من الغلابة إلى الكرامة.. هل فقدت الثورة المصرية بوصلتها؟
عربي21- إبراهيم الطاهر14-Nov-1609:52 PM
شارك
تراجع التيار المدني في وعوده بالنزول يوم 11/ 11- أرشيفية
بعد أيام معدودة من تظاهرات 11 نوفمبر2016 (11/11) التي انطلقت تحت مسمي "ثورة الغلابة"، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي دعوات لا تزال مجهولة المصدر – حتى كتابة هذه السطور- تطالب الشعب المصري بالنزول يوم 25 نوفمبر2016، تحت مسمى "ثورة الكرامة".
ومن مسميات "ثورة الغلابة" التي قابلها رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالسخرية والاستخفاف، بعبارات على شاكلة " مفيش جعان بيعمل ثورة" و"الغلابة فين؟" للتعبير عن فشل الاحتشاد في هذا اليوم، إلى "ثورة الكرامة" المزعومة، يطرح التساؤل نفسه: هل فقدت الثورة المصرية بوصلتها؟، ومن الذي يقف وراء هذه التسميات التي يعتبرها البعض استهلاكا لكلمة "ثورة"؟
يشار إلى أن التظاهرات الرافضة للانقلاب العسكري، رغم تراجع أعدادها بشكل كبير، لا تزال متواصلة منذ انقلاب يوليو 2013، وتنطلق كل يوم جمعة باسم جديد للأسبوع يدعو له التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب العسكري، في إطار موجات ثورية متعاقبة، يعتبرها تحالف الشرعية مكملة لثورة 25 يناير2011، وليست ثورات جديدة.
وعلق المتحدث باسم حركة غلابة، ياسر العمدة، على دعوات التظاهر لثورة الكرامة يوم 25 نوفمبر المقبل قائلا:" ليس لدينا علم بمصدر الدعوة"، مضيفا أن ثورة الغلابة مستمرة ولن تنتهي.
وكشف العمدة، في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، أن حركة غلابة ستعلن خلال أيام عن أولتراس خاص بها يقود الحركة على الأرض بالتنسيق مع شباب الإخوان المسلمين، وشباب ضد الانقلاب، مؤكدا أنه تم الانتهاء من اكتمال 90% من هيكله التنظيمي في نحو 20 محافظة، وتم تقسيم الهيكل التنظيمي للأولتراس إلى 10 قطاعات تغطى محافظات مصر المختلفة.
وبسؤاله عن أسباب فشل الاحتشاد يوم 11/ 11، وانعكاساته السلبية على مستقبل الثورة المصرية، قال العمدة: " احنا ما بنعملش ثورة " مشيرا إلى أن أسباب فشل الاحتشاد هو تخاذل التيار المدني، وإعلان عدم نزوله، فضلا عن الخوف من القمع، والحصار الأمني المكثف للميادين الرئيسية، وانتشار الجيش والشرطة بالآليات العسكرية، والدبابات والمدافع، في شوارع مصر.
وأكد المتحدث باسم حركة غلابة أنهم قطعوا التواصل مع التيار المدني بسبب تخاذلهم عن النزول يوم 11/11 وعدم الوفاء بوعودهم لنا – على حد تعبيره-، قائلا:" مش محتاجين نربط نفسنا بهم، والثورة مش هتقف على حد".
وتابع: " احنا ما بنعملش ثورة"، نحن مجرد شرارة للثورة، مشددا على أنهم لن يستسلموا لحالة اليأس والإحباط التي يتم تصديرها عبر مواقع التواصل الاجتماعى عن عمد، لتبريد الثوار وإفشال الثورة.
ومن ناحيته، انتقد مدير الأكاديمية الدولية للدراسات و التنمية، والخبير في الشئون السياسية و الإستراتيجية، ممدوح المنير، الخطاب الإعلامي للثورة المصرية، وسخرية الثوار من عدم خروج الشعب المصري يوم 11/11، وتحميله مسئولية الفشل، واستخدام بعضهم عبارات غير لائقة تعبر عن الاحتقار و الإذدراء للشعب.
وقال المنير، تخيلوا ثورة بحجم الثورة المصرية و قادتها يخاطبون الشعب بالبيانات التي لا يقرأها أحد، تخيلوا أن ثورتنا عقمت أن يكون هناك قائد يخرج على الناس يوجههم و يشحذ هممهم و يبين لهم تحديات المرحلة و يرسم لهم الطريق ، كما نرى في كل بلاد الدنيا، بل حتى البيانات أصبحت تصدر بأسماء و صفات وهمية أم مختفية لا يعلم أحد هل هم أحياء أم أموات؟.
وتابع: " اليوم نعيش بلا قادة أبطال و الأبطال الوحيدين الذي نصدرهم هم المعتقلين، و هم يخاطبون قضاة الإجرام و الظلم بكلمة "سيادة القاضي"، وكأننا نقول لهم البطولة مكانها السجن فقط لا غير، دون أن نخلق لهم أي تحدي أو أمل في الغد ، فلا أحد يقول لهم ماذا سنفعل غدا بإذن الله ؟".