكتبه، عباس كامل، بأنها "البِت أماني"، أن غلاء الأسعار اختبار من الله للمصريين، عقابا لهم على الاستهلاك الزائد.

وبرَّأت الخياط، السيسي، من أي مسؤولية تجاه هذا الغلاء، زاعمة أنه يحكم مصر، متحليا بكظم الغيظ، في لحظة عقاب إلهية للمصريين، مطالبة إياهم بأن يتحملوا هذا الغلاء، وأن يراجعوا أنفسهم، وأن يعيدوا انتخاب السيسي عام 2018.

وقالت، في برنامجها "مباشر من العاصمة"، عبر فضائية "أون تي في لايف"، مساء الأحد: إن "ربنا اختار لنا شكل غلاء الأسعار، ودي الأداة اللّي بيها هيراجع كل مصري نفسه، وما له، وما عليه"، متهمة المصريين بأنهم "بياكلوا زيادة"، وقائلة: "بلاش نأكل عمال على بطال".

وشدَّدت على ضرورة إفاقة المصريين، واصفة السيسي بأنه "شخص أخلاقي"،  وأنه يشعر بالأسى لأنه يدرك أن ما حلَّ بالمصريين من غلاء الأسعار هو أداة تعليم إلهية لهم.

ووفق قولها، فقد "اختار ربنا شكل العقاب لنا نحن المصريين، وهذا العقاب (الغلاء) أداة ربنا لتعليمنا"، مضيفة: "إحنا في اختبار من ربنا مش من القيادة السياسية".

وطالبت "البسطاء" بأن يتحملوا، مشيرة إلى أنه قد آن "أوان الإفاقة"، وزعمت أن بعض المصريين يعيدون إنتاج كلام دون إعمال عقلهم فيه، مثل أنهم ينجبون بكثرة، ويقولون "كله على الله"، مع أن ربنا هيحاسب الواحد على ما أنجب، بحسب قولها.

وقالت إنه "في مواجهة مشاعر الحب بمفهوم مكارم الأخلاق مع شخص أخلاقي بطبيعته (السيسي)، فإن ارتفاع الأسعار سلاح ربنا لتعليمنا"، ضاربة المثل بمعاناة المسلمين الأوائل.

وأضافت: الإنسان (تقصد السيسي) يكتم كل شعور بالأسى عسى ربنا أن يعمل إفاقة لأبناء شعبه، لأنه يتألم لمن لم يستطع أن يدرك أو يفهم".

وتابعت: "الموقف واضح فالرئيس كشخص أخلاقي وبمفهومه عن مكارم الأخلاق لم يستطع أن يتحمل فكرة أن بعض أبناء شعبه لم يتلقوا حتى الآن رسالة رفع الأسعار، فكان رد فعله كما رأيتم، اللي لسه بيدور أنه ياكل 3 طقّات (وجبات) بالنسبة لهذا الرجل وبمفهومه الأخلاقي ده بيأذي مشاعره، لأنه هو نفسه (السيسي) يرضيه (الله)، لكنه في مواجهة هذه اللحظة ربنا اختار أداة العقاب".

وأضافت: "المصريون مش هيقبلوا بفكرة الغلاء بوصفها أداة التعلم من ربنا، وعدم قبول المصريين بالغلاء زي اللّي حصل في عهد النبي لما نزلت عليه الرسالة، ولم تؤمن قريش، لكن لو فضلنا واقفين عند السكر والعدس يبقى إحنا في أزمة، ودي الأمارة اللّي ربنا أعطاها له، واللّي يقدر يرفض تعليم ربنا بقى له ما له".

وتابعت: "أن تخرج من السيسي همهمة صوتية بهذا الشكل (في خطابه الأخير)، فهذا لأنه يضبط ما بين لحظتين مهمتين: لحظة اختارها ربه، وهي إن إحنا مش هنتعلم، ونستفيق إلا بهذه الطريقة فمافيش حل، وده اختيار ربنا، ومهما نفعل لن يكون هناك حل إلا أن نصل إلى التعلم".

وأشارت إلى أن النقطة الثانية هي "أريحهم يا رب، وأنا مش ضامن أنا قاعد قد ايه،  ومش ضامن اللي هييجي بعدي هيملك نفس الجرأة بأن يدفع هذه الدولة للأمام، وألا يرجع للمسكنات القديمة، وكأنك يا أبو زيد ما غزيت".

واستدركت: "لكن ربنا في نفس المشهد ما حبش يسيبوا (السيسي) في الحيرة، لأن الأثقال عليه أكثر من اللازم مع ضيق الوقت، في اللي جاي كله ده إثقال أكثر من طاقة الإنسان، فكان لازم يساعده، ويديه (يعطيه) الأمارة دي.. أنه قدر أن يكون من "الكاظمين الغيظ"، وأنه طول الوقت مش معني بصورته، ولا بشكله، كزعيم أو رئيس، أو قائد.. ده معني بتحقيق حلم ناسه، وشعبه".

وأشارت إلى أن الأمارة على ذلك هي تلك المرأة التي قالت له بعد كلمته الأخيرة: "أنا انتخبتك وهأنتخبك"، مشددة أن "اللي جاي صعب، وصعوبته في اختبارنا"، على حد قولها.



نشطاء يطالبون بمصادرة أموالها

وعقب تصريحات "الخياط" المثيرة للجدل، طالب الخبير الاقتصادي، مدحت نافع، بتأميم ومصادرة أموال وممتلكات مقدمي برامج "التوك شو".

 وكتب "نافع" عبر حسابه بموقع "فيسبوك": "أطالب بتأميم ومصادرة أموال وممتلكات مقدمي البرامج الحوارية الذين ينهرون الشعب الفقير بزعم أنه شعب نمرود.. نريد اختبارهم في ذات ظروف الشعب كي يكونوا قدوة يحتذى بها".

وتفاعل الكاتب والشاعر عبد الرحمن يوسف مع الاقتراح. وكتب، ساخرا، عبر "فيسبوك": "وأنا أدعم هذه المبادرة.. وكل مصري لازم يدعمها عشان خاطر "ماسر"".


ومن جهته علق الكاتب الصحفي، صهيب أيوب، على ما ذكرته الخياط بالقول: "حاولت الخياط، بلغة ركيكة ووعظية، أن تشعر المصريين، بأنهم سبب أول ونهائي عن سياسات الدولة، وأنهم لو كانوا يرضون بما يجري لهم، لتحسنت ظروفهم".

وأشار إلى أن الخياط، طالبت المواطنين بتحمل الغلاء، وبعضهم يكاد لا يجد قوت يومه، وينام بلا طعام، وتبيت أسرته من دون كسرة خبز، مشيرا إلى أنها "تجلس خلف الكاميرا متبرجة، ولديها سائق خصوصي، وتتقاضى أجرا من مؤسستها، ثم تسمح لنفسها بالتنظير على الشعب المصري الكادح والمنهك من سياسات حكومة السيسي وبكائه المستمر"، بحسب قوله.