حقوق وحريات

أزمة بين الأمن وأهالي معتقلي برج العرب بمصر (شاهد)

يشكو الأهالي من الإذلال والمعاملة المهينة خلال الزيارات - أرشيفية
يشهد سجن برج العرب، في الإسكندرية بمصر، أوضاعا متأزمة بين أهالي المعتقلين وسلطات الأمن منذ يوم الاثنين وحتى الآن، بعد اعتداء الأمن على المعتقلين وذويهم الذين تجمعوا أمام السجن طلبا لزيارة أبنائهم المعتقلين.

وطبقا للتنسيقية المصرية للحقوق والحريات، فقد وصلت نيابة برج العرب الجزئية إلى سجن برج العرب للتحقيق، بناء على قرار المحامي العام لنيابات غرب، وذلك بعد أن قدم أهالي المعتقلين الثلاثاء حوالي 150 بلاغا للمحامي العام، مضيفة: "في الوقت ذاته، نيابة غرب الإسكندرية الكلية تستمع لأقوال أهالي المعتقلين، كل فرد في محضر منفصل الآن".

وقد تفاعلت وسائل التواصل الاجتماعي مع القضية عبر وسومات مثل "#أنقذوا_معتقلي_برج_العرب" و"#سجن_برج_العرب".

مفاوضات الأمن وأهالي المعتقلين

لكن واحدة من أهالي المعتقلين، وتدعى فاطمة العفراء، قالت في منشور لها عبر "فيسبوك": "رئيس مباحث الإسكندرية جاء للتفاوض معنا وكانت لنا مطالب كالتالي: إما نزور جميعا ذوينا وهو حقنا، وإما يخرجوا لنا معتقلا من كل عنبر ليطمئننا أو يدخلوا مجموعة منا لزيارتهم ويطمئنوا الجميع، لكنه ذهب وعاد بقول: لا زيارة اليوم وعودوا يوم الخميس للزيارة، فرفضنا".

وأردفت: "ذهب مرة أخرى وعاد يقسم أن الزيارة ستتم غدا وأقسم ضابط آخر في الوقت نفسه أنه لا زيارة إلا يوم الخميس، وفي كل الحالات مازلنا مفترشين الأرض بانتظار الزيارة رغم استدعاء شرطة نسائية للتعامل معنا".

بداية الأحداث وأسبابها

وعن سبب تفجر الأزمة، قالت مي القهوجي، شقيقة أحد المعتقلين، عبر "فيسبوك"، إن المعتقلين اعترضوا على الطريقة المهينة في تنظيم زيارات المحكوم عليهم بالإعدام، حيث أن المعتقل يخرج لذويه وبيديه الكلبشات، وعقب اعتراض المعتقلين على ذلك، تم منعهم من التريض، كما مُنعوا من حضور جلسات المحاكمة إضافة إلى تكدير الأهالي خلال الزيارات.

وقالت التنسيقية المصرية للحقوق والحريات: "منذ أمس بدأت الاعتداءات على معتقلي عنبر 22 سياسي نتيجة مطالبة عنابر الإعدام بتحسين أوضاعهم ونقلهم من الزنازين الانفرادية والخروج للتريض لتبدأ الاعتداءات، مما أوقع عددا من الإصابات نقلوا على إثرها للمستشفى".

اعتداءات بالغازات وقنابل الصوت

وتابعت التنسيقية عبر "فيسبوك": "وبمعرفة باقي المعتقلين، بدأ التضامن معهم والهتاف، فأطلقت قوات السجن الغازات المسيلة للدموع عليهم في ممر منور العنبر مع إطلاق قنابل صوت بممرات الزنازين ورش مواد كيماوية من نظارات الزنازين (فتحات صغيرة أعلى باب الزنزانة) مما أدى إلى إصابة عدد من المعتقلين في وجوههم وصدورهم".

وأفادت رابطة أسر معتقلي برج العرب؛ عن وقوع حالات اختناق بين المعتقلين، كان من بينهم محمد عماد، الذي يعاني من أمراض الصدر.

كما اقتحم الضابط عمرو عمر العنبر رقم 21، واختطف 10 معتقلين من داخله وأخرجهم معصوبي الأعين ومقيدي الأيدي من الخلف، طبقا لصفحة "الحرية للجدعان".

