دخل 23 طالبا
موريتانيا في اعتصام بمقر السفارة الموريتانية بتونس، الثلاثاء، احتجاجا على الآلية المُعتمدة من طرف السفارة في تسجيل الطلبة الموريتانيين الراغبين في الدراسة.
ويتواصل اعتصام الطلبة الموريتانيين لليوم الثاني على التوالي، وسط "حصار أمني ومنع من إدخال الأغذية" بأمر من السفير الموريتاني، وفق ما أعلنت عنه "حركة 25 فبراير" على صفحتها في "فيسبوك".
غياب الشفافية وشبهات المحسوبية
وقال رئيس رابطة الطّلاب إبراهيم سيد المُختار، في تصريح خاص لـ"
عربي21"، إن "سبب
الاعتصام يعود لتعطيل تسجيل 23 طالبا تحصّل جلّهم على مُوافقات من الجامعات
التونسية، رغم انطلاقهم في الدّراسة منذ بداية السّنة الجامعيّة".
ويعود هذا التّعطيل، حسب المختار، إلى عدم حرص
الدبلوماسية الموريتانية على تسوية وضعية هؤلاء الطّلاب الذين يستعدّون لإجراء الامتحانات لدى السلطة التونسية.
وأشار المُختار إلى أن الحصّة الممنوحة لموريتانيا في إطار التعاون التونسي الموريتاني على مُستوى التعليم الجامعي والبالغة 200 ترسيم، قد تمّ التفويت فيها بطريقة تفتقر للشفافية وأحاطت بها شبهات المحسوبية.
وتابع: "الطلاب المُعتصمون أتوا لتونس من أجل الدّراسة على كاهلهم الخاص، و مطلبهم الوحيد هو تحويل ملفاتهم من السفارة إلى السلط المعنية في تونس، والسفير لم يتحرّك بالشكل المطلوب واكتفى بالتسويف منذ 3 أسابيع، وهو ما اضطرّنا للدخول في هذا الاعتصام للضّغط من أجل حلحلة الوضع وإيجاد حلّ".
ونفى المُختار أن يكون تعامل السفارة مردّه الانتماء السياسي للطلاب، مُؤكّدا أنه لم يكن هناك تنسيق مُسبق مع السلطات الموريتانية قبل مجيئهم لتونس.
عطالة رغم التفوق
"القطب باب" هو أحد الطلبة المتفوّقين وسبق أن تحصّل على المرتبة الأولى في اختصاص القانون الخاص من جامعة العلوم الإسلامية بالعيون، ويقول بأنّه كان أحد المتضرّرين من قرار السلط الموريتانية بإلغاء أغلب المنح الدّراسية التي كانت تمنحها للطّلبة المتفوّقين من أجل إتمام دراستهم خارج موريتانيا.
ويُضيف "باب" في تصريحه لـ"
عربي21": "سافرت إلى تونس بهدف الحصول على تسجيل بإحدى جامعاتها، وكنت قد أرسلت ملفا منذ شهر آب/ أغسطس، إلا أن المسؤولين على متابعة الملفات قاموا باستبداله بملف آخر، وبالتالي فوجئت بعدم وجود اسمي في اللائحة الرسمية".
وبعد إلحاقه بقائمة تكميلية، سافر لتونس ليُضطرّ للدّراسة في جامعة الزيتونة في اختصاص الفقه والسياسة الشرعية بديلا عن كلية الحقوق والعلوم السياسية تونس المنار بعد رفض الأخيرة منحه وثيقة مكتوبة تُؤكّد قبوله المبدئي. ورغم هذا القبول المبدئي، لم يتمكّن من التسجيل الرسمي وبالتالي لن يكون قادرا على اجتياز الإمتحانات.
وأشار القطب إلى أن الملف يتعلّق أساسا بغياب الشفافية في منح فرص التسجيل بالجامعات التونسية باعتبار أن جل المعتصمين هم من المتفوّقين في موريتانيا وتم هضم حقوقهم، وجلّهم أيضا تحصّل على موافقات مبدئية من الجامعات التونسية.
محاصرة المعتصمين وتجاهل السفير
وتحدّث الطالب "القطب" عن تهديد العاملين بالسّفارة للمعتصمين بأنّهم يلجؤون لقوات الأمن التونسي لفض الاعتصام بالقوّة، مُؤكّدا أن الطلاب سيواصلون اعتصامهم لأنهم أصحاب قضية، وفق تعبيره.
وأشار إلى أن السفير لم يلتق بالمعتصمين واكتفى بإرسال موظفي السفارة وأساسا الملحق الثقافي.
وأكّد رئيس رابطة الطلاب أن السفارة قامت بمنع المُعتصمين من إدخال الأغذية والمُؤن لمكان الاعتصام، في مُحاولة منها لتجويع المُعتصمين ودفعهم لفض الاعتصام، وفق تعبيره.
وكانت "حركة 25 فبراير" قد دعت في بيان لها، منظمات المجتمع المدني التونسية للمساعدة في ما أسمته "كسر حصار التجويع الذي تقيمه أجهزة الأمن التونسية".
وطالبت الحركة الموريتانيين المُقيمين بتونس الضغط على السفارة وعدم ترك "المعتصمين للجوع والبرد واليأس"، وفق المصدر ذاته.