وصل الرئيس
الفلسطيني محمود عباس، مساء الأربعاء، إلى العاصمة
السعودية، في زيارة رسمية يلتقي خلالها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.
وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، فإن الوفد المرافق لعباس يضم أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، وقاضي القضاة محمود الهباش، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج.
وتأتي هذه الزيارة بعدما شهدت العلاقات بين الجانبين توترا، كان من ملامحه وقف السعودية صرف المستحقات المالية للسلطة الفلسطينية، والتي تقدر بنحو 20 مليون دولار شهريا، منذ نيسان/ أبريل الماضي، وهو ما رُبط برغبة المملكة في عودة القيادي المفصول من الحركة، محمد دحلان، للمشهد السياسي مجددا.
ولكن إصرار الرئيس الفلسطيني على زيارة المملكة في ظل هذه التطورات؛ تطرح العديد من علامات الاستفهام حول أهداف الرئيس من التقارب مع المملكة.
"عربي21" حاولت التواصل مع المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، للتعقيب حول زيارة الرئيس هذه، ولكنه اكتفى بما نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية.
علاقات طيبة
ولكن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عزام الأحمد، أكد على حرص القيادة الفلسطينية على استمرار العلاقات الجيدة مع المملكة، قائلا: "نتطلع إلى بناء علاقات طيبة مع كافة الدول العربية الداعمة لنا وعلى رأسها المملكة العربية السعودية"، مضيفا أن "ما يشاع عن توتر في العلاقات بين السلطة والمملكة لا أساس لها من الصحة"، كما قال.
وأضاف الأحمد لـ"عربي21" أن "الدور الكبير والمؤثر الذي تقوم به المملكة على صعيد دعمها التاريخي للقضية الفلسطينية؛ يُحتم علينا كفلسطينيين تقدير هذا العطاء، وما يقوم به الرئيس في هذه الزيارة يقع ضمن هذه الجهود".
وحول الأسباب التي تكمن وراء وقف المملكة دفع حصتها من الدعم المالي للسلطة الفلسطينية، أشار الأحمد إلى أن "المملكة السعودية لم توضح لنا بعد أسباب هذا التوقف، مرجحا أن تكون دوافعه اقتصادية تعصف بالمملكة بعد تراجع أسعار النفط العالمية"، وفق قوله.
وطرح تواجد رئيس جهاز المخابرات العامة ضمن وفد عباس العديد من التساؤلات، في حين أن الزيارة تأتي بالتزامن مع قرار قضائي بالسجن لمدة ثلاث سنوات بحق دحلان، بتهمة الفساد واستغلال المنصب.
وتحدثت أوساط سياسية فلسطينية عن أن هدف عباس من هذه الزيارة هو الضغط على دولة الإمارات من خلال السعودية، لتسليم محمد دحلان للقضاء الفلسطيني لتسريع محاكمته.
ونفى الأحمد هذه "الإشاعات"، موضحا أنه "لا توجد أجندة في جدول أعمال هذه الزيارة أية ملفات تتعلق بالمفصول محمد دحلان"، على حد قوله.
وتقود السعودية منذ سنوات التحالف الرباعي العربي، بجانب مصر والأردن والإمارات، لتأخذ دورا أكبر فيما يخص القضية الفلسطينية. وذكرت تقارير سابق أن "الرباعية" تضغط على عباس لإعادة دحلان، ليكون القائد المقبل لحركة فتح والسلطة الفلسطينية.
مرحلة جديدة
من جانبه، أشار الكاتب والمحلل السياسي في غزة، مصطفى الصواف، إلى أن "الرئيس الفلسطيني، بعد تجديد حركة فتح الثقة له في المؤتمر السابع الأخير، أعطته فسحة كبيرة لترتيب سياساته الخارجية، والبدء بتدشين مرحلة جديدة من العلاقات مع دول الجوار بدء من المملكة".
وأضاف الصواف لـ"عربي21"؛ أن "عباس يدرك جيدا أهمية الدور السعودي في المنطقة، فهي مصدر أساسي للتمويل، وتحظى بإجماع عربي وإقليمي، على عكس القاهرة التي لا تتمتع بربع هذه الامتيازات"، على حد وصفه.
ونوه الصواف إلى أن "الأيام القادمة ستشهد خطوات عملية لهذه العلاقات بين الرئيس والمملكة، قبل استلام الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب لمقاليد الحكم مع حلول العام الجديد".
وختم الصواف بالقول إن "كلا الجانبين معنيان باستمرار العلاقة، فالسعودية تحتاج إلى شخص قوي مثل الرئيس عباس يستطيع تنفيذ أجندتها في المنطقة، وبالمقابل تحتاج السلطة إلى وقوف المملكة بجانبها سياسيا وماليا"، وفق قوله.