منع الزيارة

وبحسب مي القهوجي، فإن "إدارة السجن سمحت بإدخال زيارات الجنائيين فقط، و3 كشوفات من السياسي فقط أي 10 أسماء، على وعد بإدخالهم على مراحل بحجة وجود تفتيش من مصلحة السجون".

وأضافت: "بمرور الوقت بدأنا بسماع صوت انفجار تكرر أربع مرات، وبسؤالهم كانت الإجابة أن إطار سيارة انفجر، بخروج الزيارة الأولى من السجن علمنا أن عنبر 11 و24 دخلوا في إضراب وامتناع عن الزيارة تضامناً مع عنابر المخصوص "المحكوم عليهم بالإعدام" وأحد الجنائيين الذي توفي نتيجة الاعتداء عليه بالضرب".

وبحلول الرابعة عصر الاثنين، اضطر الأهالي لمغادرة بوابات السجن، دون معرفة حقيقة الوضع بالداخل أو أسباب طلب المعتقلين للإسعافات الطبية، وحقيقة الأصوات التي سمعوها.

وتداول النشطاء مساء الاثنين نبأ مقتل أحد السجناء الجنائيين، ويدعى عباس أحمد عباس (30 عاما) من محافظة بورسعيد، نتيجة الضرب على يد ضابط السجن، وفق ما تداوله النشطاء.

منع الزيارة للأهالي.. ومنع سيارات الترحيلات

وصباح الثلاثاء، تجمع الأهالي أمام بوابات السجن للزيارة قرابة الساعة السادسة صباحا، لكن إدارة السجن رفضت دخولهم، وهو ما أقلق الأهالي خاصة، مع منع الزيارة أمس الاثنين، وحدوث الاعتداءات.

وبحلول الثامنة صباحا، تزايدت أعداد الأهالي، حيث يبدأ عادة تسجيل الأسماء حتى العاشرة استعداداً للزيارة الأولى، لكن أصوات هتافات واستغاثات من داخل السجن كانت إنذارا للأهالي باستمرار الاعتداءات بالداخل.

وعبر "فيسبوك"، بدأت رسائل الأهالي واستغاثاتهم تصف الوضع أولا بأول، حيث قالت فاطمة محمود إنه منذ وصولها مع عائلتها إلى البوابات، رأت عربات الترحيلات تتوافد إلى داخل السجن بأعداد كبيرة، وترددت أنباء بين الأهالي عن وجود ترحيلات للمعتقلين وتوزيعهم على سجون أخرى.


وقال مصطفى جمعة إن هناك زنزانة بعنبر 21 تم ترحيل المعتقلين منها منذ الأمس لسجون مختلفة، مما زاد من مخاوف الأهالي اليوم من استكمال الترحيلات.

وأشار جمعة إلى أن الأهالي رفضوا خروج سيارات الترحيلات من السجن، وتجمعوا أمام البوابات وافترشوا الأرض أمامها لمنعها من ترحيل ذويهم إلى سجون بعيدة عن مقر سكنهم، مما سيزيد المشقة عليهم.


وقالت تسنيم موسى إن "عربات الترحيلات بدأت بالتحرك بكثافة ليتضح أنه تم ترحيل ما يقرب من 100 معتقل إلى محافظات أخرى ورفض السجن إعطاءنا أي معلومة عن الأسماء التي رُحلت وأسباب امتناع المحبوسين عن الزيارة والأصوات التي وصلت إلى مسامعنا، مما دفعنا إلى الهتاف".

وأوضحت تسنيم أن "موظفي السجن والمأمور وأحد الضباط أمرونا بإيقاف الهتاف للسماح لنا بالدخول، ولكن بعد فترة أخبرونا أن الزيارة ممنوعة لدواع أمنية وقالوا لنا: (سنجعله عقرب2)".

وكتب علاء سيف: "اليوم فجراً قام الضابط عمرو عمر بالاعتداء بالضرب على عم علاء السيد في عنبر 21 بسجن برج العرب، وأصيب عم علاء في وجهه إصابة بالغة".

وحتى الآن لا تزال الأزمة قائمة بين سلطات الأمن بسجن برج العرب والأهالي.